قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، إنه في حال توقفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عن تقديم خدماتها سنكون أمام كارثة.
وأضاف الصفدي، خلال مؤتمر صحافي مشترك، اليوم الثلاثاء، مع المفوّض العام للوكالة، فيليب لازاريني، عقب اجتماع دولي لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في العاصمة البلجيكية بروكسل، أنّ "أونروا ستبقى مستمرة، لكن هناك غياباً للدعم لتقديم عملها ودورها ومهمتها"، مؤكداً أنّ دعم أونروا هو حقّ للاجئين الفلسطينيين للعيش بكرامة.
وقال الصفدي إنّ "أونروا تتعرّض لعجزٍ مالي وصل إلى 100 مليون دولار أميركي لهذا العام، مشدداً على ضرورة دعم الوكالة لتتمكن من تقديم خدماتها لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني وتوفير حياة كريمة لهم ولموظفي "أونروا" الذين يعوّلون على رواتبهم الشهرية للعيش بكرامة.
وتابع قائلاً: "مؤتمر اليوم، كان رسالة مهمة حول أنّ المجتمع الدولي يعمل من أجل إسناد الوكالة حتى تستطيع الاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين، وحقّ اللاجئين في الدراسة والتعليم والخدمات الصحية وهي حقوق غير قابلة للتصرّف، وبالتالي لا بد من الاستمرار في تقديم الدعم الكامل للوكالة".
وأضاف: "اليوم كان فرصة لنقدّم جهداً لضمان دعم متعدّد السنوات للوكالة، كما للتأكيد على أنّ المجتمع الدولي لن يتخلّى عنها وأنّ قضية اللاجئين حيّة وأونروا يجب أن تستمر في عملها إلى حين حلّ قضية اللاجئين، وفق قرارات الشرعية الدولية قرار 194 الذي يضمن حقهم في العودة والتعويض، وفي إطار حلّ شامل للقضية الفلسطينية على أساس حلّ الدولتين الذي ينهي الاحتلال ويجسّد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967".
وأوضح: "إذا لم تقم الوكالة بدورها وإذا توقفت عن تقديم خدماتها الحيوية للاّجئين سنكون في مواجهة كارثة، حيث إنّ أكثر من 560 ألف طالب يذهبون إلى مدارس أونروا، وأكثر من 260 ألف طالب يرتادون مدارس أونروا في غزة وحدها. ونذكر جميعاً الدور الرئيس الذي قامت به الوكالة إبان الحرب الإسرائيلية على غزة، العام الحالي، وبالتالي نحن نأمل من جميع شركائنا وجميع الدول أن توفي بالتزاماتها وأن تقدم التزامات جديدة لأنه لا بديل عن أونروا".
وثمّن الصفدي قرار الولايات المتحدة الأميركية التي استأنفت مساعداتها للوكالة، وقدّمت حوالي 318 مليون دولار أميركي لها هذا العام. وشدّد على ضرورة وجود موازنات طويلة الأمد ومتعدّدة السنوات لتمكينها من تقديم خدماتها الحيوية وفقاً لتكليفها الأممي.
أمّا المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني فقال: "اليوم قدمت رؤية طموحة من أونروا للشركاء والمانحين، ورؤيتنا بسيطة هي تقديم الخدمات في الوقت المناسب. ونودّ أن نضمن أنّ الأطفال اللاجئين الفلسطينيين لن يفقدوا حقهم في الخدمات، وأن نسير معهم في رحلتهم وتقديم المهام المناسبة والمهارات المناسبة لهم، ويجب أن نضمن أن لا تترك أونروا أيا من اللاجئين الفلسطينيين خلفها".
وأضاف: "طالبت المشاركين بحماية أونروا من أي هجمات عليها، من أجل توفير الخدمات لحقوق اللاجئين الفلسطينيين، وأن لا يضعفوا الوكالة حيث سيساعدنا ذلك على تجاوز العجز البالغ نحو 100 مليون دولار"
وقال لازاريني: "بعض المانحين أعلنوا عن تقديم بعض التمويل بعدّة مستويات في السنوات المقبلة، لأنّ الهدف من المؤتمر هو ضمان التوقعات من أجل التمويل". وأضاف: "ما زلنا بحاجة إلى توفير كلّ الخدمات لشهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، لكن أونروا واللاجئين الفلسطينيين كان لديهم حاجات خاصة بعد جائحة كورونا، وفي ظلّ غياب أي أفق سياسي".
وأوضح قائلاً: "عملياتنا تتطلب على الأقل 800 مليون دولار سنوياً، ومن غير الممكن أن نعمل بأقلّ من هذا الرقم، ولهذا السبب دعونا الدول الأعضاء والأصدقاء للوقوف مع اللاجئيين الفلسطيينيين ومع الوكالة التي تقدم لهم الخدمات لحياتهم".
بدورها عبّرت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، عن تقديرها لجهود الوكالة في هذه الظروف الصعبة، مشدّدة على أنّ مؤتمر، اليوم الثلاثاء، يوفّر فرصةً لتجديد التضامن مع اللاجئين الفلسطينيين وتفويضها الدولي ودورها الأساسي الذي لا غنى عنه.
كما أكّدت على ضرورة الاستمرار في دعم أونروا إلى حين إيجاد تسوية لقضية اللاجئين، لافتةً إلى أهمية مواكبة الدعم السياسي للوكالة مع الدعم المالي وهي في أمسّ الحاجة للمزيد منه، ويمكّنها من القيام بالحد الأدنى من عملياتها في مناطق عملها. وفي هذا السياق أكّدت ليندي الحاجة لتوفير موازنة مستدامة ومستقرة للوكالة.
وصدر عن المؤتمر، بيان مشترك لرئيسيّ المؤتمر، الأردن والسويد، أكّد على الدور الأساسي لأونروا في دعم اللاجئين الفلسطينيين، وتعزيز الاستقرار في المنطقة، وضرورة تمكينها لمواصلة العمل والاستجابة لاحتياجات اللاجئين.
وأعرب المشاركون فيه عن قلقهم العميق من أنّ الوكالة لا تزال تواجه نقصاً متكرراً وكارثياً في التمويل. كما استعرض البيان خطط أونروا لضمان عمل فاعل وكفوء في تنفيذ مهامها وفقاً للولاية المناطة بها من الأمم المتحدة، والتي ستسهم في العمل على استراتيجية الوكالة المقبلة، متعدّدة السنوات، والتي سيتم الانتهاء منها في عام 2022.
وأعرب المشاركون عن دعمهم القوي لهذه الخطط، ويشمل ذلك الاستفادة من الفرص التي توفّرها تكنولوجيا المعلومات والاستفادة من الدروس المستفادة من تجربة التعامل مع كورونا.
وشارك تسعة وعشرون وزيراً للخارجية ووزراء دولة ونواب للوزراء، وممثّل عن واحد وستين دولةً ومنظمةً دوليةً في المؤتمر الوزاري الدولي لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الذي نظّمته المملكة والسويد لحشد الدعم السياسي والمالي للوكالة.