عدي أرشيد.. فلسطيني التحق بشقيقته الشهيدة

14 ديسمبر 2015
عدي أرشيد (العربي الجديد)
+ الخط -

الجراح لم تضمد بعد، ودموع أفراد العائلة لا زالت رطبة على رحيل ابنتهم دانيا أرشيد (17 عاما) في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن الحزن والألم عادا من جديد بعد تلقي العائلة نبأ استشهاد ابنها الأكبر عدي أرشيد (24 عاما) برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة الماضية.

خرج عدي بعد صلاة الجمعة مباشرة لمشاركة عشرات الشبان الفلسطينيين الذين يواصلون الهبة الجماهيرية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وعند منطقة رأس الجورة اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال الذين أطلقوا الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وعشرات القنابل الغازية المسيلة للدموع.

أصيب الشاب الغاضب الذي لم تجف دموعه بعد على رحيل شقيقته (دانيا) برصاصة اخترقت صدره، تسببت الرصاصة بنزيف حاد فشلت كافة محاولات الأطباء في قسم الإنعاش بالمستشفى الأهلي بمدينة الخليل، في وقفه، ليعلن المستشفى بعدها التحاقه بشقيقته الصغرى شهيدا.

"عدي أحب الحياة، وكان متمسكا بها كثيرا، لا يوجد فلسطيني لا يحبها"، هكذا قال والده جهاد أرشيد؛ الحديث ذاته قاله الأب في مقابلة سابقة مع "العربي الجديد"، حين استشهدت ابنته دانيا أكبر بناته، والتي كانت أيضا تحب الحياة، وحرمها جنود الاحتلال الإسرائيلي منها على عتبات الحرم الإبراهيمي.

وأضاف الأب والحزن يرافق صوته على فراق ابنه وابنته: "تغيرت حياة عدي بعد استشهاد دانية، فالأيام القليلة الماضية كانت كفيلة بأن تقربه من الله، أصبح أكثر التزاما بالدين، وأصبح الشاب الأكثر طاعة وانضباطا في صفوف العائلة. كان واضحا أنه تغير".

"أصبح عدي يصلي الفجر في المسجد، وأكثر تقربا من أفراد العائلة؛ كأنه كان يشعر أن الله سيختاره شهيدا"، بحسب الوالد الذي قال لـ"العربي الجديد": "كان عدي شريكا لأحد الفلسطينيين في أحد الأفران التي تعد طعام (القدرة الخليلية)، وكان يحب عمله كثيرا".

وكان الابن الأكبر، بحسب الوالد ومن ذلك العمل، يُعد لمستقبله، فهو كأي شاب فلسطيني يحلم بمستقبل جيد وزوجة وبيت من أجل الاستقرار، هذا الحلم لم تسمح رصاصات الاحتلال الإسرائيلي أن يتحقق عندما اقترب عدي منه كثيرا، ولم تسمح تلك الرصاصات له أيضا أن ينجب أطفالا كما كان يخبر والديه.

عدي ودانيا شقيقان وصديقان، رحلا في الهبة الجماهيرية الفلسطينية في مدينة الخليل، وتركا آلاما وحزنا لأم صدمة رحيلهما لا تفارقها، وهي الأم ذاتها التي كانت قبل استشهاد عدي تواصل ترتيب سرير دانية، وتحاول التخلص من لوعة الفراق، ليطل عليها فراق جديد للابن الأكبر الذي كان يملأ جدران المنزل حيوية وحياة.

لم تحتمل الأم الواقع الجديد الذي فرض عليها باستشهاد ابنتها وابنها في غضون شهرين، وهي في حاجة ماسة إلى دعم معنوي من كل أفراد العائلة، سيما والديها اللذين يعيشان في الأردن ولا يسمح الاحتلال لهما بدخول فلسطين لمؤازرتها وتخفيف وجع رحيل ولديها عنها.



اقرأ أيضا:الهبّة الفلسطينية في شهرها الثالث: الأطفال يتصدرون صفوف المقاومة
المساهمون