المتحرّشون بالأطفال.. أدمغتهم تختلف عن سواهم من البشر

05 ديسمبر 2015
واحد من كلّ ثمانية أطفال بلّغ عن إساءة (Getty)
+ الخط -
ازداد قلق الناس في السنوات الأخيرة بشأن ارتفاع معدّلات الاعتداءات الجنسية على الأطفال، وقد أشارت مفوضية الأطفال في بريطانيا إلى أنّ 50 ألف حالة سجّلت لدى الشرطة، ولفتت انتباه الخدمات الاجتماعية والمنظمّات التطوعية في بريطانيا بين إبريل/ نيسان 2012 ومارس/ آذار 2014.

وتتحدث البيانات عن نحو 425 ألف طفل ومراهق دون الثامنة عشرة، تعرّضوا للإساءة الجنسية في بريطانيا، في وقت لم يبلّغ سوى واحد من كلّ ثمانية أطفال عن ذلك. إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي شمل 750 بالغاً، أنّ نحو الثلثين منهم عانى هول الاعتداء الجنسي عليه في مرحلة الطفولة، من قبل شخص من العائلة أو صديق للعائلة.

حتى اليوم، ما زالت بريطانيا تستهجن فضيحة الاعتداء الجنسي على الأطفال في شمال البلاد، في العام الماضي. كذلك، يرفض الناس فهم ومساعدة "هؤلاء المجرمين" الذين يستغلّون أطفالاً أبرياء ضعفاء، لتلبية رغباتهم وشهواتهم، فيطالبون بملاحقتهم وزجّهم في السجون وإخصائهم حتى. لكن لبول جونز رأياً آخر. هو والد الطفلة أبريل جونز (خمسة أعوام)، التي اختطفت في ويلز وقتلت على يدي مشتهٍ للأطفال في أكتوبر/ تشرين الأول 2012. جونز يقول بأن توفير المساعدة لمشتهي الأطفال قد تنقذ الصغار من التعرّض للاستغلال الجنسي. وينظّم بول وزوجته كورال حملات تساعد على فهم مشتهي الأطفال وتقديم العون لهم لمنعهم من الاعتداء. بالنسبة إليهما، تلك الحملات هي المفتاح الرئيسي لحماية الأطفال من الأذى.

من جهته، كان الدكتور جيمس كانتور، من مركز الإدمان والأمراض النفسية في تورنتو (كندا)، قد أمضى وقتاً طويلاً في اسكتشاف أدمغة مشتهي الأطفال عبر التصوير بالرنين المغناطيسي. وقد توصّل إلى نتائج مذهلة ومثيرة للجدال، تقول بأنّ "الميل الجنسي نحو الأطفال يولد معنا ولا يتبدّل مع مرور الوقت، وهو لا يختلف عن أي ميول جنسية أخرى". واللافت أنّ كانتور اكتشف أنّ أدمغة مشتهي الأطفال التي أجرى دراسته عليها، تختلف عن أدمغة الأشخاص العاديين، "فهي أشبه بأسلاك متشابكة". وأوضح أنّه "حين يرى هؤلاء طفلاً، تتحرّك لديهم الغرائز الجنسية بدلاً من غريزة الأبوّة".

وقد أشار كانتور إلى أنّ "مغتصب أطفال مُدان، قد يكون أعسر بمعدّل ثلاث مرّات أكثر من الشخص العادي. وهو قد يمتلك مهارات يدوية عالية وغالباً ما تكون قامته أقصر من المجرمين الآخرين". لكنه شدّد على أنّ "هذا لا يعني أنّ كل شخص أعسر أو قصير القامة قد يميل جنسياً إلى الأطفال".

إقرأ أيضاً: خادم المسجد المتحرّش
دلالات