تونس: مفاوضات الساعات الأخيرة لتفادي إضرابات تاريخية

18 نوفمبر 2015
الاتحاد التونسي للشغل يقود التحرك (فيسبوك)
+ الخط -


يحبس التونسيون أنفاسهم، اليوم الأربعاء، قبل دخول سلسلة الإضرابات التي هددت بها النقابة الأكبر في تونس، الاتحاد العام التونسي للشغل، والتي تبدأ غداً الخميس في أكبر الجهات الصناعية في تونس محافظة صفاقس، لتتواصل في بقية الجهات، فيما وصفه قيادي من المنظمة بسلسلة إضرابات تاريخية في القطاع الخاص في تونس.

وتأتي هذه الإضرابات بعد أن تعطلت لغة الحوار بين اتحاد الشغل ومنظمة رجال الأعمال، والدخول في صراع مباشر واتهامات متبادلة بين الطرفين، وصفت بمعركة كسر العظام بين منظمتين تشاركتا في جائزة نوبل للسلام بعد الحوار الوطني الذي قادتاه مع المحامين وحقوق الإنسان.

ويعود الخلاف إلى رفض رجال الأعمال للزيادة التي يطالب بها العمال في القطاع الخاص، بعد نجاح مفاوضات القطاع العام مع الحكومة، والتي تبلغ نسبة 12 بالمائة، باعتبار أنهم لم يحظوا بأي زيادة منذ سنتين، وفق ما صرح به بلقاسم العياري الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل لـ"العربي الجديد".

اقرأ أيضاً: أكثر من 800 ألف عاطل من العمل في تونس

العياري أضاف أن هذا المطلب معقول جداً مقارنة بتدهور القدرة الشرائية للتونسيين، وارتفاع الأسعار المتواصل، في حين يريد رجال الأعمال الاقتصار على نسبة لا تتجاوز 5 بالمائة، وهي نسبة التضخم في الأسعار، ما اعتبره العياري غريباً على تاريخ المفاوضات التي سبق أن اعتمدت التضخم كمعيار في التفاوض.

غير أن العياري الذي أكد أن نقابتهم تبقى دائماً مفتوحة على الحوار، احتج على ما وصفه بتعالي رئيسة منظمة الأعراف وداد بوشماوي على المفاوضات، في إشارة إلى تصريح ذكرت فيه إن الإضرابات لا تزعجها، ما دفع بالنقابة إلى إطلاق سلسلة الإضرابات الكبيرة بداية من يوم غد الخميس في صفاقس، وفي تونس وأريانة ومنوبة وبن عروس يوم 25 نوفمبر، وفي زغوان ونابل والمنستير والمهدية يوم 26 منه، وفي بنزرت وباجة والكاف وجندوبة يوم 27، وفي سليانة والقصرين والقيروان وسيدي بوزيد يوم 30 من نفس الشهر، وفي مدنين وقابس وتطاوين وقبلي وقفصة بداية ديسمبر القادم.

اقرأ أيضاً: معركة "كسر عظم" بين المستثمرين والعمّال في تونس

أصحاب المؤسسات الخاصة بصفاقس اجتمعوا أمس للنظر في تبعات تعثّر مفاوضات زيادة الأجور في القطاع الخاص وإضراب الغد، واعتبروه غير قانوني، مؤكدين على العمال الالتحاق بعملهم، ورافضين "لكل تهديد أو إكراه، وتمسّكهم بلغة الحوار والتفاوض، معبرين عن احترامهم للحق النقابي وحق الإضراب في كنف التحلي بالمسؤولية وتطبيق المقتضيات القانونية والالتزام بالسلمية".

ولمحاولة تفادي هذه الإضرابات في هذا التوقيت الحساس تتكاثف الجهود من أجل إعادة المنظمتين الى طاولة الحوار.

واستقبل أمس الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، وجرى التطرق للوضع الاقتصادي والوضع الاجتماعي في ظلّ الإشكاليات العالقة في الحوار بين منظمة الشغيلة ومنظمة الأعراف.

وبالتوازي يسعى وزير الشؤون الاجتماعية، عمار اليونباعي، المكلف إدارة هذه الحوارات إلى تفادي هذا الوضع الاجتماعي الصعب. وقال إن وزارته تسعى لتقريب وجهات النظر بين اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف فيما يتعلق بالخلاف الحاصل بين الطرفين بخصوص ملف المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص، مشدداً على إمكانية التوصل إلى اتفاق، لأن الخلاف ليس بالحجم الذي يتصوره البعض.

وينتظر أن يشهد اليوم الأربعاء لقاءات ومشاورات ماراثونية بين مختلف الدوائر القادرة على إقناع الطرفين بالتوصل الى اتفاق، وتجنيب تونس سلسلة إضرابات هي في غنى عنها في المرحلة الحالية، خصوصاً أن اتحاد الشغل أعلن أنه جاهز كما ينبغي لإضراب الغد، وأن بعض قياداته تحولت إلى صفاقس لمعاينة الاستعدادات لذلك.

اقرأ أيضاً: اتّحاد الشغل التونسي يدين معاملة أوروبا للمهاجرين
دلالات