يونيسف: طفل واحد على الأقل يُقتل يومياً في لبنان مع تصاعد العدوان الإسرائيلي

31 أكتوبر 2024
آثار أطفال وسط الأنقاض بعد قصف إسرائيلي على لبنان، 22 أكتوبر 2024 (نائل شاهين/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الحرب المستمرة في لبنان منذ سبتمبر 2023 تسببت في مقتل طفل يومياً وإصابة 10 آخرين، مع تسجيل 166 وفاة و1168 إصابة بين الأطفال، مما يعكس التأثير المدمر للحرب.
- الأطفال يعانون من ضغوط نفسية حادة، مع ظهور علامات مقلقة مثل القلق واضطرابات النوم وفقدان الشهية، مما يحرمهم من الأمان والاستقرار.
- يونيسف تقدم الدعم النفسي الطارئ لأكثر من 9,600 طفل ومقدم رعاية، وتدعو لوقف فوري لإطلاق النار لحماية مستقبل الأطفال في لبنان.

أفادت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل بأنّ "طفلاً واحداً على الأقلّ يُقتَل في لبنان يومياً، منذ الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، فيما يُصاب 10 آخرون" بجروح. ويأتي ذلك وسط العدوان الإسرائيلي على البلاد، الذي تصاعد في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي. وحذّرت راسل من أنّ "الحرب المتواصلة في لبنان تؤدّي إلى قلب حياة الأطفال رأساً على عقب، وتتسبّب في كثير من الأحيان في إصابات جسدية خطرة وندوب نفسية عميقة".

وأشارت راسل، في بيان صادر عن منظمة يونيسف، اليوم الخميس، إلى أنّ "وزارة الصحة العامة اللبنانية تفيد بأنّ 166 طفلاً قُتلوا منذ أكتوبر 2023، في حين أُصيب ما لا يقلّ عن 1168 آخرين"، مضيفةً أنّ "هذه الأعداد المأساوية تتزايد يوماً بعد يوم". وأكدت أنّ "آلاف الأطفال الآخرين نجوا جسدياً من أشهر من القصف المستمرّ، غير أنّهم يعانون الآن من ضيق نفسي حاد بسبب تصاعد العنف والفوضى من حولهم".

وأوضحت المسؤولة الأممية أنّ "الأطفال في كلّ أنحاء لبنان يُظهرون علامات مقلقة تدلّ على ضيق نفسي وكذلك سلوكي وجسدي". ولفتت إلى أنّ "فرق يونيسف تحدّثت إلى أطفال عبّروا عن مخاوف عميقة وقلق متزايد، بما في ذلك قلق الانفصال والخوف من فقدان الأحبّاء"، فيما "أظهروا كذلك علامات انطواء وعدوانية وصعوبة في التركيز". وبيّنت راسل أنّ "كثيرين (من الأطفال) يعانون من اضطرابات في النوم وكوابيس وصداع وفقدان الشهية"، وأنّ هؤلاء "محرومون من الأمان والاستقرار والدعم... ويفتقر عدد كبير من هؤلاء الأطفال إلى المساحات التي يحتاجونها من أجل اللعب والتعلّم والتعافي".

ورأت راسيل أنّ "الحرب تمزّق البيئات الآمنة والراعية التي يحتاجها الأطفال"، مبيّنةً أنّ "عندما يُجبَر الأطفال على تحمّل فترات طويلة من الإجهاد النفسي الناجم عن صدمات، فإنّهم يواجهون مخاطر صحية جسدية ونفسية شديدة، قد تستمرّ تبعاتها مدى الحياة".

وبيّنت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف أنّ وكالتها الأممية حاضرة في الميدان من أجل "توفير الدعم النفسي الطارئ لآلاف الأطفال وكذلك لمقدّمي الرعاية" في لبنان، شارحةً أنّ "يونيسف تمكّنت من الوصول إلى أكثر من 9.600 طفل ومقدّم رعاية من خلال الإسعافات الأولية النفسية، وقدّمت الدعم النفسي الاجتماعي إلى نحو 10 آلاف طفل، منذ 23 سبتمبر الجاري" تاريخ تصاعد العدوان العسكري الإسرائيلي على لبنان.

وأكملت راسل "لكن من غير الممكن لعملية الشفاء الحقيقي أن تبدأ إلا عند انتهاء العنف"، وشدّدت على أنّ "الأطفال في لبنان يحتاجون إلى وقف لإطلاق النار دائم وفوري حتى يتمكّن هؤلاء من الوصول بأمان إلى الخدمات الأساسية ويبدأون بالتعافي من صدمة الحرب"، لذا "لا بدّ من التحرّك الآن لمنع إصابة وقتل مزيد من الأطفال، وحماية مستقبل كلّ طفل في لبنان".

تجدر الإشارة إلى أنّ منظمة يونيسف كانت قد أصدرت تقريراً تحت عنوان "مأساة تلو الأخرى في لبنان مع ازدياد الموت والنزوح"، في بداية التصعيد الإسرائيلي على لبنان، أفادت فيه بأنّ عدد الأطفال الذين يُقتلون يومياً في لبنان يفوق العدد المُسجّل خلال حرب تموز 2006، وذلك بأكثر من الضعف.

المساهمون