العراقيون يستعدون لموسم الأمطار والفيضانات

27 أكتوبر 2015
هكذا تفيض شوارع بغداد في موسم الأمطار (الأناضول/GETTY)
+ الخط -



يستعد العراقيون لاستقبال موسم الأمطار والفيضانات الذي حذرت منها دوائر الأنواء الجوية في البلاد، خشية الأمطار الغزيرة التي من المتوقع أن تهطل في الأيام المقبلة، وتحسباً من وقوع فيضانات كبيرة كما حصل خلال السنوات الماضية.

وحذرت الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية من تعرض البلاد لمنخفض جوي ناتج عن اندماج منخفضين جويين في البحر المتوسط والبحر الأحمر، يسبب تردي الطقس لعدة أيام مع أمطار غزيرة.

وتوقعت الهيئة في بيان صحافي "أن تضرب البلاد عواصف رعدية مصحوبة بغبار وأمطار غزيرة تليها عواصف ترابية شديدة قد تسبب انعدام الرؤية". فيما يتخذ العراقيون كل عام بعض التدابير الاحترازية خشية الفيضانات مع تردي شبكات الصرف الصحي في عموم البلاد.

وقال المهندس حذيفة العجيلي "يعاني العراقيون كل عام خلال موسم الشتاء من هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تصاحبها نتيجة رداءة شبكات الصرف الصحي، ما يسبب تراكم مياه الأمطار في الأحياء السكنية وارتفاع مناسيبها إلى حدود مخيفة، وتغرق الكثير من البلدات والمدن ومنها العاصمة بغداد".

ويضيف العجيلي لـ"العربي الجديد" منذ 2003 وحتى اليوم لم تضع الحكومة خططاً ناجعة لمعالجة الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار، وهذه المعالجات تكمن في إعادة تأهيل شبكات صرف مياه الأمطار المتهالكة، وإنشاء شبكات جديدة متطورة، وهذا لم يحصل بسبب الفساد الإداري المستشري في مؤسسات الدولة".


اقرأ أيضاً: طوفان الفساد العربي

باقر جمعة (35 عاماً) بدأ بجمع أكياس النايلون والقماش ليملأها بالرمل واضعاً إياها في حديقة منزله استعداداً للفيضانات التي تحصل بعد هطول الأمطار الغزيرة. ويقول جمعة "مع دخول موسم الشتاء تبدأ معاناتنا الحقيقية من تحضيرات وقود التدفئة الشحيح، إلى شراء ملابس الشتاء للأطفال، ولكن أهم من ذلك اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الفيضانات التي تغرق مدننا كل عام، بسبب تهالك شبكات الصرف الصحي وتلف أنابيبها وانسداد أغلبها".

ويضيف جمعة "لنا تجربة مع الفيضانات، وتعلمنا كيف نستعد لها، نجمع أكياس النايلون والقماش من السوق ونملأها بالرمل ونضعها جانباً، وحال حصول أي فيضان نقوم بوضعها أمام أبواب منازلنا كحواجز صناعية لرد مياه الفيضانات".

ويقول باسم يسري (47 عاماً) لـ"العربي الجديد" منذ 2003 نواجه كل عام غرق الشوارع والأزقة والساحات بسبب مياه الأمطار التي تعجز شبكات المياه عن تصريفها. وأتذكر فيضانات 2010 و2011 و2012 و2013 و2014 حينما دخلت المياه منازلنا وحوصرنا في الطابق العلوي".

ويتابع يسري "أفضل طريقة أن نجمع الطعام ومياه الشرب وبعض عدد الإسعافات الأولية ووقود التدفئة في الطابق العلوي من المنزل، استعداداً لموسم الأمطار حتى إذا دخلت مياه الفيضانات منازلنا، على الأقل يكون لدينا مكان آمن، وهذا ما يفعله أغلب المواطنين".

ويتهم مراقبون الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 وحتى اليوم بالفساد الإداري والمالي وعدم تأهيل شبكات الصرف الصحي، بسبب المشاريع الوهمية التي تذهب أموالها إلى جيوب الفاسدين.


اقرأ أيضاً: موسم الأمطار يأتي سنويّاً ليفضح إهمال الحكومات