"قاتل النساء" بالأرقام

07 أكتوبر 2015
تحوّلت جولي إلى رمز لمكافحة سرطان الثدي (Getty)
+ الخط -

لأن أكتوبر تحوّل شهراً عالمياً للتوعية بسرطان الثدي، فهو يُعرف اليوم بـ "الشهر الزهريّ". في ما يأتي بعض المعلومات الأساسية حول هذا المرض القاتل الذي يطاول النساء.

على الرغم من الحملات السنوية المكثفة حول ضرورة الخضوع لفحص الثدي من أجل الكشف المبكر عن السرطان، ما يساهم بعلاجه بشكل فعال، ما زال العالم العربي بعيداً عن هذه الجهود. ويأتي الفقر والمداخيل المنخفضة وضعف الرعاية الصحية كأبرز عوامل خارجية لعدم الخضوع للفحص المخصص للكشف المبكر عن سرطان الثدي. أما مجتمعات كثيرة، فتتمنع عن ذلك لعدم حصول المرأة على كامل حقوقها، وللثقافة الشائعة التي ترفض الفحص بداعي التشاؤم أحياناً أو الخوف في أحيان أخرى.

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم أكثر أنواع السرطان التي تفتك بالنساء فوق سن الثلاثين. في عام 2012، توفي حول العالم 8.2 ملايين امرأة من أصل 14.1 مليون مصابة بسرطان الثدي. وفي العام نفسه، شكلت الإصابة بسرطان الثدي نسبة 11.9% من مجمل الإصابات بالسرطان بين الجنسين. وتؤكد المنظمات الدولية والإقليمية المعنية أنّ التوعية هي الأساس في محاربة المرض، خصوصاً لجهة الكشف المبكر عنه، وتشخيصه بما يتيح إمكانية العلاج الفعال عن طريق الدواء أو العلاج الإشعاعي في المراحل الأخطر.

بدورها، لا تتوقف العلوم الطبية والأبحاث الخاصة بالمرض عن تقديم مزيد من العلاجات الواعدة وأشكال التوعية. من ذلك، تطوير لقاح يمنع تمدد المرض وتفاقمه، واعتماد دواء يقلل من احتمالات الانتكاسة. يُضاف إلى ذلك، ابتكار طرق وأجهزة تشخيص مبكر لرصد أورام صغيرة بحجم أربعة مليمترات، واختراع صدرية تشخّص المرض عن طريق نبضات كهربائية. أما التوعية فتلحظ العادات الضارة التي قد تؤدي إلى المرض، ومنها تدخين المراهقات بحسب إحدى الدراسات. وتشير أخرى إلى السمنة الزائدة، مؤكدة أنّ الكوليسترول قد يغذي نموّ سرطان الثدي وانتشاره. وتحضّ دراسة ثالثة الأمهات على إرضاع أطفالهن أطول فترة ممكنة، لأنّ كلّ سنة رضاعة تقلص خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 4.3%.

بالعودة إلى الأرقام، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ 50% من الإصابات بسرطان الثدي، و58% من وفياته تسجّل في الدول الأقل تقدماً. وتتباين معدلات الشفاء من المرض بين دول العالم، بحسب المنظمة. بينما تسجّل 80% وأكثر في أميركا الشمالية والسويد واليابان، تتدنى إلى 60% في الدول المتوسطة الدخل، وأقل من ذلك في الدول المتدنية الدخل. أما أقل نسبة شفاء، أي ما دون 40% من الحالات، فهي في الدول الأقل تقدماً.

في الولايات المتحدة الأميركية، تقدّر الإصابات بسرطان الثدي لعام 2015 بـ 232 ألفاً و714 إصابة، وفي البرازيل 67 ألفاً و316، وفي بريطانيا 52 ألفاً و399، وفي فرنسا 54 ألفاً و245، وفي ألمانيا 71 ألفاً و623، وفي إيطاليا 50 ألفاً و658، وفي روسيا 57 ألفاً و502، وفي الهند 144 ألفاً و937، وفي الصين 193 ألفاً و347، وفي اليابان 55 ألفاً و710، وفي باكستان 34 ألفاً و38، وفي إيران 9795، وفي تركيا 15 ألفاً و230، وفي إثيوبيا 12 ألفاً و95.

أما في العالم العربي، فإن أرقام منظمة الصحة العالمية تبيّن إصابة 18 ألفاً و660 امرأة بالمرض في مصر، و8177 في الجزائر، و6650 في المغرب. و4542 في العراق، و4140 في سورية، و3439 في السودان، و2791 في السعودية، و1963 في اليمن، و1934 في لبنان، و1826 في تونس، و1260 في الصومال، و679 في ليبيا، و568 في الإمارات، و328 في موريتانيا، و314 في الكويت، و195 في عُمان، و177 في البحرين، و151 في جزر القمر، و148 في قطر.

هذه الأرقام لا تكشف كلّ الحقائق، خصوصاً مع عدم إمكانية الوصول إلى كل المعلومات بشأن المرض في بعض البلدان، تبعاً لظروف اجتماعية مختلفة. وهذا أمر خطير للغاية، إذ يُعدّ عدم توفّر البيانات الدقيقة أبرز عوائق مكافحة المرض.

من جهة أخرى، لا بدّ من الإشارة إلى بعض النساء الشهيرات اللواتي أصبن بالمرض، وبعضهن انتصرن عليه. ومنهن في العالم العربي الفنانة المصرية شادية، والفلسطينية ريم البنا، والسورية نورا رحال. كذلك ماتت المطربة السورية فايزة أحمد والممثلة المصرية ناهد شريف بالمرض. أما أبرز مثال عالمي اليوم، فهو الممثلة والمخرجة الأميركية أنجيلينا جولي. هي وتحسباً لإصابتها بسرطان الثدي، عمدت إلى استئصال ثدييها في خطوة أثارت جدالاً واسعاً. لكنّ النجمة بررتها بوجود تاريخ عائلي للمرض. ولم تتوقف جولي عند هذا الحد، بل عمدت لاحقاً إلى استئصال المبيضين وقناتي فالوب، للسبب نفسه. ولا يُعرَف عن جولي دعمها لحملات الكشف المبكر عن سرطان الثدي فحسب، فهي أيضاً ناشطة إنسانية معروفة في العالم كله.

اقرأ أيضاً: سرطان الثدي.. الكشف المبكر عنه يحسر ضحاياه 
المساهمون