دراسة: 128 امرأة وفتاة تعرّضن لاعتداءات جنسية بعد اتفاق السلام في إقليم تيغراي

24 اغسطس 2023
الاغتصاب في تيغراي أتى منهجياً بصفته "سلاح حرب" (ناريمان المفتي/ أسوشييتد برس)
+ الخط -

أظهرت دراسة جديدة استندت إلى سجلات طبية أنّ 128 امرأة وفتاة على أقلّ تقدير تعرّضنَ لاعتداءات جنسية في إقليم تيغراي الواقع شمالي إثيوبيا، حتى بعد أن أنهى اتفاق سلام الصراع الذي استمرّ لعامَين هناك.

وبحسب الدراسة التي نُشرت اليوم الخميس، وقعت النساء والفتيات بمعظمهنّ ضحية اعتداء جنسي على يد أشخاص متعدّدين، ويعتقدنَ بمعظمهنّ أنّ المعتدين كانوا من جماعات تابعة للجيش الإثيوبي الذي تلقّى دعماً من عناصر إريتريين.

ومع تدمير أو نهب معظم المرافق الصحية أثناء القتال الذي دار ما بين القوات الإثيوبية ومقاتلي تيغراي، تُركت نساء وفتيات كثيرات من دون علاج لأشهر عدّة. وثمّة ضحايا من بينهنّ مصابات بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (إتش آي في) الذي يتسبّب في الإصابة بالإيدز، أو هنّ يربّينَ أطفال مغتصبيهنّ.

كذلك، تعاني أخريات من هؤلاء الضحايا من سلس البول أو الألم المزمن، إلى جانب الوصمة الاجتماعية المحيطة بمثل هذه الاعتداءات.

والدراسة التي أعدّتها منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" ومنظمة "العدالة والمساءلة في القرن الأفريقي"، إلى جانب تعليق في مجلة "ذا لانست" الطبية، تشمل أكثر من 300 سجل طبي اختير عشوائياً من المراكز الصحية في تيغراي التي تركّز على مساعدة الناجيات من العنف الجنسي.

ويرى معدّو الدراسة أنّ هذه مجرّد "لمحة صغيرة" من حصيلة آلاف الاعتداءات الجنسية في خلال الصراع. ويخشى هؤلاء من أن تضيع فرصة العدالة ربّما، في حال أحبطت جهود المحاسبة المستقلة من الأمم المتحدة وغيرها من الجهات، وسط ضغوط من السلطات الإثيوبية.

في سياق متصل، قال باحث في العنف الجنسي المرتبط بالنزاع في تيغراي، لوكالة "أسوشييتد برس"، إنّ "المجتمع بأكمله ضحية للعنف الجنسي". وأضاف الباحث، وهو أحد المتعاونين في إعداد الدراسة، وقد تحدّث إلى مئات النساء والفتيات، أنّ لا واحدة من هؤلاء تشعر بأنّها شفيت. وتابع أنّ ضحايا الاغتصاب هنّ "الأكثر معاناة".

وشأنه شأن كثيرين من سكان إقليم تيغراي، تحدّث الباحث بشرط عدم الكشف عن هويته، خوفاً من انتقام السلطات الإثيوبية.

وقد وقع ما لا يقلّ عن 128 اعتداءً جنسياً بعد إبرام اتفاق السلام في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، وفقاً للدراسة التي فحصت السجلات منذ بداية الصراع في نوفمبر 2020 حتى يونيو/ حزيران 2023.

وفي الإجمال، تعرّضت 76 في المائة من بين 304 امرأة وفتاة تمّت مراجعة حالاتهنّ للاعتداء الجنسي من قبل أشخاص عدّة، غالباً ثلاثة أو أكثر. وقد اعتُدي على إحداهنّ من قبل 19 رجلاً.

وفي 94 في المائة من كلّ الحالات المسجّلة، لم يستخدم المعتدون واقياً ذكرياً. كذلك كان رجال كثيرون من بين هؤلاء يحملون بنادق أو عصياً أو سكاكين في خلال الاعتداءات.

وبيّنت الدراسة كذلك أنّ ثمّة نساءً وفتيات اختطفنَ لتكرار الاعتداءات.

وقالت النساء والفتيات، جميعهنّ تقريباً، إنّ المعتدين عليهنّ بدوا أنّهم من عناصر مجموعة عسكرية، غالباً من إريتريا المجاورة، التي قاتل جنودها إلى جانب القوات الإثيوبية ضدّ مقاتلي تيغراي، ويُزعم أنّهم ما زالوا في مناطق من غرب وشمال تيغراي.

وكتب معدّو الدراسة في تعليق مجلة "ذا لانست" أنّ النتائج تشير إلى أنّ "هذه الأفعال لم تكن منفردة ولا عشوائية، بل أتت استخداماً منهجياً للاغتصاب بصفته سلاح حرب".

يُذكر أنّ المتحدّثين باسم حكومتَي إثيوبيا وإريتريا لم يستجيبوا لطلبات التعليق على نتائج الدراسة.

(أسوشييتد برس)

المساهمون