وفاء حمدان: أهلي أحياء لكنهم ليسوا بخير

01 نوفمبر 2023
"أشعر بخوف وتوتر وعجز" (العربي الجديد)
+ الخط -

تركت الفلسطينية وفاء حمدان غزة عام 2012 بعدما تزوجت من فلسطيني يقيم في مخيم البداوي شمالي لبنان، ولا تزال عائلتها مقيمة في غزة، ويعاني أفرادها حالياً من القصف المستمر من قبل العدو الصهيوني، ومن انقطاع الكهرباء والمياه، أسوةً ببقية الغزيين. تقول لـ"العربي الجديد" عن وضع أهلها في غزة: "يعيشون حياة قاسية وصعبة حالياً، وقد شهدنا حروباً سابقة عدة كانت رغم شدتها وقساوتها أخف وطأة من هذه الحرب المدمرة التي تقتل الناس الأبرياء العزل، وتستهدف بيوتاً مليئة بالأطفال والنساء، وكذلك المستشفيات. الاحتلال يهدم البيوت على رؤوس سكانها، من دون سابق إنذار، ويتسبب في سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى". تضيف: "لا أستطيع أن اتواصل في شكل دائم مع أهلي وأصدقائي وأقربائي في غزة من أجل الاطمئنان عليهم، علماً أن الكهرباء كانت تقطع لساعات طويلة قبل أن يقطعها الاحتلال بالكامل، ما أوقف خدمات الإنترنت. وأنا أكرر محاولات الاتصال بهم على الهاتف الأرضي من دون أن يسعفني الحظ في ذلك بسبب شدة القصف".

وتخبر أن أهلها في مخيم النصيرات وسط غزة، و"وهي منطقة يفترض أن تكون آمنة، إذ طلب جيش الاحتلال الصهيوني أن ينزح الناس إليها كي لا يتأذوا، لكن الواقع يدل على أن كل الأماكن معرضة للقصف الذي استهدف أشخاصاً يقيمون في جوار أهلي، وأيضاً سوقاً يرتاده أبناء المنطقة ومخبزاً وسوبر ماركت ومجمعاً تجارياً كبيراً، وجرى تدمير جزء كبير من المنطقة، وسقط الكثير من الشهداء". تضيف: "الوضع سيئ جداً، وأنا أشعر بخوف وتوتر وعجز، لأنني لا أستطيع أن أفعل شيئاً لأهلي إلا الدعاء لهم، وإذا استطعت التواصل معهم للاطمئنان عليهم يزداد وجعي خاصة حين أعلم أنهم لا يستطيعون الحصول على احتياجاتهم اليومية فلا كهرباء ولا مياه، ولا حتى الخبز بعد قصف عدد كبير من المخابز. وإذا عملت المخابز يجب انتظار ساعات أمامها للحصول على ربطة خبز". 
وتخبر أيضاً أن شقيقها لديه ولدان صغيران يحتاجان إلى الحليب ويعاني في الحصول عليه لأن الصيدليات مغلقة والحليب مفقود بسبب إغلاق المعابر، والمساعدات التي دخلت غزة محدودة ولا تلبي احتياجات المستشفيات. تختم: "قصفت الطائرات الصهيونية بيت أختي التي كانت تسكن في منطقة تل الهوا، فنزحت مع أفراد من عائلتنا الكبيرة إلى خانيونس حيث لاحقهم القصف الذي تسبب في استشهاد بعضهم وجرح آخرين. أمي وأخواتي ما زلن أحياء لأن القدر مد في عمرهم، لكن أهلي ليسوا بخير".

المساهمون