تعيش الفلسطينية آمال اللوح، والدة الأسير حسين اللوح، حالة من القلق على نجلها الأسير في السجون الإسرائيلية منذ 20 عاماً، نتيجة تدهور وضعه الصحي في الآونة الأخيرة، وحاجته الماسة لرعاية مكثّفة في ظلّ معاناته من عدة أمراض.
وشاركت اللوح إلى جانب مجموعة من أهالي الأسرى، في فعالية لإسناد الأسرى المرضى أقامتها لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ووزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الإثنين، أمام مقرّ الصليب الأحمر بمدينة غزة، لإسناد الأسرى المرضى.
ورفع الأهالي وممثّلو الفصائل ومؤسسات الأسرى المشاركة في الوقفة الإسنادية، صوراً للأسرى المرضى في سجون الاحتلال الذين يحتاجون للرعاية الصحية أو لإجراء عمليات جراحية خطيرة وعاجلة من أجل إنقاذ حياتهم.
وتقول اللوح لـ "العربي الجديد"، إنها تعيش حالة من القلق على حياة ابنها الأسير في ظلّ عدم تقديم الرعاية الصحية الكاملة له ومعاناته في الآونة الأخيرة، من المرض، حيث يعاني من "أنيميا"، فقر في الدم، وقرحة في المعدة وأزمة صدرية.
وبحسب والدة الأسير الفلسطيني المحكوم بالسجن المؤبد، فإنه يتعرّض بين فينة وأخرى لغيبوبة تؤدي إلى نقله للمستشفى، ومن ثم يتم إعادته من جديد إلى سجن نفحة الصحراوي، دون مراعاة لخطورة وضعه الصحي.
ولم تزر اللوح ابنها الأسير، منذ قرابة 3 سنوات، حيث يحرم الاحتلال شريحة واسعة من أهالي الأسرى في القطاع من زيارة أبنائهم، وهو ما يفاقم حالة الخوف والقلق لدى العائلات من تعرّض أبنائهم لمزيد من الانتكاسات الصحية والنفسية.
وفي 13 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت المؤسّسات التي تُعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين ووزارة الصحة الفلسطينية، حملة للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال تحت شعار "الحياة حقّ"، لفضح جرائم الاحتلال بحق الأسرى المرضى، وتسليط الضوء على سياسة الإهمال الطبي.
أما والدة الأسير رائد الحاج أحمد، فتعيش هي الأخرى حالة شبيهة لمعاناة والدة الأسير حسين اللوح، إذ أجرى نجلها عملية جراحية في الرقبة، دون أن تتمكن من زيارته حيث يحرمها الاحتلال من لقائه منذ 7 سنوات.
وتقول الحاج أحمد لـ "العربي الجديد"، إنّ ابنها أمضى 17 عاماً في سجون الاحتلال من أصل محكوميته البالغة 20 عاماً، تعرّض خلال هذه السنوات لانتكاسات صحية ونفسية جرّاء الممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى.
وتبدي والدة الأسير خشية كبيرة على نجلها ورفاقه في السجون الإسرائيلية في ضوء التطورات الأخيرة الحاصلة بين الحركة الأسيرة ومصلحة سجون الاحتلال، على خلفية القرارات والإجراءات العقابية بحق الأسرى الفلسطينيين.
وتطالب الحاج أحمد، المؤسسات الدولية بضرورة التدخل الفوري والعاجل للضغط على الاحتلال من أجل تقديم الرعاية الصحية الكاملة للأسرى المرضى في السجون الإسرائيلية، ووقف الانتهاكات التي تمارس عليهم خصوصاً مع إصابة المئات منهم بأمراض مختلفة.
في موازاة ذلك، يقول الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إنّ عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال يبلغ 700 أسير مريض، منهم 16 مريضا بالسرطان والشلل والإعاقة البصرية، ومرضى الكلى ومرضى بحاجة إلى إجراء عمليات القلب المفتوح.
وأضاف القدرة في كلمة له خلال الوقفة، أنّ هناك 170 قاصراً و30 سيدة أسيرة يعانين من أمراض مختلفة، ومنهن من ولدن وهنّ مكبّلات، عدا عن وجود 200 أسير تجاوزت أعمارهم السبعين عاماً وهم يعانون من أمراض مزمنة.
بدوره، يؤكّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، أنّ المقاومة الفلسطينية تتابع عن كثب ما يجري داخل السجون الإسرائيلية وهي لا يمكن أن تتخلى عن الأسرى ولن تقبل باستمرار الاعتداءات الإسرائيلية بحقهم.
ويضيف المدلل لـ "العربي الجديد"، أنّ "سيف القدس الذي دافع عن القدس سيدافع عن الأسرى. ونؤكد بأنّ المقاومة في حالة جهوزية للعمل من أجل وضع الخطط للإفراج عن الأسرى من داخل السجون الإسرائيلية وهذا الاحتلال لا يفهم إلاّ القوة".