أنصف التاريخ المرأة الإيرانية، وإن لم يحقق كل أحلامها. كان لها مكانتها في حقبه المختلفة، بالرغم من المعوقات والمشاكل الكثيرة التي اعترضت طريقها. شاركت الإيرانيات في الثورة الإسلامية عام 1979، التي شكلت منعطفاً في تاريخ هذا البلد. كثيرون يتذكرون سقوط مئات النساء خلال المسيرات والتظاهرات. والأهم إصرارهن على تحقيق ذاتهن والعمل في قطاعات مختلفة والمشاركة في المحافل الدولية، من دون أن يعيقهن الحجاب الذي يفرضه الدستور عليهن، علماً أن البعض يعتبرنه عنصراً مقيداً وقد يحد من طموحاتهن. إلا أن عدداً من الإيرانيات نجحن في التعامل معه كميزة جعلتهن مختلفات عن باقي نساء العالم، وخصوصاً أنه لم يمنعهن من النجاح في الحياة العامة.
لدى الدخول إلى إحدى الجامعات الإيرانية الكبرى، على غرار جامعة طهران، يمكنك أن تلاحظ أن غالبية الطلاب فتيات. قد لا تُقبل الإيرانيات على دراسة الهندسة الميكانيكية أو هندسة الكهرباء، لكن التعليم أولوية بالنسبة لهن، ودائماً ما تفوق أعدادهن في الجامعات أعداد الذكور.
وتقول إحصائيات رسمية إن 60 في المائة من طلاب الجامعات هم من الإناث، كما أن نسبة الإيرانيات المتعلمات هي 83 في المائة. ويشير تقرير أصدرته مؤسسة العمل أخيراً إلى أن 61 في المائة من النساء اللواتي يبحثن عن فرص عمل يحملن شهادات جامعية، و5 في المائة فقط يحملن شهادات ابتدائية، في مقابل 20 في المائة لدى الرجال.
بالرغم من هذا، تحتلّ إيران المرتبة 140 في العالم في قطاع التعليم، ما يعني أن الطريق ما زالت طويلة أمام البلاد. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الإيرانيات حصلن على جوائز عالمية في تخصصات علمية، كان آخرها قبل أشهر قليلة، جائزة فيلدز التي نالتها مريم ميرزاخاني، والتي تعادل جائزة نوبل للرياضيات.
فنون
باستثناء السينما، تشارك المرأة الإيرانية في الفنون بمختلف أشكالها. في الموسيقى، نرى نساء يعزفن في حفلات عامة على مختلف الآلات الموسيقية. لكن لا يمكنهن الغناء بشكل منفرد. يستطعن فقط الغناء ضمن مجموعة. بعض الإيرانيات لم يحرمن أنفسهن من شغفهن بالفن التشكيلي. صحيح أنه ما من قانون يمنع ذلك، إلا أن الدولة تفرض عدداً من القيود بحق الفنانين والفنانات على حد سواء. على سبيل المثال، تحدد الجامعات المواضيع التي يمكن للطلاب العمل في إطارها، وتمنع رسم جسد امرأة أو نحته حتى لو كان الأمر خدمة للفن التشكيلي.
وإن برزت المرأة الإيرانية كعنصر أساسي على لوحة أو تمثال، فذلك لأنها تمثل الأم أو زوجة الشهيد. ويرى البعض في ذلك تكريماً للمرأة في هذا المجتمع، بعدما كانت تظهر في السابق كجارية أو غير ذلك.
وخلال الأعوام التي تلت الثورة الإسلامية، شهدت السينما الإيرانية انحداراً كبيراً، وغابت المرأة عن معظم الأفلام. لكن مع وصول السينما الإيرانية إلى العالمية في تسعينيات القرن الماضي، أصبحت المرأة المخرجة والممثلة والمصورة جزءاً من جميع الأفلام. في البداية، لم تتطرق الأفلام إلى مشاكلها همومها وطموحاتها، علماً أن أفلام اليوم باتت تتناول مشاكل وهموم وتطلعات المرأة.
سياسة
يمكن القول إن المرأة الإيرانية شبه غائبة عن المشاركة في الحياة السياسية. وتصنف دراسات دولية عدة إيران ضمن البلدان التي تميز بين الرجل والمرأة لناحية المشاركة السياسية. واحتلت إيران في التقرير الذي أصدره المنتدى العالمي للاقتصاد حول الفجوة بين الجنسين، وشمل 141 بلداً، المرتبة 105.
كذلك، لا تتعدى نسبة مشاركة المرأة في البرلمان الـ 3 في المائة، كما أنها ممنوعة من الترشح لرئاسة الجمهورية. فالمادة 115 من الدستور حددت أن يكون الرئيس رجلاً، علماً أن كثيراً من الناشطات يرفضنه.
