دراسة: نساء المغرب أكثر تديناً من رجالها

04 نوفمبر 2014
تقبل نساء المغرب على ارتياد المساجد (GETTY)
+ الخط -

تمارس المغربيات الشعائر الدينية لفترة زمنية أكثر من الرجال، حيث تخصص المرأة المغربية ما معدله 72 دقيقة كل يوم لممارسة طقوسها الدينية، ما يمثل 68 في المئة من مجموع وقتها"، وفق المندوبية السامية للتخطيط.

وتؤكد المندوبية، وهي مؤسسة رسمية تُعنى بالإحصاء في بحث جديد حول طرق استخدام المغاربة للزمن، أن تديّن المغربيات سائر في تصاعد، باعتبار أن الفترة الزمنية التي تخصصها النساء المغربيات للشعائر الدينية انتقلت من 48 دقيقة في اليوم سنة 1997 إلى 72 دقيقة سنة 2012.

وأورد البحث الميداني الذي شمل 9200 أسرة مغربية، أن المعدل العام الذي يمارس خلاله المغاربة شعائرهم الدينية كل يوم يبلغ 59 دقيقة، وهو ما يعادل نسبة 14 في المئة من الوقت المتوافر لدى المغاربة.

وتتسق نتائج البحث مع دراسات سابقة أبرزت أهمية الدين عند المغاربة، ومن ذلك ما سجله معهد "جالوب" الأميركي قبل سنتين، عندما أكد أن 98 في المئة من المغاربة يعتبرون أن الدين له أهمية قصوى في حياتهم اليومية، دون أن تنعكس مؤشرات الدين على مستوى القيم.

واهتم البحث بحساب الزمن المهني، حيث وجد أن الزمن المهني للنساء العاملات في المدن ارتفع بساعتين و44 دقيقة، وهو ما أثر على معدل الغلاف الزمني الذي يقضينه في المنزل، إذ نقص وقتهن المنزلي بحوالى ساعة ودقيقة واحدة.

المنسوب الزمني الذي تخصصه المغربيات النشيطات العاملات في البادية خلال السنوات الأخيرة، ارتفع أيضاً مثل الحضريات بما يقارب 28 دقيقة، بينما تراجع الزمن المنزلي لدى هذه الفئة من النساء بما يعادل 19 دقيقة.

ويبدو أن المغربيات يكرسن اهتماماً واسعاً أيضاً بمجالات الدراسة، حيث ارتفع الحيز الزمني الذي تخصصه لها المغربيات من فئة الشابات، ما بين 15 و24 سنة، زهاء 32 دقيقة، وهو ما أثّر سلباً على زمن قيامهن بالأنشطة المنزلية الذي نقص 25 دقيقة.

وتبعاً للبحث، فإن المغاربة يخصصون حيزاً أوفر ضمن مساحتهم الزمنية اليومية لمشاهدة برامج التلفزيون، وظل نصيب القراءة وممارسة الرياضة في الزمن اليومي لدى المواطن المغربي ضعيفاً، فيما يخصص 44 في المئة للنوم والوجبات الغذائية والعناية بالذات.

واعتبر الكاتب والباحث الإسلامي، بلال التليدي، أرقام مندوبية التخطيط، تؤكد دراسات سابقة حول التوجهات القيمية للمواطن المغربي، ورسوخ التدين في المجتمع المغربي، وتنامي مؤشراته خاصة فيما يرتبط بممارسة الشعائر التعبدية.

ولفت التليدي، إلى أنه بقدر ما يبرز التدين كنقطة قوة رئيسة عند المغاربة يمكن أن يتم الاعتماد عليها في تحقيق الأهداف الإستراتيجية التي تتطلع إليها البلاد، بقدر ما تظهر نقطة ضعف خطيرة تتمثل في أزمة القراءة التي تحتاج حلاً عاجلاً لكسب رهان الصعود.
المساهمون