نابلس تتبرع لإعمار منازل أسرى فلسطينيين هدمها الاحتلال

07 ديسمبر 2015
التبرعات مستمرة مدة أسبوع (العربي الجديد)
+ الخط -

أطلقت مجموعة شبابية في مدينة نابلس، أمس الأحد، حملة شعبية تحت عنوان "حملة إعمار منازل الأحرار"، تهدف إلى تأمين مسكن كامل لعائلات أربعة من الأسرى.

وهدمت قوات الاحتلال وفجرت منازل الأسرى الأربعة من مدينة نابلس (كرم المصري، ويحيى الحاج حمد، وسمير كوسا، وراغب عليوي)، كجزء من سياسة إسرائيلية بهدم منازل الفلسطينيين منذ عام 1967، ضمن عقاب جماعي لأهالي منفذي العمليات الفدائية، وكردع لمن يفكر بتنفيذ عملية في المستقبل ضد أهداف إسرائيلية.

يقول إيهاب أبو صالحية، وهو أحد القائمين على الحملة في حديثه لـ"العربي الجديد" إن "مجموعة من الشباب النابلسي المنتمي لهذه المدينة، أطلقوا اليوم حملة جمع الأموال لشراء منازل بديلة وتأثيثها، ليتم تسليم مفتاح البيت لأصحابها، وهم أهالي الأسرى".

اقرأ أيضاً: استبرق.. فتاة فلسطينية استيقظت لتجد نفسها متهمة بالطعن

وناشد أبو صالحية، السلطة الفلسطينية والفصائل الوطنية في المدينة، تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للعقاب الجماعي من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، داعيًا الجميع لمساندة هذه الحملة ودعمها رسميًا وشعبيًا، في كافة أرجاء محافظة نابلس، من قرى ومخيمات.

الحملة الشعبية التي ستستمر مدة أسبوع تتخللها فعاليات عدة، وأطلقها النشطاء من وسط مدينة نابلس، تأتي بعد انتظار دام نحو 20 يومًا، لتنفيذ وعود رسمية لترميم تلك المنازل أو توفير بيوت بديلة للعائلات الأربع التي هُدمت منازلها، من دون أي تطبيق أو تنفيذ على أرض الواقع.

يقول المتحدث باسم العائلات التي هُدمت منازلها أيمن المصري، في حديثه لـ"العربي الجديد" إن "الأهالي لجأوا عقب عملية الهدم إلى بيوت الأقارب، وبعضهم الآخر استأجر شققاً سكنية في المدينة بشكل مؤقت، إلى حين تأمين مسكن دائم يعودون إليه، مع العلم أن إيجارات الشقق باهظة لعائلات بسيطة ليس بمقدورها التأقلم مع دفع مصروفات شهرية لأصحابها".

من حملة التبرعات في نابلس (العربي الجديد)



في حين، يخشى الناس وبعض أصحاب الشقق من تأجير أهالي الأسرى كون الاحتلال الإسرائيلي ما زال يتعرض لهم بمضايقات واقتحامات ليلية لمساكنهم، فيرفض بعضهم أن يدخل في مثل هذه الأجواء، حتى لو تم دفع الاستئجار بشكل مسبق، وفق ما يوضح المصري.

اقرأ أيضاً: "عبيدة أبو حسين" أسير فلسطيني يعلن ارتباطه

ولم يلحظ أهالي الأسرى الأربعة أي مسعى من قبل الفصائل الفلسطينية في توفير مساكن لهم، وحتى الوعود الرسمية بقيت معلقة ولم يتم تطبيق أي منها على أرض الواقع، في حين يطالب أهالي الأسرى السلطة بتأمين غطاء للقائمين على الحملة حتى لا يتم المساس بهم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.



ولا يخفي أهالي أولئك الأسرى المقاومين تطلعاتهم بأن تكون هذه الحملة موازية لحملة نفذت في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين إلى الشمال الشرقي من القدس المحتلة، والتي كان فيها أهالي المخيم نموذجًا حيًا وقويًا ردًا على هدم الاحتلال لمنزل الشهيد إبراهيم العكاري في المخيم يوم الأربعاء الماضي.

فقد تمكن أهالي مخيم شعفاط، يوم الأربعاء الماضي، وبعد 6 ساعات فقط على هدم قوات الاحتلال لمنزل الشهيد إبراهيم العكاري، منفذ عملية دهس في مدينة القدس العام الماضي، والتي قتل فيها جنديين إسرائيليين، من جمع مبلغ مائة ألف شيكل (نحو 25 ألف دولار)، بعدما شرعوا بحملة تبرعات لتوفير سكن لعائلة الشهيد.

 والأسرى الأربعة متهمون بتنفيذ عملية "إيتمار" قرب نابلس شمالي الضفة الغربية، مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قُتل خلالها مستوطن وزوجته، وهدمت قوات الاحتلال منازلهم، الشهر الماضي وتعكس الحملة التفافا شعبيا حول عائلات هؤلاء الأسرى.

اقرأ أيضاً: طواقم نابلس الطبية تطالب الأمم المتحدة بوقف اعتداءات إسرائيل