وتجدر الإشارة إلى أنه في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، عينت مرضية دستجردي وزيرة للصحة. واليوم، في عهد الرئيس حسن روحاني، عينت مرضية أفخم المتحدثة الأولى باسم وزارة الخارجية. ولا يمكن لأحد أن ينسى معصومة ابتكار التي تترأس اليوم مؤسسة البيئة، وكانت إحدى الطلاب الذين اقتحموا السفارة الأميركية قبل أكثر من ثلاثة عقود، وهي الحادثة التي تسببت في قطع العلاقات الإيرانية الأميركية منذ ذلك الوقت وحتى اليوم. بالإضافة إلى أن ابتكار، تشغل منصب مستشارة اليوم.
قيود
اختارت المرأة العمل في مجالات عدة. ولم يمنعها مجتمعها المحافظ من أن تكون سائقة سيارة أجرة أو حافلة نقل. كثيرات يرحبن بهذا الانفتاح. في المقابل، تعاني من قيود شتى. على سبيل المثال، لا يسمح للمرأة بحضور مباريات كرة القدم في الملاعب. هذا القرار الذي صدر قبل سنوات برره المحافظون قائلين إن جمهور الشباب عادة ما يستخدم عبارات نابية ولا يراعي وجود النساء.
في ذلك الوقت، اعترضت النساء على هذا القرار الذي ينتقص من حقوقهن. اعتبرن أن الحل يكمن في تغيير ثقافة المجتمع ومراعاة النساء. ولا يختلف القرار عن مطالبة بعض المتشددين فصل النساء عن الرجال في الجامعات وأماكن العمل، علماً أنه لاقى رفضاً من من عدد من السياسيين قبل النساء.
من جهة أخرى، تعاني الإيرانيات من مشكلة البطالة. وتقول الإحصاءات الرسمية إن "38.5 في المائة من النساء لا يجدن فرص عمل ملائمة". وفي ما يتعلق بالعنف ضد النساء، تغيب الإحصاءات الرسمية. لكن قبل نحو عشر سنوات، أظهرت دراسة أعدتها جامعة طهران، وأجريت على 12 ألف امرأة، أن 66.3 في المائة منهن تعرضن للعنف، فيما عانت 10 في المائة بسبب العنف الشديد، و28.5 في المائة تعرضن لعنف جسدي.
وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من النساء اللواتي تعرضن للعنف المنزلي، بخاصة من قبل الأزواج، نظمن حلقات توعية لغيرهن من النساء، لحثهن على تقديم شكاوى قانونية.
في المقابل، يشير عدد من المتخصصين إلى أن العنف اللفظي بحق الإيرانيات يفوق العنف الجسدي. وتصر بعض النساء العاملات والمثقفات على تشجيع المرأة التي تختار الصمت على الكلام، حتى تحصل المرأة عل كامل حقوقها.
لدى الدخول إلى إحدى الجامعات الإيرانية الكبرى، على غرار جامعة طهران، يمكنك أن تلاحظ أن غالبية الطلاب فتيات. قد لا تُقبل الإيرانيات على دراسة الهندسة الميكانيكية أو هندسة الكهرباء، لكن التعليم أولوية بالنسبة لهن، ودائماً ما تفوق أعدادهن في الجامعات أعداد الذكور.
وتقول إحصائيات رسمية إن 60 في المائة من طلاب الجامعات هم من الإناث، كما أن نسبة الإيرانيات المتعلمات هي 83 في المائة. ويشير تقرير أصدرته مؤسسة العمل أخيراً إلى أن 61 في المائة من النساء اللواتي يبحثن عن فرص عمل يحملن شهادات جامعية، و5 في المائة فقط يحملن شهادات ابتدائية، في مقابل 20 في المائة لدى الرجال.
بالرغم من هذا، تحتلّ إيران المرتبة 140 في العالم في قطاع التعليم، ما يعني أن الطريق ما زالت طويلة أمام البلاد. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الإيرانيات حصلن على جوائز عالمية في تخصصات علمية، كان آخرها قبل أشهر قليلة، جائزة فيلدز التي نالتها مريم ميرزاخاني، والتي تعادل جائزة نوبل للرياضيات.
فنون
باستثناء السينما، تشارك المرأة الإيرانية في الفنون بمختلف أشكالها. في الموسيقى، نرى نساء يعزفن في حفلات عامة على مختلف الآلات الموسيقية. لكن لا يمكنهن الغناء بشكل منفرد. يستطعن فقط الغناء ضمن مجموعة. بعض الإيرانيات لم يحرمن أنفسهن من شغفهن بالفن التشكيلي. صحيح أنه ما من قانون يمنع ذلك، إلا أن الدولة تفرض عدداً من القيود بحق الفنانين والفنانات على حد سواء. على سبيل المثال، تحدد الجامعات المواضيع التي يمكن للطلاب العمل في إطارها، وتمنع رسم جسد امرأة أو نحته حتى لو كان الأمر خدمة للفن التشكيلي.
