وفاة أشهر جراح مصري في كينيا بكورونا.. و"مصيرنا واحد" تطالب بحقوق الأطباء

15 نوفمبر 2020
قام عمارة بإصلاح حالات الشقّ الخلقي بين آلاف الأطفال في كينيا (فيسبوك)
+ الخط -

 

أعلنت نقابة الأطباء المصريين، وفاة أحد أفراد "قوة مصر الناعمة" في أفريقيا، وأحد أبرز ممثّليها في المنطقة وتحديداً في كينيا، وهو الطبيب الجراح، أشرف عمارة، الذي توفي إثر إصابته بفيروس كورونا، ليصبح ثاني طبيب في أفريقيا، وأول جرّاح يُتوفى بكورونا في كينيا.

الطبيب الراحل، أشرف عمارة، هو أستاذ جراحة التجميل في المستشفى التعليمي Moi، قرّر عقب تخرّجه من كلية طب قصر العيني، أن يهب حياته وعلمه لعلاج أبناء القارة السمراء من تشوّه خلقي نادر وصعب، وهو الشفة الأرنبية، التي تخصّص فيها وكان من أمهر جرّاحيها. 

 

أمضى عمارة، قرابة  15 عاماً من حياته في كينيا، بعيداً عن وطنه، حيث قام بإصلاح حالات الشقّ الخلقي بين آلاف الأطفال، ونقل خبرته الجراحية في الشفة المشقوقة إلى الجراحين في جميع أنحاء كينيا، الصومال، جيبوتي، جمهورية الكونغو الديمقراطية،أوغندا، وزيمبابوي، وكان يقود القوافل الطبية التي تُغيث المرضى الفقراء في جميع أنحاء أفريقيا.

ونعت مؤسسات طبية في كينيا الفقيد المصري، وقالت المديرة الإقليمية للمنظمة الصحية، إستر نجوروج موريثي، إنّ العديد من طلاّبه قادرون الآن على تقديم رعاية عالية الجودة داخل مجتمعاتهم المحلية، حيث قام بتدريس الجراحة التجميلية والإشراف على طلاب درجة الماجستير أثناء إجراء البحوث وإجراء العمليات على المرضى منذ عام 2005. وأضافت أنّ المنظّمة تشجّع المزيد من جرّاحي التجميل بالحفاظ على ذكراه حية، من خلال محاكاة قيمه في الخدمة والرعاية لمرضاهم.

ووصف سكرتير اتحاد الممارسين الطبيين في كينيا، إسماعيل أيابي، الطبيب الراحل، قائلاً: "كان طبيباً يمكن الاعتماد عليه، وأجرى عمليات جراحية دقيقة للمرضى في عدة مستشفيات".

في سياق متصل، عاود أطباء مصريّون، وأبرزهم الطبيب المصري، أحمد حسين، العمل النقابي من خلال حملة "مصيرنا واحد"، لمطالبة الحكومة والإعلام بتناول مشاكل أسر شهداء ومصابي الفريق الطبي ودعمه.

 

وقال حسين في بيان صادر عن الحملة، "وصلت إلى حملة "مصيرنا واحد" العديد من شكاوى أسر شهداء الفريق الطبي ومصابيه في جائحة فيروس كورونا، التي تبرز معاناتهم مع العديد من الجهات الحكومية، أهمّها عدم اعتراف الهيئة القومية للتأمينات بكون الوفاة بسبب فيروس كورونا وفاة إصابية، واحتساب الإصابة بها إصابة عمل. كما أكدت شكاوى أسر الشهداء، عدم صدور شهادات وفاة،  توضح سبب الوفاة نتيجة الفيروس، مما يُهدر معه حق تلك الأسر في مستحقات المعاش عن الوفاة الإصابية، وينحصر معاشها تحت مبلغ الـ 1000 جنيه (حوالي 64 دولارا)، وهذا رغم صدور تعليمات رسمية معمّمة من هيئة التأمين الصحي أواخر مايو/أيار الماضي باحتساب الوفاة بفيروس كورونا، وفاة إصابية والإصابة به إصابة عمل".

وأضاف البيان، "ومع اشتداد جائحة كورونا وتزايُد أعداد المصابين بها في مصر والعالم، تتوجّه الحكومات المختلفة للتأهّب والاستعداد لمواجهتها، وعلى رأس تلك الاستعدادات، الحفاظ والرعاية لخط الدفاع الأول وهو الفريق الطبي، إلا أنّ الوضع مغاير للفريق الطبي في مصر".

لذا طالبت حملة "مصيرنا واحد"، الحكومة المصرية بـ"سرعة بحث وحلّ مشاكل أسر شهداء ومصابي الفريق الطبي ومعاملتهم فعلياً معاملة أسر شهداء ومصابي العمليات الحربية والإرهابية، المخاطبين بالقانون 16 لسنة 2018، وذلك حتى يؤمن الفريق الطبي على حياة ذويه وهو يواجه خطر موت محقق في مواجهة الفيروس اللعين".

كما طالبت الحملة، وسائل الإعلام المختلفة بـ"تناول مشاكل وقضايا الفريق الطبي ودعمه معنوياً".

يُذكر أنّ حملة "مصيرنا واحد"، هي حملة تمّ تدشينها في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، لمناقشة القضايا الصحية والمشاركة في وضع حلول لها، وسبق أن شاركت في عدة ملفات مهمة مثل "المسؤولية الطبية" و"الاعتداء على المستشفيات" و"التوعية بالأمراض النادرة".

دلالات
المساهمون