"لا أعذار. لا بدّ من إبقاء المدارس مفتوحة، فالأطفال لا يستطيعون الانتظار". نداء وجّهته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى المعنيين حول العالم، موضحة أنّه "مع استمرار انتشار متحوّر أوميكرون (من فيروس كورونا الجديد) في كلّ أنحاء العالم، نحثّ الحكومات على بذل كل ما في وسعها لمنع ذلك من زيادة تعطيل تعليم الأطفال".
وحذّرت "يونيسف" من كارثة تعليمية مشدّدة على ضرورة العودة إلى مسار التعليم الطبيعي. وقد أوصت بـ"إبقاء المدارس مفتوحة، إذ يتأثّر حالياً نحو 616 مليون طفل بإغلاقات المدارس الكلية أو الجزئية". أضافت: "نعلم أنّ تدابير التخفيف تساعد على إبقاء المدارس مفتوحة، كما نعلم أنّ من شأن الاستثمارات في التواصل الرقمي أن تساعدنا على ضمان عدم تخلّف أيّ طفل عن الركب"، مؤكدة على "الحاجة إلى العمل الجريء لتمكين كلّ الأطفال من العودة إلى مدارسهم. ويتضمّن ذلك تقديم الدعم الشامل، مع التركيز خصوصاً على الأطفال المهمّشين في كلّ المجتمعات المحلية من قبيل الفصول التعويضية ودعم الصحة النفسية ودعم التغذية والحماية وغيرها من الخدمات الرئيسية".
في السياق نفسه، دعت المنظمة الأممية إلى تحصين المدرّسين وموظّفي المدارس بشكل فوري باللقاحات المضادة لكوفيد-19. بالنسبة إليها، "ينبغي تقديم كامل الدعم لهؤلاء ووضعهم على رأس قوائم متلقّي اللقاحات، بمجرّد الانتهاء من تحصين العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية والفئات السكانية الأشدّ عرضة للخطر".
وأكّدت "يونيسف" دعمها "تحصين الأطفال بمجرّد توفّر لقاحات كافية والانتهاء بشكل كامل من تحصين المجموعات ذات الأولوية"، لكنّها شدّدت على "عدم عدّ اللقاحات شرطاً مسبقاً للعودة الحضورية إلى المدارس، وبالتالي عدم جعل التعليم الوجاهي في المدارس مرهوناً بتلقّي لقاح مضاد لكوفيد-19، الأمر الذي من شأنه أن يهدّد بحرمان الأطفال من التعليم وبزيادة أوجه التفاوت". بالتالي، وتماشياً مع توصيات منظمة الصحة العالمية، أوصت "يونيسف" بإبقاء المدارس مفتوحة وبضمان أن تيسير مشاركة الأطفال في التعليم والجوانب الأخرى من الحياة الاجتماعية من خلال استراتيجيات البلدان لمكافحة كورونا، وذلك من دون أن يتلقّى الأطفال اللقاح.
بالنسبة إلى المنظمة، فإنّه "في الأزمات، ثمّة قرارات صعبة تفرض علينا تنازلات صعبة، ونحن ندرك التحديات غير المسبوقة التي خلقتها جائحة كورونا للأنظمة المدرسية في كلّ أنحاء العالم. لكنّ المخاطر كبيرة جداً، ويجب علينا جميعاً أن نفعل كلّ ما هو في وسعنا لإبقاء الأطفال في المدارس".
(العربي الجديد)