رصاص الاحتلال الإسرائيلي يقتل أحلام الشهيد عمر الفقيه

21 أكتوبر 2015
الشهيد عمر الفقيه (تويتر)
+ الخط -

قبل عامين، تخرج عمر متفوقا أكاديميا من كلية العلوم المالية والمصرفية في جامعة بيرزيت، بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، ونال المرتبة الأولى في بطولة التنس الأرضي لاتحاد الجامعات الفلسطينية، وبعد عامين، أدمته رصاصة صهيونية، ليصبح شهيدا فداء الأقصى والوطن.

عمر الفقيه (23 عاما) شاب عُرف ببساطته وأدبه، كتوما لا يستعرض أمام أحد يومياته وإن كانت مميزة، حتى إن أحد أشقائه، عرف بعد استشهاد عمر أنه حاز على المرتبة الأولى في بطولة التنس الأرضي.

تخرج الفقيه قبل عامين من جامعته، وكحال كثير من الخريجين الفلسطينيين، لم يجد عملا في مجال تخصصه، فشغل نفسه بأعمال حرة في بلدته قطنة شمال غرب مدينة القدس المحتلة، هو لا يحب الكسل، بل كان يبحث عن أي عمل ليكمل حياته بشكل طبيعي، حتى وإن لم تكن وظيفة في مجال تخصصه، المهم أن يعمل.

أعدمه جنود الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت الماضي، على حاجز قلنديا العسكري شمالي القدس المحتلة. "قتلوه بدم بارد" كما يقول شقيقه أحمد الفقيه لـ"العربي الجديد".
ويفند الفقيه اتهام جنود الاحتلال الإسرائيلي لشقيقه دون سبب: "أحد شهود العيان رأى الجنود يطلقون عليه الرصاص وهو بعيد لم يقترب منهم". ويضيف: "استدعى الاحتلال الإسرائيلي والدي بعد استشهاد عمر، وحاول ضابط المنطقة جاهدا أن يثبت التهمة الموجهة لأخي بمحاولته طعن أحد الجنود، إلا أن أبي رفض كل هذه الاتهامات الباطلة، وقال لهم من المستحيل على شاب بكامل قواه العقلية أن يهاجم ويقتحم ثكنة عسكرية مغلقة بسكين لتنفيذ عملية طعن".

ورفض الاحتلال أن يعرض صورا أو مقاطع فيديو لمحاولة الشهيد تنفيذ عملية طعن أحد الجنود كما يدّعي، ويتساءل شقيق الشهيد: "الشوارع التي تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي لا تخلو من الكاميرات، فهل من المعقول ألا يكون حاجز قلنديا العسكري مُلغما بالكاميرات التي تصور كل زوايا الحاجز حتى على بعد 50 مترا في محيطه؟".


ويكمل أحمد مفتخرا بأخيه الشهيد: "كنت مقربا جدا منه، كان طبيعيا قبل استشهاده، ولم أنتبه لأي تصرف يدل على نيته القيام بعملية كما يدّعي الاحتلال، وبحثنا على حسابه على "فيسبوك" عن وصية له، فلم نجد، وإن كان قد نُشر على صفحات فيسبوك وصية له، فهذه ربما تكون من صنع المخابرات الإسرائيلية لتثبيت التهمة الموجهة لأخي، وتبريرا لعملهم الإجرامي في إعدامه".
كان الشهيد يحلم بإكمال مسيرته الرياضية التي تميز بها في لعبة التنس الأرضي، بعد حيازته على المرتبة الأولى في بطولة اتحاد الجامعات الفلسطينية، وخلال عمله، كان يبحث عن فرصة للالتحاق بفريق ينمّي فيه رياضته المفضلة، ويشارك في بطولات عربية وعالمية، وكان أيضا قد تشاور مع أخيه أحمد عن نيته إكمال نصف دينه والتأهل للخطبة والزواج، وكان قد ادخر مبلغا من المال من عرق جبينه ليخطو خطوته الأولى بهذا الخصوص.

وينهي شقيق الشهيد بكلمات حزينة وغاضبة: "هذا المحتل الذي يؤمن أن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت، لا يؤمن بها فحسب، بل ويسعى جاهدا لأن يقتل كل فلسطيني يشك بملامح وجهه الغاضبة من مُحتل لا يعرف الرحمة، رصاصة حاقدة أنهت أحلام شاب رياضي يحلم بالبطولة، ويحلم بعائلة وزوجة وأطفال ينتمون لكل شيء اسمه فلسطين".



اقرأ أيضا:طارق النتشة.. شهيد جديد في انتفاضة الأقصى
دلالات