وقفة تضامنية في غزة مع الأسير أحمد مجدي عبيد المريض بالسرطان

01 مارس 2021
مطالب بإنقاذ حياة ابنه قبل فوات الأوان (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

لم يتوقف الفلسطيني مجدي عبيد، والد الأسير المريض بالسرطان في سجون الاحتلال الإسرائيلي أحمد عبيد، عن توجيه المناشدات لكل أصحاب الضمائر الحية في العالم لإنقاذ حياة ابنه قبل فوات الأوان.

ولم يخفِ والد الأسير المريض مدى اشتياقه لابنه ودعواته بأن يخرج سالماً معافى من سجون الاحتلال، متهماً مصلحة السجون الإسرائيلية بأنها تماطل في تقديم العلاج لابنه، وللأسرى المرضى بشكل عام، مما يعرّض حياتهم للخطر.

حديث والد الأسير عبيد كان على هامش فعالية تضامنية نظمتها جمعية واعد للأسرى والمحررين أمام مقر الصليب الأحمر غرب مدينة غزة، اليوم الإثنين، للمطالبة بالإفراج عنه، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتقديم العلاج له ولكافة الأسرى المرضى.

وقفة تضامنية في غزة مع أسير مريض (عبد الحكيم أبو رياش)

ويقول عبيد لـ"العربي الجديد"، إنّ ابنه الذي اعتُقل في عام 2017 لم يكن يعاني من أي أمراض تُذكر، إلا أنّ معاناته من الحياة "اللا آدمية" في سجون الاحتلال، بالإضافة إلى الإهمال الطبي، ساهما في دخول المرض إلى جسده وتعرّض حياته للخطر.

ويشير إلى أنّ ابنه الأسير المحكوم بالسجن الفعلي ست سنوات يتعرض لانتهاكات واضحة، في ظل احتياجه لعملية جراحية عاجلة في أمعائه واستئصال الأورام من جسده، حتى لا يتفشى مرض السرطان في جسده.

الصورة
وقفة تضامنية في غزة مع أسير مريض (عبد الحكيم أبو رياش)

ويقبع نحو 700 أسير فلسطينيّ مريض في سجون الاحتلال، بين أكثر من 5000 أسير فلسطيني، أكثر من 300 منهم يعانون أمراضًا مزمنة، بينهم أكثر من 12 أسيرًا يعانون من السرطانات والأورام، وقد توفي أكثر من 227 أسيرا بسبب الإهمال الطبي في سجون الاحتلال منذ عام 1967.

وشارك في الوقفة التي نظمتها جمعية واعد، العشرات من ذوي الأسرى، خاصة المرضى منهم، للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم، وسط تزاحم لعشرات الصور لهؤلاء الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر، الذي يعمل بدوره على تسهيل زيارات الأسرى في سجون الاحتلال.

وقال الأسير المحرر عبد اللطيف أبو اللوز، في كلمة باسم جمعية واعد، خلال الوقفة، إنّ الأسرى المرضى يتعرضون لأبشع أنواع الإجرام ويموتون في كل لحظة بسبب الإهمال الطبي والقتل المتعمد داخل سجون الاحتلال، واصفاً إياها بـ"مقابر الأحياء".

الصورة
وقفة تضامنية في غزة مع أسير مريض (عبد الحكيم أبو رياش)

وأشار أبو اللوز، إلى أن الوقفة جاءت تضامناً مع الأسرى المرضى بشكل عام، ومع المريض أحمد مجدي عبيد بشكل خاص، بسبب اكتشاف مرضه بسرطان الأمعاء وتراجع حالته الصحية بشكل ملحوظ، "إذ أنّه بحاجة ماسة وعاجلة لإجراء عملية جراحية، والاحتلال يماطل كعادته، ظلم ما بعده ظلم".

وتشير تقارير محلية ودولية تُعنى بحقوق الإنسان، إلى أنّ علاج الأسرى بات موضوعاً تخضعه إدارات السجون الإسرائيلية للمساومة والابتزاز والضغط على المعتقلين، الأمر الذي يعد خرقاً لمواد اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة التي أقرت حق العلاج والرعاية الطبية للأسرى المرضى.

واستعرض أبو اللوز، جملة من الانتهاكات الصحية التي تمارسها إدارات السجون الإسرائيلية تجاه الأسرى والأسيرات الفلسطينيين والعرب المحتجزين في سجونها ومعتقلاتها، والتي يصب معظمها في ترسيخ سياسة الإهمال الطبي المتعمد والجرائم الطبية، وأبرزها الإهمال الصحي المتكرر، والمماطلة في تقديم العلاج، والامتناع عن إجراء العمليات الجراحية للأسرى المرضى.

ويجزم مئات المحررين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، بأنّ العلاج الوحيد الذي يقدم لهم في سجون الاحتلال هو حبة الأكامول (مسكن خفيف للآلام) بالإضافة إلى كأس الماء فقط.

وحذّر أبو اللوز من استخدام الاحتلال الأسرى الفلسطينيين لإجراء بعض التجارب على عقاقير مجهولة تعرّض حياة الأسرى للخطر، مبيناً أنّ وجود أجهزة التشويش على الاتصالات كان سبباً في تعرّض بعض الأسرى لمرض السرطان.

الصورة
وقفة تضامنية في غزة مع أسير مريض (عبد الحكيم أبو رياش)

وطالب، مؤسسات المجتمع الدولي، بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الصهيوني، وإيقاف سياسة الإهمال الطبي والإعدام الممنهج للأسرى، محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المرضى، خاصة الأسير أحمد عبيد. ودعا إلى إقرار استراتيجية شاملة لدعم وإسناد الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة المرضى، وصولاً إلى تحرير الأسرى.

 
المساهمون