استنكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير نشرته اليوم الخميس، استقبال المملكة المتحدة عائلات طلبت اللجوء تضمّ أطفالاً، في أماكن إقامة مؤقتة وسط ظروف "غير إنسانية" وغير مناسبة، إذ يتآكلها العفن والرطوبة والفئران.
وخلصت "هيومن رايتس ووتش" وكذلك منظمة "جست فير" للدفاع عن حقوق الإنسان، في تقرير مؤلّف من 100 صفحة، إلى أنّ هذه الظروف "المروّعة" هي نتيجة "فشل" السياسات العامة "في خلال فترة طويلة".
🚨New research 🚨
— Just Fair (@JustFairUK) September 14, 2023
Children and families seeking asylum face dire conditions with serious impacts on their right to housing, health, education, and food – our new joint report with @hrw
A thread 🧵1/11https://t.co/F6lBqH02VY pic.twitter.com/o4M1wP8dt4
وأوضحت المنظمتان أنّهما، بهدف كتابة التقرير، أجرتا مقابلات مع أكثر من 50 طالب لجوء، من بينهم 27 طفلاً، يعيشون أو عاشوا أخيراً في مساكن مؤقتة في إنكلترا.
وقد أشارت أسر عديدة إلى أنّها اضطرت إلى قضاء أشهر هناك، وأحياناً أكثر من عام، على الرغم من هدف الحكومة المتمثّل في نقل الأسر التي تضمّ أطفالاً إلى مساكن أكثر استدامة في غضون 19 يوماً.
وسلّطت المنظمتان الضوء في تقريرهما على صعوبات تحدّث عنها طالبو اللجوء، من بينها ضيق المساحة، والرطوبة، والعفن، وانتشار آفات، وصعوبة الوصول إلى طعام، وعدم القدرة على الطهو وإرسال الأطفال إلى المدرسة، إذ إنّ هؤلاء لا يستطيعون الالتحاق بالمدارس على الفور.
وقالت مديرة قسم المملكة المتحدة في "هيومن رايتس ووتش" ياسمين أحمد إنّ "السكن غير الإنساني وغير المناسب للأشخاص الباحثين عن أمان ليس مقبولاً على الإطلاق، وبالتأكيد ليس في سادس أكبر اقتصاد في العالم". أضافت أنّه "تتوجّب على حكومة المملكة المتحدة إعادة توجيه تمويلها نحو الإسكان طويل الأجل والدعم الاجتماعي".
وتحاول الحكومة البريطانية الحدّ من الوصول غير النظامي للمهاجرين، وهو موضوع حساس سياسياً في البلاد، لا سيّما عبر اجتياز بحر المانش المحفوف بالمخاطر على متن قوارب صغيرة.
ويمنع قانون جديد المهاجرين الوافدين بطريقة غير نظامية من طلب اللجوء، وينصّ على نقلهم إلى دولة ثالثة مثل رواندا، لكنّ هذه التدابير معلّقة بسبب دعاوى قانونية.
كذلك يريد المحافظون الحاكمون تخفيض تكلفة إسكان طالبي اللجوء، عبر استخدام سفن أو قواعد عسكرية مهجورة.
وفي خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، اضطرت المجموعة الأولى من المهاجرين التي صعدت على متن "بيبي استوكهولم" وهي بارجة ضخمة راسية في ميناء بورتلاند في جنوب غرب البلاد، إلى مغادرتها، بسبب اكتشاف بكتيريا في المياه على متنها.
وشدّدت "هيومن رايتس ووتش" و"جست فير" على أنّه "ينبغي عدم استخدام السفن والثكنات والمرافق المماثلة (...) لإيواء طالبي اللجوء في المملكة المتحدة". أضافتا أنّه "بدلاً من ذلك، لا بدّ من دعم طالبي اللجوء ليعثروا على سكنهم الخاص في المكان الذي يختارونه ومنحهم الحقّ في العمل خلال درس ملفاتهم".
(فرانس برس)