يواصل الشاب السوري وسيم ستوت جهوده داخل مدرسة كاراتيه، أنشأها في قرية الجينة بريف حلب الغربي، لتدريب الأطفال الأصحاء وكذا ذوي الاحتياجات الخاصة، قصد تطوير قدراتهم والمساهمة في دمجهم في المجتمع.
ومنذ 2019، تاريخ افتتاح المدرسة الرياضية، يشتغل مدرب الكاراتيه ستوت على تعزيز الجانب الرياضي وتقويته لدى الصغار ذوي الاحتياجات الخاصة، والبحث عن مكامن القوة لديهم، بدمجهم في فريق واحد مع الأصحاء قصد إدخال البهجة والسرور على قلوبهم.
وتتراوح أعمار الفئة المستفيدة بين 6 و15 سنة، يوجد بينهم عدة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة تحسن وضعهم كثيراً، وخاصة المصابين بمرض التوحد، وفق ستوت.
ويتطلع ستوت إلى "خلق الشعور بالانتماء للمجتمع والتغلب على أي تجارب حرب لهذه الفئة المهمشة في الشمال السوري التي لا تلقى أي دعم أو اهتمام"، حسب تعبيره.
يقول ستوت لـ"العربي الجديد": "الرياضة مفيدة جداً للأطفال، تطرد عنهم الطاقة السلبية وتحوّلها إلى شحنة إيجابية، إذ يستطيعون الدفاع عن أنفسهم ويمتلكون القدرة على خوض بطولات، إنهم يحتاجون فقط إلى الحافز، هناك أولمبياد مخصص لهم، إنهم قادرون على الوصول إلى العالمية".
ولا يقتصر دور المدرسة على الجانب الرياضي المحض، بل تهتم بتقديم دروس، وتنظيم مسابقات وهدايا، بهدف تحفيز المتدربين على المضي قدماً وإشعال شمعة الأمل.
ويتحدث المدرب عن الأطفال المصابين بمتلازمة داون، موضحاً أنّ لديهم " قدرات قوية على الفهم والاستيعاب، وأيضا التواصل، إنهم دائمو الابتسامة، عند الجلوس إليهم تشعر بالهدوء والسكينة".
الطفل محمود علي أحمد، أحد المستفيدين ضمن المدرسة، لا يثنيه الضمور العضلي والجلوس على كرسي متحرك عن التطلع إلى المستقبل بتفاؤل كبير، يقول لـ"العربي الجديد": "رغم معاناتي من ضمور العضل، أتيت هنا لأتعلم وأندمج، وأتمنى أن أصبح طبيبا".
أما الطفل أحمد القدور فقد أبدى سعادته بالوجود في المدرسة، وهو يحضر مع رفاقه الدروس ويحصل على الهدايا والألعاب.
الصغيرة آية قدرو تقول لـ"العربي الجديد": "أنا نازحة من حلب، كنت أذهب إلى مدرسة نظامية، يتنمر عليّ بعض الطلاب بسبب يدي التي أعاني من خلع ولادة فيها، نقلني أهلي إلى مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، وعندما انخرطت هنا، بدأت أشعر بالتحسن، أستفيد وأتعلم، وأتمنى أن أشفى".