"يونيسف": البحر الأبيض المتوسط مقبرة للأطفال المهاجرين

29 سبتمبر 2023
11600 قاصر غير مصحوبين بذويهم حاولوا التوجّه إلى إيطاليا هذا العام (ياسين قايدي/ الأناضول)
+ الخط -

 

أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأنّ "البحر الأبيض المتوسط صار مقبرة للأطفال" في خلال رحلات الهجرة غير النظامية، وأنّ عدد المهاجرين الذين قضوا أو فُقدوا في خلال عبورهم هذا البحر في صيف 2023 ازداد ثلاث مرّات مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.

يأتي ذلك في حين يلتقي قادة تسع دول متوسطية في الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، في مالطا، من أجل توحيد مواقفهم في ما يخصّ الهجرة خصوصاً، مستندين إلى توافق غير متوقّع بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وعلى خلفية مفاوضات صعبة في بروكسل.

وسُجّل غرق "ما لا يقلّ عن 990 شخصاً، من بينهم أطفال" في المنطقة الوسطى من البحر الأبيض المتوسط، ما بين يونيو/ حزيران وأغسطس/ آب من عام 2023، الأمر الذي يعني "أكثر بثلاث مرّات" ممّا كان عليه العدد في الفترة نفسها من عام 2022 عندما "قضى ما لا يقلّ عن 334 شخصاً"، بحسب ما أفاد منسق "يونيسف" في إيطاليا نيكولو ديل أرسيبريتي في مؤتمر صحافي عقده في روما، اليوم الجمعة.

الصورة
جثة طفلة مهاجرة غارقة عند ساحل تونس (ياسين محجوب/ فرانس برس)
لم تُكتَب لهذه الطفلة النجاة وغرقت في البحر الأبيض المتوسط (ياسين محجوب/ فرانس برس)

ولم تحدّد الوكالة التابعة للأمم المتحدة عدد الأطفال بالأرقام، إلا أنّ 11600 "قاصر غير مصحوب بذويه" حاولوا التوجّه إلى إيطاليا في قوارب صغيرة ما بين يناير/ كانون الثاني ومنتصف سبتمبر/ أيلول من عام 2023، أي أكثر بنسبة 60 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي عندما كان عددهم 7.200 قاصر، بحسب ما أوضحت "يونيسف" لوكالة "فرانس برس".

وقالت منسّقة هذا الملف لدى "يونيسف" رجينيا دي دومينيسيس إنّ "الحصيلة المأسوية للأطفال، الذين يموتون خلال سعيهم إلى الحصول على الأمن والملجأ في أوروبا، أتت نتيجة الخيارات السياسية ونظام هجرة فاشل".

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أفادت، أمس الخميس، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي مكرّس للأزمة في البحر الأبيض المتوسط، بأنّ أكثر من 2500 مهاجر قضوا أو فُقدوا بين الأوّل من يناير و24 سبتمبر 2023، وذلك بزيادة نسبتها 50 في المائة في خلال عام واحد.

وعلى الساحة الأوروبية، أعاد الوضع في البحر الأبيض المتوسط إطلاق المناقشات في بروكسل حول ميثاق الهجرة الذي يمثّل موضوع خلاف مذ قدّمته المفوضية الأوروبية في عام 2020. وينصّ مشروع الإصلاح الأوروبي خصوصاً على تعزيز الحدود الخارجية وعلى آلية تضامن بين دول الاتحاد الـ27 في مجال التكفّل بملفّات طالبي اللجوء.

وفي حين يجتمع زعماء الدول المتوسطية في مالطا، رأت دي دومينيسيس أنّ "اعتماد استجابة على مستوى أوروبا لدعم الأطفال والأسر" أمر "ضروري جداً لمنع معاناة مزيد من الأطفال".

وأكّدت "يونيسف" أنّ "الحرب والصراعات والعنف والفقر" عوامل تدفع الأطفال "إلى الفرار من أوطانهم وحدهم". ولفتت إلى أنّ الذي بلغوا الشواطئ الأوروبية تعرّضوا لمخاطر الغرق في البحر، و"الاستغلال والانتهاكات في كلّ مرحلة"، ليُصار إلى "احتجازهم" لدى وصولهم أوّلاً قبل نقلهم إلى مراكز إيواء "مغلقة عادة".

المساهمون