وإن برزت المرأة الإيرانية كعنصر أساسي على لوحة أو تمثال، فذلك لأنها تمثل الأم أو زوجة الشهيد. ويرى البعض في ذلك تكريماً للمرأة في هذا المجتمع، بعدما كانت تظهر في السابق كجارية أو غير ذلك.
وخلال الأعوام التي تلت الثورة الإسلامية، شهدت السينما الإيرانية انحداراً كبيراً، وغابت المرأة عن معظم الأفلام. لكن مع وصول السينما الإيرانية إلى العالمية في تسعينيات القرن الماضي، أصبحت المرأة المخرجة والممثلة والمصورة جزءاً من جميع الأفلام. في البداية، لم تتطرق الأفلام إلى مشاكلها همومها وطموحاتها، علماً أن أفلام اليوم باتت تتناول مشاكل وهموم وتطلعات المرأة.
سياسة
يمكن القول إن المرأة الإيرانية شبه غائبة عن المشاركة في الحياة السياسية. وتصنف دراسات دولية عدة إيران ضمن البلدان التي تميز بين الرجل والمرأة لناحية المشاركة السياسية. واحتلت إيران في التقرير الذي أصدره المنتدى العالمي للاقتصاد حول الفجوة بين الجنسين، وشمل 141 بلداً، المرتبة 105.
كذلك، لا تتعدى نسبة مشاركة المرأة في البرلمان الـ 3 في المائة، كما أنها ممنوعة من الترشح لرئاسة الجمهورية. فالمادة 115 من الدستور حددت أن يكون الرئيس رجلاً، علماً أن كثيراً من الناشطات يرفضنه.
وتجدر الإشارة إلى أنه في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، عينت مرضية دستجردي وزيرة للصحة. واليوم، في عهد الرئيس حسن روحاني، عينت مرضية أفخم المتحدثة الأولى باسم وزارة الخارجية. ولا يمكن لأحد أن ينسى معصومة ابتكار التي تترأس اليوم مؤسسة البيئة، وكانت إحدى الطلاب الذين اقتحموا السفارة الأميركية قبل أكثر من ثلاثة عقود، وهي الحادثة التي تسببت في قطع العلاقات الإيرانية الأميركية منذ ذلك الوقت وحتى اليوم. بالإضافة إلى أن ابتكار، تشغل منصب مستشارة اليوم.
قيود
اختارت المرأة العمل في مجالات عدة. ولم يمنعها مجتمعها المحافظ من أن تكون سائقة سيارة أجرة أو حافلة نقل. كثيرات يرحبن بهذا الانفتاح. في المقابل، تعاني من قيود شتى. على سبيل المثال، لا يسمح للمرأة بحضور مباريات كرة القدم في الملاعب. هذا القرار الذي صدر قبل سنوات برره المحافظون قائلين إن جمهور الشباب عادة ما يستخدم عبارات نابية ولا يراعي وجود النساء.
في ذلك الوقت، اعترضت النساء على هذا القرار الذي ينتقص من حقوقهن. اعتبرن أن الحل يكمن في تغيير ثقافة المجتمع ومراعاة النساء. ولا يختلف القرار عن مطالبة بعض المتشددين فصل النساء عن الرجال في الجامعات وأماكن العمل، علماً أنه لاقى رفضاً من من عدد من السياسيين قبل النساء.
من جهة أخرى، تعاني الإيرانيات من مشكلة البطالة. وتقول الإحصاءات الرسمية إن "38.5 في المائة من النساء لا يجدن فرص عمل ملائمة". وفي ما يتعلق بالعنف ضد النساء، تغيب الإحصاءات الرسمية. لكن قبل نحو عشر سنوات، أظهرت دراسة أعدتها جامعة طهران، وأجريت على 12 ألف امرأة، أن 66.3 في المائة منهن تعرضن للعنف، فيما عانت 10 في المائة بسبب العنف الشديد، و28.5 في المائة تعرضن لعنف جسدي.
وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من النساء اللواتي تعرضن للعنف المنزلي، بخاصة من قبل الأزواج، نظمن حلقات توعية لغيرهن من النساء، لحثهن على تقديم شكاوى قانونية.
في المقابل، يشير عدد من المتخصصين إلى أن العنف اللفظي بحق الإيرانيات يفوق العنف الجسدي. وتصر بعض النساء العاملات والمثقفات على تشجيع المرأة التي تختار الصمت على الكلام، حتى تحصل المرأة عل كامل حقوقها.