اعتداءات المستوطنين والاحتلال تدفع 20 عائلة بدوية للرحيل من راس التين شرق رام الله

14 يوليو 2022
تزايدت اعتداءات وتضييقات المستوطنين خلال الأشهر الأخيرة (عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -

اضطرت قرابة 20 عائلة بدوية فلسطينية قبل يومين إلى الرحيل عن إحدى التجمعات البدوية في منطقة راس التين، شرق بلدة كفر مالك، شرق رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، إثر اعتداءات وتضييقات متواصلة من المستوطنين وسلطات الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات تضاعفت خلال الأشهر الماضية.

وقال مختار التجمع البدوي أحمد محمد كعابنة، لـ"العربي الجديد"، إنّ آخر اعتداء حصل مساء أول أمس الثلاثاء، على مسكن لعائلة بدوية في تجمع آخر يبعد 5 كيلومترات، وهو قريب من مدرسة راس التين المهددة بالهدم، إذ هاجم مستوطنون مسكناً بدوياً وتمكن مالكه من الفرار بينما كانت عائلته بالصدفة خارج المنزل بسبب مناسبة عائلية، محذراً من أن يطاول الرحيل العائلات التي تقطن قرب المدرسة بما يعني سهولة هدمها من قبل سلطات الاحتلال، مطالباً بتثبيت الأهالي هناك حيث تسكن 12 عائلة قرب المدرسة.

وأكد كعابنة أنّ سبب الرحيل كان تكثيف هجوم المستوطنين الذين اعتدوا على مسكن شقيقه قبل خمسة أيام وأشعلوا النيران حوله، وحاول هو وآخرون الوصول إلى هناك لمؤازرة شقيقه وصدّ أي محاولة أخرى، إلا أنّ جيش الاحتلال منعهم، في أسلوب واضح لحماية ممارسات المستوطنين والتغطية عليهم للقيام بما يريدون.

وكان مستوطنون قد هاجموا قبل أسابيع أيضاً عائلة شقيق آخر لكعابنة وأصابوا زوجته التي رقدت في المستشفى لأيام.

وأوضح كعابنة أنّ الأهالي يخشون من تواصل اعتداءات المستوطنين وتكرار أحداث مشابهة لحرق منزل عائلة دوابشة في دوما، جنوبي نابلس، شمالي الضفة الغربية، عام 2015، الذي راح ضحيتها الرضيع علي دوابشة ولحق به والداه متأثرين بإصابتهما.

وقال كعابنة إنّ الأهالي لم يجدوا الدعم والمساندة خلال 25 يوماً مضت تكثفت فيها الاعتداءات بهدف ترحيلهم، ليضطروا للرحيل بمعظمهم إلى أراض تقع بين قريتي خربة أبو فلاح والمغير، شمال شرق رام الله، فيما فرّ آخرون إلى منطقة القبون، شرق المغير.

وكان جيش الاحتلال وجه إخطارات أكثر من مرة إلى المساكن في منطقة راس التين ومجمل التجمعات البدوية شرق رام الله وشرق القدس، كما طاولت الإخطارات مدرسة راس التين التي بناها الأهالي ونشطاء المقاومة الشعبية سراً من الصفيح "الويندوز"، في ظل منع سلطات الاحتلال البناء في المناطق المصنفة "ج" وفق اتفاق أوسلو، بينما يسمح للمستوطنين بإقامة بؤر استيطانية على شكل بؤر رعوية وزراعية تنتشر على أراضي الفلسطينيين لا سيما بقمم الجبال، خصوصاً تلك المطلة على الأغوار وهو ما يميز مناطق شرق رام الله.

وتواجه مدرسة راس التين الأساسية الواقعة في تجمع راس التين البدوي، شرق رام الله، وسط الضفة الغربية، خطر الهدم، علماً أنها بنيت مع بداية العام الدراسي الماضي، وبمجرد أن اكتشف الاحتلال أمرها أخطر بوقف البناء فيها وهدمها.

ومدرسة راس التين، المبنية في منطقة القبون، مقامة على أراضي كفر مالك والمغير وخربة أبو فلاح، شرق رام الله، تدرس من الصف الأول حتى السادس الأساسي، ويتعلم فيها 50 طالباً وطالبةً، من عشيرة الكعابنة وأبو الكباش، فيما يقطع التلاميذ مسافة 7 كيلومترات يومياً للوصول إلى مدرستهم في قرية المغير، إلى أن أقيمت المدرسة المبنية من الطوب والمسقوفة بالصفيح.

والمدرسة من ضمن مدارس "التحدي" التي أقامتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية، والتي بلغت لغاية الآن 18 مدرسة تحد في مناطق "ج" بالضفة الغربية، والتي يمنع الاحتلال البناء فيها، فيما يحاول الفلسطينيون الصمود والبقاء في أرضهم لمواجهة هذه السياسة.

المساهمون