العراق: "أربعينية الحسين" في كربلاء.. مسيرات ومخاوف

03 ديسمبر 2015
تشديدات أمنية حول المزارات (فرانس برس)
+ الخط -
أحيا الملايين من المسلمين الشيعة ذكرى أربعينية الإمام الحسين بن علي، في مدينة كربلاء الواقعة جنوب بغداد، الخميس، وسط إجراءات أمنية مشددة.

ويتواصل تدفق الزوار إلى المدينة، الذين قدم معظمهم سيرا على الأقدام، منذ أكثر من عشرة أيام للتجمع حول القبة المذهبة لمرقد الإمام الحسين، في إحياء إحدى كبرى المناسبات الدينية لدى المسلمين الشيعة.

ويرتدي الكثير من الزوار الذي قدم بعضهم من مدينة البصرة التي تبعد 500 كلم جنوب مدينة كربلاء، الملابس السوداء حدادا.

وقال محمد حسين جاسم، القادم من جنوب البلاد، وقد بدت عليه آثار التعب والإرهاق: "بعد مسير 12 يوما، ها قد وصلت إلى كربلاء. أتمنى أن تسود روح التعاون والإيثار ومحبة الناس ليس في هذه الأيام فقط التي نستذكر فيها مصيبة الحسين وإنما طول أيام السنة".

وفرضت السلطات إجراءات أمنية مشددة الأسبوع الماضي لحماية الزوار الذين يمرون من شوارع العاصمة، فيما قطعت العديد من الشوارع الرئيسية ومنع سير السيارات باستثناء التي تقوم بتوفير الخدمات للزوار.

ويستغرق السير من مناطق البلاد المختلفة نحو كربلاء لإحياء ذكرى الأربعين أياما طويلة. وأعلن محافظ كربلاء، عقيل الطريحي، الأربعاء، أنه من المتوقع أن يصل عدد الزوار في نهاية الزيارة التي تبلغ ذروتها الخميس، إلى عشرين مليونا، بينهم نحو خمسة ملايين زائر أجنبي وعربي، غالبيتهم من الإيرانيين.

وبحسب السلطات العراقية، فإن 17 مليون شخص أحيوا الزيارة العام الماضي، واعتبرت في حينه استعراضا للقوة في وجه الجهاديين الذين سيطروا على مساحات شاسعة من البلاد قبل عام ونصف العام.

وبذلت قوات الجيش والشرطة خلال الفترة الماضية جهودا لحماية الزوار والأضرحة المقدسة، ونشرت عشرات آلاف من قوات الأمن على طول الطرق المؤدية إلى مدينة كربلاء.

ووجه الزوار المشاركون في إحياء الذكرى رسالة إلى الطبقة السياسية المتنازعة في البلاد، علما أن طقوس الزيارة تأتي بعد موجة من التظاهرات المطالبة بالإصلاحات ومكافحة الفساد في البلاد، وكذلك المطالبة بالخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء.

وقال سعيد عبدالحسين البالغ من العمر خمسين عاما، وقد جاء متكئا على عصا مشيا على الأقدام من مدينة الديوانية (180 كلم جنوب بغداد) "أتمنى أن يبقى هذا التجمع المليوني للعراقيين، ويتوجه بصورة سلمية سيرا على الأقدام إلى ساحة التحرير في بغداد لتحقيق الإصلاح".

وقتل ستة أشخاص على الأقل في هجومين منفصلين استهدفا زوارا متوجهين إلى كربلاء في بغداد، يوم الإثنين الماضي، بحسب الشرطة. وتمكنت قوات الأمن من إحباط هجومين انتحاريين بواسطة أحزمة ناسفة في منطقة السيدية جنوب بغداد، وأخرى في حي الشعب شمال شرق بغداد.

وتقع كربلاء التي يقيم فيها نحو سبعمئة ألف نسمة على ضفاف نهر الفرات، وتحيط بها من الجهة الغربية صحراء الأنبار، وهي المنطقة الأكثر صعوبة للحماية من هجمات تنظيم الدولة الإسلامية. ويسيطر التنظيم على مساحات كبيرة في هذه المحافظة الكبيرة.


اقرأ أيضا:العراق: إجراءات أمنية استعداداً لإحياء مناسبة دينية