توفي المناضل الفلسطيني، الأسير المحرر عمر البرغوثي، "أبو عاصف"، وهو في الستينيات من عمره، ظهر اليوم الخميس، متأثراً بإصابته بكوفيد-19، وذلك بعد نحو 3 أسابيع من إصابته بالفيروس.
وأكّد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، لـ"العربي الجديد"، وفاة الأسير المحرّر عمر البرغوثي "أبو عاصف"، من بلدة كوبر، شمال رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد نحو 3 أسابيع من إصابته بفيروس كورونا، إذ كانت حالته الصحية بتراجع مستمر، وتمّ إدخال البرغوثي، قبل أيام، إلى غرفة العناية المركّزة، إلى أن أُعلنت وفاته ظهر اليوم.
وأشار فارس إلى أنّ الراحل البرغوثي كان يعاني من أمراض عدّة، منها مرضا السكري وضغط الدم، ويعاني من مشاكل في القلب.
وشدّد قدورة فارس على أنّه برحيل عمر البرغوثي تفقد فلسطين علماً من أعلامها ورمزاً من رموزها، الذي تميّز بالصدق والإخلاص والأمانة، وهو حالة رمزية على المستوى الوطني، وبرحيله يشعر كلّ فلسطيني بأنه فقد عزيزاً.
ونعت الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة والمحرّرون في فلسطين والمهجر ونادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، المناضل والفدائي عمر البرغوثي، "أبو عاصف".
من جانبه، أكّد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية قدري أبو بكر، في بيان صحافي، أنّ "أبو عاصف صاحب التاريخ الحافل بكلّ أشكال التضحية والفداء للوطن والقضية، يُعتبر من الأسرى والمناضلين الأفذاذ ومن الرعيل الأول للحركة الوطنية الأسيرة، حيث أمضى في سجون الاحتلال أكثر من 30 عاماً، ويُعتبر أحد أبرز رموز وقيادات الحركة الفلسطينية الأسيرة".
وقال أبو بكر: "يودّعنا اليوم أبو عاصف البرغوثي، هذه القامة الوطنية المعطاءة، وكلنا فخر بفاتورة تضحياته الكبيرة التي قدم فيها للوطن الكثير، فسقط ابنه صالح شهيداً وقضى نصف عمره بالسجون وما زال نجله عاصم داخل الأسر، كما اعتقلت زوجته وقضت عدة أشهر في معتقلات الاحتلال، إضافة إلى شقيقه نائل البرغوثي، عميد الأسرى الفلسطينيين الذي قضى في سجون الاحتلال نحو 40 عاماً ولا يزال قيد الأسر". وتوفي القيادي "أبو عاصف" البرغوثي بعد سنوات من المقاومة والجهاد على أرض فلسطين، قارع فيها الاحتلال والمحتلّين، وأكلت السجون من سني عمره.
ويُعتبر القيادي البرغوثي أحد الرموز الوطنية الفلسطينية، حيث قضى حوالي 30 سنة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهو شقيق الأسير نائل البرغوثي، عميد الأسرى الفلسطينيين، ووالد الشهيد صالح البرغوثي، الذي لا يزال الاحتلال يحتجز جثمانه حتى الآن، والأسير عاصم البرغوثي، واعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي واعتقلت عائلته، وهدمت منازلهم.
ونفّذ الأسير المحرّر الراحل عمر البرغوثي عملية فدائية، قتل فيها مستوطن إسرائيلي عام 1978، رفقة شقيقه الأسير نائل، الذي يُعدّ أقدم أسير سياسي في العالم، إذ هو يمضي عامه الـ41 بالأسر. وتحرّر نائل عام 2011، بصفقة "وفاء الأحرار"، بعد 34 عاماً من أسره، ليلتقي مع عائلته وشقيقه عمر وشقيقته حنان بعد أكثر من ثلاثة عقود، إلّا أنّ الاحتلال أعاد اعتقاله عام 2014، وأعاد بحقّه الحكم بالسّجن المؤبد. كما اعتُقل عمر وحُكم عليه بالمؤبد، ثم خرج من السجن في المرة الأولى، بعد صفقة تبادل للأسرى عام 1985.
ثم أعاد الاحتلال اعتقال "أبو عاصف" مرات عدة، وقد أمضى في الأسر ما يقارب 30 عاماً، عاشت فيها عائلته أياماً عصيبة، تنقّل خلالها من سجن إلى آخر، وأمضى 13 عاماً من أعوام الأسر في الاعتقال الإداري.
واغتال الاحتلال صالح البرغوثي، نجل الراحل عمر البرغوثي، الذي ارتقى شهيداً في ديسمبر/ كانون الأول عام 2018، ثم اعتقل الاحتلال عمر البرغوثي مجدداً مع زوجته سهير البرغوثي وكافة أفراد عائلته، ثم أصدر بحق نجله عاصم حُكماً بالسّجن المؤبد أربع مرات.
كان آخر اعتقال تعرّض له عمر البرغوثي على يد قوات الاحتلال في شهر مارس/ آذار من العام الماضي، ومجدداً يحرم الاحتلال، اليوم، نائل البرغوثي وعاصم البرغوثي من وداع الأخ والأب، كما حرمهما على مدار سنوات طويلة من وداع أحباء لهم.