الطاقة البديلة لحماية البيئة في لبنان

30 مارس 2015
ثمّة تركيز اليوم على طاقة الرياح (Getty)
+ الخط -

وسط تدهور الموارد الطبيعيّة واختلاف أشكال التلوّث وتغيّر المناخ، يرى المعنيّون أنه لا بدّ من إيجاد حلّ سريع لتحفيز المبادرات البيئيّة، لمواجهة المشكلات التي تتهدّدنا. فتطرح الطاقة البديلة كمثال يلعب دورَين: الأول في المحافظة على البيئة، والثاني في خلق فرص عمل بيئيّة.

فيجد لبنان نفسه شأنه شأن بلدان العالم الأخرى، في مواجهة هذا التحدي. بالتالي، لا بدّ من خلق مبادرات بيئية تنطلق من وجوب التصدي للتدهور البيئي والبطالة في آن واحد. وذلك عن طريق تحويل قطاعات العمل إلى قطاعات صديقة للبيئة بشكل أو بآخر، تهدف بالتالي إلى توفير التنمية الاجتماعية. فتأتي النتيجة انتعاشاً اقتصادياً وحدّاً من الفقر وتخفيضاً لمستوى انبعاثات الغازات الدفيئة.

وتشجيع الطاقة البديلة في لبنان يخلق فرص عمل جديدة متخصصة. بالتالي نكون قد حافظنا على البيئة على المدى البعيد، وخففنا من نسب التلوّث، سواء في الهواء أو في المياه أو غيرهما. فقطاع الطاقة ملوّث للبيئة. لكن هنا أيضاً، يمكن الحديث عن قطاع أخضر شريطة تطوير موضوع الطاقة المتجددة بكل أنواعها، بناءً على دراسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تشير إلى أنّ العدد المتوقع للوظائف الخضراء لعام 2020، سيصل إلى نحو أربعة آلاف وظيفة، وأن حصّة الموارد المتجددة المستخدمة في توليد الكهرباء منها 12%، أما مساحة سخانات المياه العاملة على الطاقة الشمسية المركّبة فهي مليون وخمسين ألف متر مربع.

إلى ذلك، من المتوقّع استحداث وظائف في مجال الطاقة المتجددة، والكفاءة في استخدام الطاقة، نتيجة الحاجة إلى إنشاء أنظمة إدارة للطاقة والتدقيق فيها، إلى جانب اعتماد الطاقة الشمسية المركزة وطاقة الرياح والخلايا الكهروضوئية، وتوسيع الطاقة الكهرمائية وسوق سخانات المياه بالطاقة الشمسية.

أما على مستوى قطاع البناء، وبحسب ما جاء أيضاً في تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن استثمار مليون دولار أميركي في الأبنية الخضراء، من شأنه أن يؤمّن نحو 45 وظيفة كمتوسّط سنوي لمدة 20 عاماً. ويشمل ذلك الوظائف المرتبطة بالبناء المباشر وبتوفير مواد البناء غير المباشر.

ويشجّع المتخصّص في شؤون البيئة الدكتور فريد شعبان، "المركز اللبناني لحفظ الطاقة الذي يعمل من ضمن برنامج متكامل مع وزارة الطاقة، إذ ينطوي على كثير من الحوافز البيئية. وهو يزيد من فرص العمل في صيانة أجهزة الطاقة الشمسية، من أجل التوصل إلى بيئة نظيفة".

ويقول شعبان إن "الطاقة الشمسيّة تلعب دوراً مهماً، سواء في توليد الطاقة أو في تسخين المياه على السطوح، عن طريق اللواقط التي تسحب حرارة الشمس وتولد التيار الكهربائي. وعلى سبيل المثال مشروع نهر بيروت. أما طاقة الرياح، فيأتي التركيز عليها اليوم من خلال مشروع سيدرو. فيعدّ أطلس جديد للرياح، بهدف الاستفادة منها في توليد الطاقة". ويشير إلى "مزارع الطاقة الهوائية في عكار التي تطوّرها إحدى الشركات الإنكليزية".

ويشدّد شعبان على أن "الاتكال على الطاقة البديلة يخفّف بنسبة 12% من استهلاك الكربون والنفط، وبالتالي يخفّف التلوّث ويحافظ على البيئة نظيفة". ويقول شعبان إن "الطاقة الشمسيّة تلعب دوراً مهماً، سواء في توليد الطاقة أو في تسخين المياه على السطوح، عن طريق اللواقط التي تسحب حرارة الشمس وتولد التيار الكهربائي. لكن السؤال يبقى عن مدى استعداد البلديات أو الوزارات المعنيّة واستعدادها للتحفيز على الطاقة البديلة. فيشرح الأستاذ المحاضر في الكيمياء والفيزياء والهندسة البيئية جميل ريما أن "سوق الطاقة البديلة ما زال محصوراً، ليس فقط في لبنان إنما في العالم ككل، على الرغم من أهميّة دور الطاقة البديلة في الحفاظ على البيئة والتخفيف قدر المستطاع من التلوّث، كما هي الحال مع الطاقة الشمسية وطواحين الهواء". ويسأل: "لو كانت المصادر البديلة فعالة في توليد الطاقة وبالسرعة المطلوبة مثل النفط، ألم تكن لتحلّ محلّ الأخير وتصبح في متناول الجميع؟".

ويتحدّث ريما عن آلة اخترعها لمعالجة النفايات المنزلية ونفايات المستشفيات، بالإضافة إلى الأدوية المنتهية الصلاحية ونفايات المسالخ. فهي تعمل على تحويلها الى مادة كربون خام يستخدم كوقود لتشغيل المعامل.

وتعتمد هذه التقنيّة بحسب ما يشرح ريما على عوامل ثلاثة، وهي: الحرارة والضغط والمحفز. ويقول إنه "بعد ارتفاع الحرارة إلى 400 درجة مئويّة، وفي غضون 15 دقيقة فقط، يصبح بالإمكان تحويل كل المواد العضوية إلى كربون. أما البخار فيطير في الجو من دون إحداث أي تلوّث بيئي".
دلالات