"إن لم يأكل أبناؤنا فلن يشرب أبناؤكم"

27 نوفمبر 2015
تحت الحصار... (الأناضول)
+ الخط -

منذ أكثر من مائة يوم، والحصار مطبق على نحو 200 ألف سوريّ يعيشون في عشر بلدات واقعة في منطقة وادي بردى في ريف دمشق. هذا ما يتسبب في تدهور أوضاعهم الإنسانية يوماً بعد يوم، مع شحّ المواد الغذائية والطبية والوقود على خلفية أزمة قطع مياه نبع بردى عن العاصمة السورية دمشق.

وكان الحصار قد فُرض عقب "مجزرة الماء والدم"، بحسب ما أطلق عيها، والتي وقعت قبل نحو ثلاثة أشهر ونصف الشهر تقريباً من جرّاء قصف قرى بسيمة وعين الفيجة وكفير الزيت، والتي راح ضحيتها أكثر من أربعين قتيلاً، بينما دُمّرت أجزاء كبيرة من تلك القرى. حينها، عمدت الفصائل المسلحة في المنطقة إلى قطع مياه نبع بردى عن العاصمة السورية دمشق، علماً أنها تمدّها بنحو 60% من احتياجاتها من مياه الشرب، وذلك في محاولة منها للضغط على النظام حتى يخفّف من عملياته العسكرية ضد الزبداني (شمال غرب دمشق).

في هذا السياق، يقول مدير مكتب القلمون في "اتحاد إعلاميي سورية"، ولقبه أبو البراء الشامي، لـ"العربي الجديد"، إنه "ما زلنا محاصرين منذ وقوع المجزرة، على الرغم من أن المياه عادت إلى العاصمة دمشق بعدها". يضيف أن "الحصار يفرض بشكل كامل على بلدات وادي بردى، ويمنع دخول المواد الغذائية والطبية والوقود. ويُستثنى بعض الموظفين، إذ يُسمَح لهم بالدخول مع ربطة خبز واحدة، لكل واحد منهم". ويوضح أبو البراء الشامي أن "مخزون الأغذية نفد لدى الأكثرية الساحقة من الأهالي، بينما الوقود شبه مفقود، في وقت ترتفع الأسعار يوماً بعد آخر من جرّاء احتكار السوق من قبل قلة قليلة من التجار المرتبطين بالقوات النظامية. وقد وصل سعر كيلوغرام السكر الواحد مثلاً إلى 500 ليرة سورية (الدولار الأميركي يساوي 380 ليرة)، وهو أكثر من ضعفَي سعره في مناطق النظام. الأمر نفسه بالنسبة إلى الأرزّ، فيما وصل سعر كيلوغرام الشاي الواحد إلى ثلاثة آلاف ليرة وربطة الخبز المؤلفة من عشرة أرغفة صغيرة الحجم إلى 150 ليرة. إلى ذلك، يدخل الطحين عبر التجار أنفسهم وبكميات قليلة جداً".

ويعيد الشامي أسباب انقطاع مياه النبع عن دمشق إلى "تصدّع القناتين الصناعيتين المخصصتين لنقل المياه إلى العاصمة وكذلك المضخات في نبع الفيجة، من جرّاء القصف الذي تعرضت له المنطقة، في حين يمنع الأهالي موظفي مؤسسات المياه من إصلاحها إلى حين فك الحصار عنهم، وذلك تحت شعار: إن لم يأكل أبناؤنا فلن يشرب أبناؤكم. حتى أنهم منعوا الهلال الأحمر السوري من فحص المياه".

اقرأ أيضاً: حزام و"بوط" عسكري.. أساتذة "شبيحة" في مدارس سورية
دلالات