طريقة لتقليل وفيات الإيدز في أفريقيا

11 مارس 2015
الدراسة أجريت على 1999 شخصاً في زامبيا وتنزانيا (Getty)
+ الخط -

كشفت دراسة بريطانية حديثة، عن طريقة جديدة لرعاية المرضى الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية، المعروف اختصارا باسم "الإيدز"، في تنزانيا وزامبيا، خفضت الوفيات الناجمة عن المرض بمقدار الثلث تقريبًا.

وقال الباحثون إن "اتباع أسلوب العناية الإضافية لمرضى الإيدز، عبر الكشف عن مرض التهاب السحايا وتقديم العلاج اللازم، وكذلك الزيارات المنزلية الأسبوعية للمرضى، خلال الأسابيع الأربعة الأولى من العلاج، لتقديم الدعم لهم، مع إعطائهم العلاج المضاد للفيروسات، يأتى بنتائج إيجابية، ويقلل عدد الوفيات الناجمة عن المرض".

وأضاف الباحثون أن هذه الطريقة فى التعامل مع مرضى الإيدز، منخفضة التكلفة، وأدت إلى تقليل الوفيات بين المرضى بنسبة 28 في المائة، ويمكن أن تكون خيارا فعالا في الحد من عدد الوفيات الناجمة عن فيروس الإيدز في أفريقيا.
وتحدث معظم الوفيات الناجمة عن الإيدز فى أفريقيا بعد وقت قصير من بدء العلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات.

الدراسة أجراها باحثون بجامعة "سانت جورج" الطبية في لندن، وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، بالتعاون مع المعهد الوطني للبحوث الطبية في تنزانيا، والمستشفى التعليمي الجامعي في زامبيا، ونشرت تفاصيلها، اليوم

الأربعاء، في مجلة "لانسيت" الطبية.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، أجرى الباحثون التجارب على عينة عشوائية من مرضى الإيدز، بلغ عددها 1999 شخصًا في تنزانيا وزامبيا.

ووجد الباحثون، بعد متابعة المرضى فى الدراسة التى بدأت فى فبراير/شباط 2012، وحتى سبتمبر/أيلول عام 2014، أن المرضى الذين أجري لهم فحص إضافى لالتهاب السحايا، وتمت زيارتهم منزليًا، انخفض عدد الوفيات بينهم بنسبة 28 في المائة، عن أولئك الذين تلقوا الرعاية المعتادة فى المستشفيات.


وقال قائد فريق البحث، الدكتور شبار جعفر، أستاذ علم الأوبئة، في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي: "كانت هذه تجربة كبيرة والأولى من نوعها، وكانت نتائجها مثيرة للغاية، فمزيج من الفحص البسيط والزيارات المنزلية، يمكن أن يقلل وفيات الإيدز بمعدل الثلث تقريبا".

الرعاية الصحية في أفريقيا
وأضاف أن حوالى 10 ملايين شخص في أفريقيا يتلقون العلاج المضاد للفيروسات، ولكن هناك تفاوت في عدد الأشخاص الذين يموتون في السنة الأولى من العلاج،

مقارنة مع المناطق الأكثر ثراء فى العالم مثل أوروبا، وهذا النهج الجديد يمكن أن يغلق هذه الفجوة.

واعتبر أن "أكبر تحدٍّ يواجه تقديم الرعاية الصحية في أفريقيا، هو النقص الحاد في العاملين المؤهلين في مجال الرعاية الصحية، ولا سيما الأطباء".

والتهاب السحايا، هو مرض فطري، ويطلق عليه أيضا "الحمى الشوكية" يؤثر بشكل رئيسي على الجهاز العصبي المركزي، ويصيب، في الغالب، الأشخاص الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".

ووفقا للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن هناك ما يقرب من مليون حالة إصابة جديدة بالتهاب السحايا، تحدث سنويا على مستوى العالم، وينجم عنها 625 ألف حالة وفاة، تقع معظمها في أفريقيا، وتحديدًا فى منطقة جنوب الصحراء الكبرى.

والإيدز هو فيروس يصيب خلايا الجهاز المناعي البشري، ويؤدي إلى إعاقة وظيفتها، ولا تظهر على المصاب أية أعراض في المراحل الأولى من العدوى.

وقد يحمل المصاب العدوى طوال 10 أعوام إلى 15 عاما، قبل أن تظهر عليه أعراض الإيدز، ويمكن أن تمتد تلك الفترة إذا ما تعاطى المريض الأدوية المضادة للفيروسات.

وينتقل فيروس الإيدز من خلال الاتصال الجنسي الكامل، وعملية نقل الدم الملوّث بالفيروس وتبادل الإبر الملوّثة به، ويمكن انتقاله أيضا من الأم إلى الجنين أثناء فترة الحمل أو خلال الولادة أو عن طريق الرضاعة.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من 35.3 مليون شخص متعايش مع فيروس الإيدز حول العالم حتى عام 2012.

المساهمون