الثقافة الجنسيّة في مدارس بريطانيا

31 اغسطس 2014
تدريس الثقافة الجنسية ضرورة، بهدف التوعية (Getty)
+ الخط -

يبدو أن الثقافة الجنسية باتت حاجة ملحة في مدارس بريطانيا، بهدف تهيئة الأطفال لعلاقاتهم المستقبلية، إذ طالب الحزب الليبرالي الديمقراطي بتدريس الثقافة الجنسية في جميع مدارس بريطانيا بدءاً من عمر سبع سنوات. ورأى أنها "المرحلة العمرية المناسبة، على أن تتضمن هذه التوعية دروساً في الوطنية وإدارة الأموال".

أيّد حزب "العمّال" هذا الطرح. في المقابل، رأى الحزب المحافظ أن "المعلمين هم وحدهم الجهة المتخصصة في هذا المجال، وليس السياسيون أو الموظفون".

وتجدر الإشارة إلى أن الحزب الليبرالي يُخطّط أيضاً لتوسيع مفهوم تدريس مادة "الثقافة الصحية والشخصية والاجتماعية" في جميع المدارس الثانوية الحكومية فقط، على ألا يشمل القرار المدارس الخاصّة.

ولفت وزير التعليم الليبرالي دايفيد لووس إلى "ضرورة اكتساب الأطفال مهارات الحياة الأساسية في المدارس، ووجوب توعيتهم حول أمور العلاقات الجنسية والعمر المناسب لها، إضافة إلى إيقاظ الحسّ الوطني". وأشار إلى ضرورة "مساعدة الطلاب لاتخاذ قرارات صائبة في حياتهم الشخصية، من خلال تعليمهم الطرق المناسبة للعلاقات الجنسية". بيد أن المحافظين لم يتقبّلوا الفكرة بعد رغم طرحها منذ فترة طويلة داخل الحكومة وخارجها.

في السياق، قالت وزيرة الظل لمكافحة العنف المنزلي سيما مالهورتا إن "تعرّض الصغار للعنف في علاقاتهم يعدّ مسألة بالغة الأهمية. ويستحيلُ معالجة أسباب العنف واقتلاع جذوره من دون إرساء مبادئ العلاقات الجنسية، وتقديم الأدوات اللازمة لهؤلاء الشباب لاختيار القرار الأفضل".

وزارة التعليم بدورها أكدت على أهمية الثقافة الجنسية "لتهيئة الطلاّب للاندماج في الحياة في بريطانيا الحديثة". وقالت إن "الدروس الجنسية يجب أن تكون إلزامية في جميع المدارس الثانوية والابتدائية". كذلك أشار "منتدى الثقافة الجنسية" إلى "اعتماد السطحية في تناول المدارس لهذه الناحية، والاستناد إلى مادّة العلوم البيولوجية فقط، وهذا غير كاف. علينا زرع الثقة في نفوس الصغار كي يتجرأوا على قول لا. إذ يحتاج هؤلاء إلى معرفة أعمق عن أجسادهم للمحافظة عليها والبقاء أصحّاء. ولن يتحقّق ذلك إذا لم يتم تشريع قوانين بهذا الشأن".

وتجدر الإشارة إلى أن فضيحة منطقة روثردام شمالي بريطانيا التي احتلت صفحات الصحف الأولى قبل فترة، قد تُعطي الأرجحية لهذا المقترح، وخصوصاً أنه يشير إلى تجاهل السلطات استغلالاً جنسياً للأطفال لمدة 16 عاماً من قبل عصابة آسيوية، خشية نعتهم بالعنصرية.