لم تنجح مناشدات أهل أحد الطلاب المصريين، الذي توفي أمس الاثنين في السودان، من إجلاء جثمانه ودفنه في بلاده، فيما تتواصل مناشدات متكررة من أصدقاء طالب آخر مصاب بتدخل السفارة المصرية لمتابعة تطورات حالته الصحية، وسط صمت رسمي حتى الآن.
وتوفي الطالب المصري صابر نصر الدين سيد، المسجل في كلية طب الأسنان بجامعة السودان العالمية الخاصة، إثر هبوط حاد في الدورة الدموية بمحل سكنه في العاصمة السودانية الخرطوم، وعدم إمكانية نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
واضطر زملاء الطالب إلى دفن جثمانه في السودان، بعد تجاهل السلطات المصرية مناشدات أهله نقل الجثمان إلى مسقط رأسه في قرية ديروط الشريف التابعة لمركز ديروط في محافظة أسيوط (جنوب) لدفنه.
زملاء الطالب الراحل حاولوا التواصل مراراً مع سفارة مصر في الخرطوم من دون جدوى، فيما أطلق أهله مناشدات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنقل الجثمان إلى وطنه، إلا أن والده أعلن عن فشل جميع المحاولات.
وكتب والد الطالب على حسابه في فيسبوك، الثلاثاء: "ادعوا لابني بالرحمة والمغفرة. يصلى عليه الآن في المسجد صلاة الجنازة لدفنه بمقابر المنشية بالسودان. احتسبته عندك يا رب".
في سياق متصل، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل نداء استغاثة لمساعدة الطالب المصري محمود عاطف محمود طنطاوي، الذي تعرض لإصابات بالغة من جراء المواجهات العسكرية الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وحسب أصدقاء طنطاوي، فإنه أصيب أثناء وجوده في شارع الستين، شرقي الخرطوم، ونقل في حالة حرجة إلى مستشفى شرق النيل النموذجي لتلقي العلاج.
واستخرج الأطباء الشظايا من جسد محمود لوقف النزيف، ثم نقل إلى مستشفى حنتوب، شرقي واد مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، وسط مناشدات متكررة من أصدقائه للسفارة المصرية في السودان بالتدخل لمتابعة تطورات حالته الصحية، وسط صمت رسمي حتى الآن.
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، في وقت سابق، عن إجلاء 436 مواطناً من السودان عبر المنافذ البرية، بالتنسيق مع السلطات هناك، مشيرة إلى مواصلة السفارة والقنصليات في الخرطوم وبورتسودان، والمكتب القنصلي في وادي حلفا، التنسيق مع الرعايا المصريين لتأمين عملية إجلائهم تباعاً.
وحثت الحكومة المصرية مواطنيها خارج الخرطوم على التوجه إلى القنصليتين الموجودتين في بورتسودان ووادي حلفا في الشمال تمهيداً لإجلائهم. أما المقيمين في الخرطوم، فحثتهم على الاحتماء في منازلهم إلى حين تحسن الأوضاع.
وكان عدد من الطلاب المصريين العالقين في السودان قد نشروا تسجيلات مصورة على صفحاتهم الشخصية في "فيسبوك"، لفتوا فيها إلى تعرض حياتهم للخطر، ومعاناتهم من الهلع بسبب الاشتباكات المتبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، المستمرة لليوم العاشر، وسط نفاد مخزون الطعام ومياه الشرب والأدوية.
ووفق تصريحات وزيرة الهجرة المصرية سها جندي، فإن خمسة آلاف طالب مصري تقريباً يتابعون دراستهم في السودان، معظمهم في مرحلة التعليم الجامعي.
وعزت جندي صعوبة إعادة مواطني بلادها العالقين إلى إغلاق مطار الخرطوم الدولي، وكذلك الحدود بين البلدين، بسبب العمليات العسكرية.