بغداد: إجراءات أمنية مشددة وحياة شبه معطلة

26 نوفمبر 2015
عراقيون إلى كربلاء سيرا على الأقدام (فرانس برس)
+ الخط -


باشرت قوات الأمن العراقية؛ تساندها مليشيات الحشد الشعبي، بعمليات انتشار واسعة النطاق في العاصمة بغداد، تضمنت قطعا لطرقات رئيسة وإغلاق عدد من الأحياء المهمة، ضمن خطة تأمين المراسم الدينية السنوية لزيارة "الأربعينية"، حيث يتوجه مئات الآلاف من العراقيين إلى مدينة كربلاء.

وتسببت الإجراءات بشلل شبه كامل في الحياة داخل العاصمة، وسط مخاوف من وقوع عمليات إرهابية، تستهدف المدنيين، وقال العقيد أحمد حسين، من قيادة عمليات بغداد العسكرية، لـ"العربي الجديد" إن إعداد الخطة الأمنية جاء بالدرجة الأولى، لمنع أي اعتداءات إرهابية بالعاصمة، أو مناطق سير الزوار إلى كربلاء.

كما بيّن أن "ما تشهده العاصمة من إغلاق طرق وإعاقة حركة وإجراءات تفتيش هو الحل الوحيد لمنع وقوع أي اعتداءات إرهابية، وأن سبب الخطة المبكرة، هو معالجة أي خلل يتم اكتشافه حاليا قبل مناسبة "الأربعينية" المصادف الخميس المقبل".

وفيما يشكو أهالي بغداد من شلل حياتهم وعدم استطاعتهم الوصول إلى مقار عملهم أو الأسواق؛ يدافع قادة الأمن عن ذلك بالضرورة التي أكرهوا عليها".

وفي هذا السياق، قال عضو لجنة الأمن العليا المسؤولة عن أمن العاصمة، العميد فارس طه، إن "تذمر السكان وشكواهم لا يمكن إغفاله، لكن عليهم أن يوقنوا أن التأخير لساعة أو ساعتين أفضل من أن يقع تفجير يروح ضحيته العشرات".

من جهته، اعتبر العقيد في مديريّة المرور العامّة، باسم الرفيعي، الخطة الأمنيّة "فاشلة ولم ترق إلى المستوى المطلوب". وأوضح، الرفيعي لـ"العربي الجديد"، أنّ "الخطة تتعارض بشكل كبير مع حركة السير والمرور في العاصمة، وقد شلّت الحياة بشكل شبه كامل، فلا يستطيع أحد أن يتنقّل من منطقة إلى أخرى، إلّا سيرا على الأقدام"، مضيفا أنّ "الخطة لم تراع حالات الطوارئ والحالات الإنسانيّة والمرضيّة، فلم يترك لها أي طريق صالح للتنقّل".

كما أشار إلى أنّ "قيادة العمليّات زجّت معها مديريّة المرور خلال وضع الخطة، وهي تعلم أنّ مديريّة المرور ليس باستطاعتها الاعتراض على أيّ خطة توضع".

بدوره، أكّد الخبير الأمني، رافع السلمان، أنّ "الخطط الأمنيّة في العراق ما زالت تراوح مكانها، إذ لم تعتمد على التقنيّات الحديثة والأجهزة المتطورة والخطط الاستباقيّة، والبعد الاستخباري، الأمر الذي يؤشر إلى فشل أمنيّ ذريع وتراجع في مستوى الإعداد والتنسيق لدى القائمين على الملف الأمني".

وأشار السلمان، لـ"العربي الجديد"، إلى إنّ "الأجهزة الأمنيّة ومنذ أكثر من 10 سنوات لم تعرف خططا أمنيّة سوى قطع الطرق، وأنّ القطع لا يعدّ خطة، بل هو إجراء تعسّفي بحق المواطنين وشلل وتعطيل لحياتهم دونما أي احترام أو مراعاة لظروفهم".

ورأى أنّ "بقاء الاعتماد على إجراءات كهذه، يؤكّد أنّ الملف الأمني في العراق لم يتقدّم شبرا واحدا، بل يتراجع، الأمر الذي يستدعي إعادة دراسة وصياغة جديدة للنهج الأمني المتّبع، والاعتماد على التقنيات والخطط الحديثة التي تواكب تطور وتقدم الإرهاب وإمكاناته الكبيرة".

يشار إلى أنّ مئات الآلاف من الشيعة في العراق ودول أخرى، يتوجهون في العشرين من شهر "صفر" من كل عام إلى كربلاء سيرا على الأقدام، لإحياء ذكرى أربعين مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب.


اقرأ أيضا:"قتلهُ مسلحون مجهولون"..الجملة الأكثر رعباً في بغداد