وطالبت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي حكومات الدول الأعضاء بالاتحاد، اليوم الأحد، بدعم التحرك لحماية المهاجرين في البحر المتوسط بعد واحدة من أسوأ كوارث القوارب، مضيفة في بيان "قلنا مراراً لن يحدث ثانية ... الآن حان الوقت لأن يتعامل الاتحاد الأوروبي مع تلك المآسي دون تأخير".
وتابعت "نحن بحاجة إلى انقاذ الأرواح كلها بنفس قدر حاجتنا جميعاً إلى حماية حدودنا ومحاربة الاتجار في البشر".
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، إن عدد الجثث التي تم انتشالها من المركب الذي غرق الليلة الماضية في البحر المتوسط وعلى متنه حوالي 700 مهاجر غير شرعي، وصل إلى 28 جثة، مضيفًا أن من المتوقع انتشال المزيد من الجثث.
وأضاف "رينزي" خلال اجتماع انتخابي في مدينة "مانتوفا"، شمال إيطاليا، أن البحر المتوسط بات يشهد مأساة كل يوم، متسائلًا: "كيف يمكن استمرار اللامبالاة بخصوص ذلك الأمر؟". وقطع رينزي جولته الانتخابية وعاد إلى روما، لمتابعة تطورات غرق المركب عن كثب.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد دعا في وقت سابق، إلى اجتماع عاجل لوزراء داخلية وخارجية دول الاتحاد الأوروبي عقب كارثة الغرق، داعياً إلى زيادة عمليات المراقبة البحرية والجوية بعد الحادث الذي وصفه بأنه "اسوأ كارثة تحدث خلال السنوات القليلة الماضية في مياه المتوسط".
من جانبه أطلق البابا فرانسيس، اليوم الأحد، نداء جديداً إلى قادة الاتحاد الأوروبي يدعوهم إلى العمل على وقف فقدان الأرواح قبالة سواحل إيطاليا الجنوبية. وقال في كلمته الأسبوعية أمام المصلين في ساحة سانت بيتر "إنهم رجال ونساء مثلنا".
تتواصل عمليات الإنقاذ البحري والجوي والبحث عن ناجين من كارثة غرق مركب كان على متنه 700 مهاجرٍ في قناة صقلية بالبحر المتوسط، وتم انتشال 28 جثة حتى الآن.
وأكد المسؤول الإيطالي أن سفنا تابعة للبحرية الإيطالية تشارك في عملية الإغاثة التي يتولى تنسيقها خفر السواحل الإيطالي في روما.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية كارلوتا سامي لشبكة التلفزيون الايطالية راينيوز24 إن "المركب جنح على بعد نحو 110 كلم عن سواحل ليبيا، وكان على متنه أكثر من 700 شخص، كما ورد في رواية 28 ناجياً قامت سفينة تجارية بانتشالهم".
وأطلقت سفينة الصيد نداء استغاثة ليل السبت الأحد تلقاه خفر السواحل الإيطالي الذي طلب من سفينة شحن برتغالية التوجه إلى المكان على الفور. وعند وصولها إلى المكان وجدت سفينة الشحن مركب الصيد وقد انقلب على بعد نحو 220 كلم جنوب جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، كما ذكرت المفوضية.
وأضافت سامي أن المركب انقلب على الأرجح عندما تجمع كل ركابه في جهة واحدة مع وصول سفينة الشحن البرتغالية. وأعلنت البحرية المالطية أن عملية إنقاذ كبيرة بدأت بمساعدة البحريتين المالطية والإيطالية.
على صعيد متصل، أنقذت فرق خفر السواحل التركية 31 مهاجرًا غير شرعي يحملون جنسيات سورية، وإيران، وأفغانستان، نجحوا في الوصول إلى جزيرة "كوراجيك" بعد غرق مركب كانوا يستقلونه في طريقهم إلى جزيرة "كوس" اليونانية، الليلة الماضية.
وانطلقت صباح اليوم الأحد فرق من خفر السواحل، وطواقم الإنقاذ البحري لمنطقة بودروم في ولاية موغلا جنوب تركيا، وفرق الإنقاذ الطبي الوطنية، إلى المنطقة التي شهدت غرق المركب الذي يُعتقد أنه يحمل على متنه 35 راكبًا، وبدأت عمليات الإنقاذ، التي أسفرت عن العثور على المهاجرين، حيث نقلوا إلى مخفر خفر السواحل.
وقامت الطواقم الطبية بإجراء الإسعافات الأولية لبعض المهاجرين، في سيارات الإسعاف التي كانت نتنظر في المخفر، وينتظر أن يُسلموا إلى فرع الأجانب بعد أخذ إفاداتهم.
وكانت فرق خفر السواحل أنقذت في وقت سابق اليوم 3 مهاجرين بينهم طفل يبلغ ثلاث سنوات من العمر، من ركاب المركب الغارق، ونقلتهم إلى الساحل، حيث استقبلتهم فرق الإسعاف وتوجهت بهم إلى المستشفى.
وكانت دورية تابعة لخفر السواحل التركي، سمعت نداءات استغاثة، الليلة الماضية، خلال مرورها في بحر إيجه، بالقرب من منطقة "أدا بوغازي"، في "بودروم"، بولاية "موغلا" جنوب غرب تركيا، ولدى توجهها إلى مصدر الصوت، عثرت على طفل يبلغ من العمر ثلاثة أعوام ووالديه، يبدو أنهم سقطوا في البحر لدى غرق المركب الذي كانوا يستقلونه، للوصول بطريقة غير شرعية إلى جزيرة كوس اليونانية.
ويذكر أن عمليات الهجرة غير الشرعية تتواصل بشكل يومي باتجاه الدول الأوروبية المطلة على مياه البحر المتوسط، لا سيما إيطاليا، إذ وصل 301 مهاجر إلى مرفأ مدينة بوزالو الإيطالية، يوم الجمعة الماضي، في حين بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى إيطاليا خلال ستة أشهر إلى 11 ألفاً، بينما غرق نحو 900 مهاجر منذ مطلع العام، حسب المنظمة الدولية للهجرة.
