استمع إلى الملخص
- جهود الإنقاذ والتطهير: أكملت فرق الطوارئ المرحلة الأولى من التطهير، مع تنفيذ 70 عملية جوية وإنقاذ جميع الأشخاص الذين لجأوا إلى أسطح المنازل، بينما تستمر عمليات البحث عن المفقودين.
- تغير المناخ والظواهر الجوية المتطرفة: يحذر العلماء من تزايد تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات، مؤكدين على ضرورة تحسين تصميم المدن لمواجهة هذه الكوارث.
استيقظ الناجون من أسوأ كارثة طبيعية شهدتها إسبانيا خلال هذا القرن، اليوم الخميس، على مشاهد دمار وخراب، حيث دمرت الفيضانات العارمة المفاجئة قرى بأكملها. وأودت فيضانات إسبانيا بحياة ما لا يقل عن 140 قتيلاً في أحدث حصيلة. فيما تتواصل عمليات الإنقاذ والتطهير، ومن المتوقع أن يزور رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، منطقة فالنسيا التي تضررت بشدة، اليوم الخميس.
وقالت وكالة الأنباء الإسبانية (إي إف إي)، اليوم الخميس، إن إجمالي عدد قتلى الفيضانات بلغ 140 قتيلاً.
وفي تصريحات سابقة ذكرت قناة آر تي في إي الإسبانية، اليوم الخميس، أن نحو 92 من أصل 95 قتيلا تم الإبلاغ عنهم كانوا من منطقة فالنسيا. وقالت القناة الإسبانية إن مدينة بايبورتا كانت الأكثر تضررا في منطقة فالنسيا، حيث تم تأكيد وفاة 40 شخصا، ستة منهم في دار لرعاية المسنين. كما لقيت امرأتان حتفهما في منطقة كاستيلا لا مانشا بجنوب شرق مدريد، حيث يجري البحث عن خمسة أشخاص مفقودين في ليتور. ولقي مواطن بريطاني حتفه في منطقة أندلسيا. وأعداد الضحايا مرشحة للارتفاع، فيما تتواصل جهود البحث، في ظل عدد غير محدد من المفقودين.
البحث عن مفقودين جراء فيضانات إسبانيا
وقال رئيس حكومة منطقة فالنسيا، كارلوس مازون، الليلة الماضية، إن المرحلة الأولى من التطهير اكتملت بالفعل. وأضاف أنه تم تنفيذ نحو 70 عملية جوية، وجرى إنقاذ جميع الأشخاص الذين لجأوا إلى أسطح المنازل. وتابع مازون أن خدمات الطوارئ وصلت الآن إلى جميع المجتمعات المتضررة، فيما تتواصل عملية البحث عن الأشخاص المفقودين. ورفض المتحدث الانتقادات التي أفادت بأن السكان تلقوا تحذيرات متأخرة للغاية بشأن مياه الفيضانات، مؤكدا أنها صدرت في وقت مبكر من الأحد الماضي.
عاصفة تاريخية في إسبانيا
من جهتها، أوضحت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية في إسبانيا أنها "عاصفة تاريخية"، حيث ذكرت تقارير أنها الأسوأ من نوعها خلال هذا القرن في منطقة فالنسيا، التي تحظى بشعبية لدى السياح.
وبدا المشهد مماثلا بشكل مخيف للأضرار التي خلفتها الأعاصير القوية أو موجات المد العاتية (تسونامي). وانتشرت مركبات محطمة وأغصان أشجار وخطوط كهرباء سقطت بفعل الفيضانات، إلى جانب أدوات منزلية، وقد غطتها طبقة من الطين، في شوارع مدينة أوتيل، وهي واحدة من بين عشرات المدن التي تضررت بشدة.
ويحذر العلماء من أن الظواهر الجوية المتطرفة مثل موجات الحر والعواصف صارت أكثر تواترا وأطول أمدا وأكثر شدة بسبب تغير المناخ. يؤكد أستاذ الهيدرولوجيا في جامعة ريدينغ بالمملكة المتحدة، جيس نيومان، في رسالة عقب فيها على ما جرى: "هذه الفيضانات المفاجئة في إسبانيا هي تذكير رهيب آخر بتغير المناخ وطبيعته الفوضوية". وحذر من أن هذه الكوارث يمكن أن "تؤثر على أي شخص في أي مكان... يجدر بنا أن نفكر جديا في تحسين تصميم مدننا وبلداتنا".
(أسوشييتد برس، فرانس برس)