تقرير دولي: تدهور خطير للوضع الطبي في سورية

29 أكتوبر 2015
القصف لا يستثني المشافي (GETTY)
+ الخط -
أظهر تقرير مسحي قام به اتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية (UOSSM)، بالتعاون مع منظمة "أطباء عبر القارات"، تردي الحالة الطبية في المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام، وتنظيم الدولة الإسلامية، في ظل القصف المتواصل على هذه المناطق على مدى سنوات، واستهداف المشافي والمراكز والنقاط الطبية.

وشمل التقرير الذي أعلن عنه أمس الأربعاء، في مدينة غازي عنتاب التركية، 113 مشفى في مختلف الاختصاصات، وتوزعت هذه المشافي في شمال سورية (59 مشفى)، ووسطها (32 مشفى)، وجنوبها (22 مشفى).

وخلُص التقرير إلى أن 42 مشفى فقط من المشافي المشمولة بالمسح، يقدم خدمة العناية المشددة، و26 مشفى يحوي قسما للعناية بالأطفال، الأمر الذي يعني نقصاً شديداً في الخدمات ويتسبب في حالات النزوح والهجرة بين المدنيين، كما بيّن أن هناك 124 جهاز تنفس صناعي تخدم 223 سرير عناية، و22 مولدة أكسجين، 5 منها تحتاج لصيانة عاجلة، و98 حاضنة أطفال فقط.

وأوضح التقرير الذي يعد الأول من نوعه، والذي أجري في شهر أغسطس/آب الماضي، أن هناك نقصاً كبيراً بالأطباء على وجه العموم، والجراحين بشكل خاص، حيث يوجد 119 جراحاً، 58 منهم يعملون بعدة مشاف في الوقت نفسه. كما أن هناك ندرة في جراحي بعض الاختصاصات، وخاصة الغدد "أخصائيان اثنان فقط"، وندرة في عيادات الدعم النفسي الاجتماعي (6 فقط)، وهناك 5 عيادات جراحة عصبية في كل المناطق المشمولة بالمسح، كما أن أطباء غير مختصين يشرفون على عيادات كلوية، وعصبية.

واعتبر المدير التنفيذي لاتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية، زيدون الزعبي، هذا التقرير "دليلاً على التعاون بين المنظمات غير الحكومية"، مؤكداً أنه الأول من سلسلة تقارير ستصدر كل ثلاثة أشهر، ليكون مرجعاً لكل الشركاء، لكي يتم استخدامه في تخطيطهم الاستراتيجي.

وشهدت المنظومة الطبية في سورية على وجه العموم، وفي المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام خاصة، تراجعاً يصل حد الانهيار، بعد أن بدأ النظام باستهداف المشافي في سورية في سياق حربه لوأد الثورة.

ووثقت منظمات وجهات حقوقية وطبية قيام قوات النظام باستهداف مراكز صحية في عموم سورية على مدار سنوات، وقتل واعتقل المئات من الكوادر الطبية، ومنهم من قضى تحت التعذيب. كما أدت الانتهاكات إلى هجرة عدد كبير من الأطباء السوريين إلى الخارج، وخاصة في المدن التي خرجت عن سيطرة النظام الذي أمعن طيرانه في قصفها بالبراميل والصواريخ الفراغية، ولم يستثن مراكز ومشافي ميدانية.

كما جاء تنظيم الدولة الاسلامية ليفرض سيطرته على مناطق واسعة من شمال وشرق سورية، ليزيد من تدهور الوضع الطبي بسياساته المتشددة، حيث أغلق كل النقاط والمراكز الطبية التي تدعمها منظمات دولية بحجة أن لها غايات "تجسسية".

واستهدف الطيران الروسي أيضا مراكز صحية، ففي الثالث من أكتوبر/تشرين الأول، قصف مستشفى "أطباء بلا حدود" التخصصي في ريف اللاذقية، ما أدى إلى دمار قسم كبير منه، وإصابة عدد من كادره الطبي بجروح.
ودَمر منذ أيام مشفيين في ريف حماة الشمالي (اللطامنة، وكفرزيتا) وكانا آخر نقطتين طبيتين في هذا الريف المشتعل بالمعارك، كما نال القصف الروسي من عديد المشافي منذ بدء قصفه لمدن وبلدات سورية، أواخر الشهر الماضي، وخاصة في ريفي إدلب وحلب.


اقرأ أيضا:النظام السوري قصف 9 مستشفيات في إدلب

المساهمون