مصر: "ممنوع دخول المتنقبات"

24 فبراير 2014
+ الخط -

 

ترفض فاتن، الفتاة المصرية المتنقبة، دعوة زوجها المهندس الميسور الحال، للذهاب إلى مطاعم راقية في العاصمة المصرية لتناول العشاء، إذ تخشى فاتن منعها من الدخول لنقابها وغضب زوجها الملتحي، الذي قد يصل به حد الشجار، فتكون النتيجة اعتقاله واتهامه بالإرهاب.

وتقول فيروز: إن عددا من سواق التاكسي في مصر يرفضون الوقوف لها، وأن بعضهم يقف ليعنفها عندما تشير إليه بالتوقف، ويتهمها بأنها إرهابية، أو يسبها ويشتمها من دون أي ذنب فعلته.

في مصر ومنذ سنوات تمنع المقار المجتمعية والنوادي وصالات الأعراس التابعة للمؤسسة العسكرية دخول المتنقبات بحجة التأمين، وكثير من الشواطئ والمطاعم الفاخرة أيضا، في طول البلاد وعرضها وخاصة في المدن السياحية، تمنع دخولهن بحجة المظهر العام للمكان، اعتمادا على قرارات غير مكتوبة من وزارة السياحة، لكن الجديد مؤخرا أن تضع مطاعم ومقاه عادية في مصر لافتات تعلن فيها عن رفضها استقبال المتنقبات.

ومنذ مجزرة فض اعتصام "رابعة العدوية" تتزايد حالة النقمة بين قطاعات من المواطنين الذين يقضون معظم وقتهم أمام شاشات التلفزيون، التي تحرض ليل نهار ضد المنتمين إلى التيار الإسلامي،  ذلك كوَن شعورا عدائيا عند كثيرين تجاه الملتحين والمتنقبات.

ولا ينتمي كل الملتحين والمتنقبات بالضرورة إلى تيار الإسلام السياسي في مصر، حيث شارك كثير منهم في التظاهرات، التي طالبت بعزل، محمد مرسي، نهاية يونيو من العام الماضي، لكن ذلك لم يمنع التحرش بهم من مواطنين وقوات الأمن في الشوارع، واعتقال كثير منهم بالشبهة من دون تهم محددة.

المضايقات تتباين فيما يخص السيدات المتنقبات، حسب المنطقة السكنية وطبيعتها، ففي المناطق الراقية مثل الزمالك والمهندسين ومصر الجديدة لا يتعرض لهن مباشرة في الغالب، لكنهن يواجهن عادة بنظرات الريبة من المحيطين، الذين يتجنبون الاقتراب منهن، بينما في المناطق الشعبية يصل الأمر أحيانا حد نزع النقاب عن السيدات أو التحرش الجسدي بهن، خاصة بعد أن دأب الإعلام الرسمي والتابع لسلطة الانقلاب على نشر أخبار خاصة بتنكر قيادات في جماعة الإخوان في زي "متنقبات" للهرب من قوات الأمن.

وتقول هدى، وهي متنقبة: "أصبحت أسير في الشارع مرعوبة. أنا خائفة. أقسم أني لست من الاخوان المسلمين"، قبل أن تنفجر باكية "لن أخلع النقاب. هذا ما يفرضه علي ديني".

في مصر وقبل سنوات، أصدر وزير التعليم العالي قرارا يمنع الطالبات المتنقبات من دخول لجان الامتحان إلا بكشف وجوههن، واعترضت آلاف الطالبات المتنقبات، وأقمن دعوى قضائية وحصلن فيها على حكم قضائي برفض قرار الوزير، لكن القرار ظل ساريا على أن ترفع الطالبة نقابها عند دخول اللجنة لتأكيد هويتها.

وما يسري على المتنقبات في كثير من الأماكن العامة في مصر، يطال المحجبات أيضا في بعض الشواطئ والمنتجعات السياحية، ولازالت قصة السائحة النرويجية المسلمة ـ التي لم يسمح لها عناصر الأمن بالسباحة في إحدى مدن الساحل الشمالي، لأنها محجبةــ مثالا يضرب في مصر، فيما يخص اعتداء السلطات على الحرية الشخصية للنساء.

وفجرت السائحة النرويجية، كارولين بوستن، القضية عام 2010 عندما تقدمت بشكوى إلى السفارة النرويجية في القاهرة ضد إدارة فندق في مدينة مرسى مطروح، طالبت فيها بالتحقيق لمنعها من دخول حمام السباحة بالحجاب، مؤكدة أنها في النرويج والسويد تدخل جميع حمامات السباحة بهذا الزي، ولا أحد يمنعها، فكيف يتم منعها من ارتدائه في مصر وهي من أهم البلدان الإسلامية في العالم وفيها مشيخة الأزهر.

وفي نهاية سبتمبر 2012 صوت البرلمان السويسري ضد مشروع قرار يقضي بمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة، وبلغت نسبة المؤيدين لعدم منع النقاب نحو 93 في المائة في تأييد لرفض سابق للقرار من جانب مجلس الكانتونات وهو الغرفة العليا في البرلمان.

دلالات
المساهمون