- التحقيقات كشفت أن العائلة كانت تعاني من ظروف صعبة ومشكلات مادية، وأن الجريمة كانت مخططة بعناية دون محاولات لكسر أو اقتحام المنزل.
- تسجيل مصور للأب يعترف فيه بقتل عائلته ويشرح الأسباب المؤلمة وراء فعلته، مما يكشف عن يأسه العميق ويؤكد أن الحادثة كانت قتل متبوعاً بانتحار.
نقلت وسائل إعلام تركية وقائع جريمة قتل عائلة سورية في كيليس جنوبي تركيا، مكوّنة من خمسة أفراد، في ظل تضارب الأنباء بشأن ظروف مقتلهم بين حديث عن قتل رب الأسرة لأفراد عائلته وانتحاره لاحقاً، أو وجود جريمة أخرى حيث تم العثور على رب الأسرة مشنوقاً ومكمم الفم.
وقالت وكالة الأناضول للأنباء الرسمية نشرتها التركية، إن السوري يوسف كوارة قتل زوجته وأولاده الثلاثة قبيل انتحاره، وفقا لمعلومات وصلت للقوى المختصة من حي نديم أوكان بمدينة كيليس. وأضافت أنه بعد وصول الشرطة تم العثور على جثث خمسة أشخاص من عائلة كوارة، وكشفت التحقيقات قتل الزوج لزوجته وأولاده الثلاثة خنقاً، من دون معرفة الأسباب حتى الآن، موضحة أن الأب بعدما قتل أفراد عائلته انتحر في المنزل نفسه، ليتم نقل الجثث بعدها إلى ثلاجة الموتى في مستشفى علاء الدين يافاشجا الحكومي.
من جهة ثانية، وفي سردها لتفاصيل جريمة قتل عائلة سورية في كيليس التركية، قالت وكالة دوغان الإخبارية الخاصة إنه تم العثور على عائلة سورية مفارقة الحياة، وبعد المعاينة الأولى من الفرق الطبية تبين أن الأم والأطفال ماتوا خنقاً، فيما عثر على الوالد مشنوقاً فيما فمه مكمم مربوط، موضحة أن الحادثة وقعت في ساعات الليلة الماضية، وأن الوالد يوسف كان يعمل في الإنشاءات، وعندما لم يتمكن ذوو العائلة من التواصل معهم تم إبلاغ السلطات المعنية، التي كشفت الجريمة بعدما وصلت قوى الأمن والفرق الطبية إلى العنوان.
وأوضحت "دوغان" أنه رغم الطرق على مسكن الأسرة لم يتم فتح الباب بينما كانت الروائح الكريهة تنتشر، مما اضطر القوى الأمنية إلى دخول المنزل، لتجد أمامها مشهداً مهولاً للضحايا، حيث كان الوالد يوسف مشنوقاً بالحبل فيما زوجته مروة وأولاده أمينة (ثماني سنوات)، وعبدو (ست سنوات)، وعلي (خمس سنوات) عثر عليهم أمواتاً، وأوضحت الوكالة أن الفرق الطبية كشفت أن العائلة قُتلت شنقاً، وبعد تفتيش المنزل نقلت الجثث إلى المستشفى وأطلقت الشرطة تحقيقاً مكثفاً عن الحادثة.
ويبدو من المعطيات المتوفرة أن ثمة غموضاً يتعلق بالحادثة بشأن انتحار الأب عقب قتل أفراد عائلته، فيما تشير معطيات أخرى إلى وجود حالة قتل ومن الواضح أن مزيداً من التفاصيل ستظهر لاحقاً مع توسع التحقيقات.
متى وقعت جريمة قتل عائلة سورية في كيليس؟
وكشفت مصادر مقربة من التحقيقات لـ"العربي الجديد"، أن جريمة قتل عائلة سورية في كيليس وقعت قبل يومين، ومع انقطاع أخبار الأسرة منذ ذلك الحين عن الأقارب وزملاء رب الأسرة تم إبلاغ السلطات ليتم اكتشاف الجريمة، وأضافت المعلومات أنه لم يتم العثور على أي محاولات كسر أو اقتحام حتى الآن، ويتم التحقيق بكل الجوانب سواء أكانت جريمة أم عملية قتل وانتحار، ولكن المعطيات المتوفرة حالياً ترجح أنها عملية قتل وانتحار لاحقاً.
كما أوضحت المعطيات أن رب العائلة رغم أنه يعمل في الإنشاءات إلا أنه يعاني مشكلات مادية، فضلاً عن انخفاض في المعنويات ومزاج سيئ، وكان يفكر في العودة مجدداً إلى سورية قبيل حصول الحادثة، وفق التحقيقات مع مقربين من العائلة.
وأشارت إلى أن التحقيقات تتناول مسألة تكميم الفم أيضاً وتحقق فيه في حال كان هناك أي جريمة، كما يتم ترجيح أن يكون رب الأسرة قد تعمد ذلك منعاً من صدور صوته إلى الخارج، على أن تستكمل التحقيقات وتشريح الجثث التي سيتم نقلها لاحقاً إلى الداخل السوري.
اعتراف ينهي الجدل
وفي وقت لاحق، بثت وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً مسجلاً من رب الأسرة كوارة اعترف فيه بإقدامه على قتل زوجته وأطفاله وأنه ينوي قتل نفسه أيضاً، مرجعاً أسباب ذلك لصعوبات ومعاناة في الحياة، وأنه قرر إنهاء معاناة العائلة التي "ستعاني في الحياة"، وفق تعبيره عبر إقدامه على عملية القتل، معترفاً بأنه شنق زوجته وخنق ابنه وسيشنق بقية أولاده ولاحقاً يشنق نفسه. وهذا التسجيل يكشف دوافع عملية القتل ويحسم التضارب الذي حصل في حيثيات ما جرى، إن كانت عملية القتل انتحاراً أو جريمة بحق العائلة.