كشفت وزارة الصحة العراقية تصاعدا خطيرا في نسبة الإصابات بأمراض السرطان عند الأطفال في البلاد، مؤكدة تسجيل بين 20 و25 إصابة شهريا، فضلا عن انتشار الإسهال والجفاف والأمراض التنفسية.
ووفقا لمدير مستشفى الطفل المركزي في بغداد، قاسم راهي عيسى، فإن "هناك تصاعدا خطيرا بتسجيل الإصابات بمرض السرطان بين الأطفال في البلاد، إذ إن مستشفيات البلاد تسجل نحو 25 حالة شهريا، هو رقم كبير وخطير جدا"، مبينا، في تصريحات أوردتها صحيفة "الصباح" الرسمية اليوم الاثنين، أن "المستشفى يواجه زخما كبيرا للمرضى يوميا، ونقصا في بعض الأدوية بسبب قلة التخصيصات المالية، ويشكو ضعف الخدمات".
وأشار عيسى إلى أن "أغلب الأدوية الضرورية متوفرة، أما الكيميائية والإشعاعية وزرع النخاع للحالات المستعصية فهي مكلفة جدا".
تعاني مستشفيات علاج السرطان من شح العلاجات اللازمة ما سبب وفاة عشرات الأطفال
ولفت إلى أن "أغلب الأمراض الانتقالية المنتشرة حاليا بين الأطفال تتمثل بحالات الإسهال والجفاف وبأعداد كبيرة، وكذلك الالتهابات التنفسية التي تنتشر حاليا بالعدوى بين طلبة المدارس ورياض الأطفال"، وأكد "وجود ثلاثة أنواع من الفيروسات المنتشرة التي تصيب الرئة حاليا، وهي فيروس الإنفلونزا الاعتيادية وكورونا وrsv، وهي تتشابه بالأعراض وتصيب الرئة، وتجري معالجتها بالأدوية والالتزام بالتعليمات".
وتزايدت نسبة الإصابة بالسرطان في مختلف مدن البلاد التي تعرضت لعمليات عسكرية عامي 1991-2003 وما تلاها من عمليات عسكرية استمرت منذ عام 2003 وحتى نهاية عام 2016، في وقت تعاني فيه مستشفيات علاج السرطان من شح العلاجات اللازمة، ما سبب وفاة عشرات الأطفال المصابين بالمرض، بحسب مصادر طبية.
عضو نقابة الأطباء العراقية، عدنان السلامي، انتقد عدم استحداث مراكز خاصة لمعالجة السرطان في البلاد، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "هناك خللا كبيرا في التصدي لأمراض السرطان، خاصة تلك التي تنتشر بين الأطفال، إذ إن هناك تقصيرا واضحا من قبل الحكومات المتعاقبة باستحداث مراكز لعلاج السرطان، وتزويده بالأجهزة الحديثة والأدوية المطلوبة".
وأشار إلى أن "هناك حاجة ملحة مع استمرار تزايد حالات الإصابة بالمرض، لوضع خطط بعيدة المدى للعلاج، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية"، معتبرا أن "المرضى اليوم يتحملون تكاليف كبيرة جدا بالحصول على الأدوية الخاصة وتلقي جرع الكيميائي بالعيادات الخاصة".
ويعاني مرضى السرطان من ارتفاع أسعار الأدوية الخاصة بعلاجاتهم، ومن عدم قدرتهم على مواجهة تداعيات ذلك الاقتصادية، فضلاً عن الآثار الصحية.
وتصل تكاليف بعض الأدوية إلى نحو ألف دولار أميركي لحقنة واحدة من العلاج الكيميائي، من دون احتساب تكاليف جرعات العلاج بالأشعة والأدوية المهدّئة للألم. كذلك لا تتوفّر في العراق مستشفيات كثيرة متخصصة في أمراض السرطان، ولم يُسجّل إنشاء أيّ مستشفى جديد في خلال الأعوام التسعة عشر الماضية، وكلّ ما يتوفّر يأتي من ضمن البنى التحتية للمستشفيات العراقية المشيّد بعضها منذ 50 عاماً.
وتخصّص الحكومة العراقية موازنة سنوية لاستيراد أنواع مختلفة من الأدوية بهدف توزيعها على المستشفيات الحكومية والمراكز التابعة لها، لكنّ مرضى السرطان لا يحصلون على أكثر من 30 في المائة من احتياجاتهم الفعلية فيما يشترون المتبقّي على نفقاتهم الخاصة.