"هيومن رايتس ووتش" تحث مجلس الأمن الدولي على حماية المدنيين في دارفور

27 نوفمبر 2023
أكثر من 6 ملايين شخص تركوا منازلهم في السودان بسبب الحرب (أشرف شاذلي/فرانس برس)
+ الخط -

طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، ببحث كافة الخيارات من أجل حماية المدنيين في إقليم دارفورالسوداني، بعد هجمات أسفرت عن مقتل مئات المدنيين.

وجاء في تقرير لـ"هيومن رايتس ووتش": "أظهرت صور الأقمار الصناعية الملتقطة في الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الثاني تأثير القصف على البنية التحتية المدنية والعسكرية، وأعمال النهب والحرق المتعمد في مخيم أرداماتا للنازحين وما حوله. كما تظهر ما يحتمل أن يكون مقابر وجثثا ملقاة في الشوارع".

واجتاح المهاجمون المخيم ومناطق سكنية قريبة كانت مأهولة إلى حد كبير بأفراد قبيلة المساليت الأفريقية، وغيرها من الجماعات غير العربية.

وتقول مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن نحو 800 شخص قتلوا خلال الهجمات في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في مخيم أرداماتا.

وأجرت "هيومن رايتس ووتش" مقابلات مع 20 شخصا من المساليت (مجموعة عرقية في دارفور) فرّوا من أرداماتا إلى شرق تشاد بين الأول والعاشر من نوفمبر/تشرين الثاني، وبينهم ثلاثة جنود من القوات المسلحة السودانية، وصفوا موجة من عمليات القتل والقصف والاحتجاز غير القانوني والعنف الجنسي وسوء المعاملة والنهب.

وقالوا إن "قوات الدعم السريع" ومليشيات متحالفة معها أطلقت النار على مدنيين أثناء فرارهم، وأعدمت أشخاصا في منازلهم وملاجئهم، وفي الشوارع.

وصرح مزارع من المساليت (45 عاما)، بأن رجال المليشيات العرب دخلوا برفقة مركبات قوات الدعم السريع، المنزل الذي كان يحتمي فيه بمخيم أرداماتا في 7 نوفمبر/تشرين الثاني، وأوقفوا سبعة رجال أمام المنزل.

ونقلت "هيومن رايتس ووتش" عن المزارع نفسه قوله: "أمروني بالخروج من المنزل. وما إن خرجت، حتى أطلق واحد أو اثنان من العرب النار على الرجال السبعة من مسافة قريبة، وأعدموهم فورا. كلهم كانوا يرقدون هناك على الأرض. قال لي أحد المهاجمين: هل ترى كم قتلنا؟̔ ثم أمروني بعد ذلك بأن أغادر البلدة".

من جانبه، قال محمد عثمان، باحث في شؤون السودان في "هيومن رايتس ووتش": "أحدث أعمال القتل العرقي التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في غرب دارفور تحمل سمات حملة منظمة من الفظائع ضد المدنيين من قبيلة المساليت. يجب على مجلس الأمن الدولي إنهاء تجاهله للحاجة الماسة لحماية المدنيين في دارفور".

وأضاف عثمان: "لقد تجاهلت الأطراف الإقليمية والدولية التحذيرات التي يطلقها الناجون منذ أشهر بشأن مخاطر وقوع مزيد من الفظائع في غرب دارفور. على مجلس الأمن اتخاذ تدابير ملموسة لمعالجة الوضع الخطير، وفرض عقوبات على القادة الرئيسيين، والسعي إلى إطلاق سراح المحتجزين بشكل غير قانوني، ودعم جهود المساءلة في المنطقة”.

من جهته، لم يردّ المتحدث باسم "قوات الدعم السريع" على مكالمات أسوشييتد برس الهاتفية لطلب التعليق، كما قالت "هيومن رايتس ووتش" إن "الدعم السريع" لم تعلق على النتائج التي توصلت إليها.

يذكر أن "الدعم السريع"، والتي ولدت من رحم مليشيات الجنجويد سيئة السمعة، تخوض حربا ضد الجيش السوداني منذ منتصف إبريل/نيسان الماضي، جاءت بمثابة انفجار بعد أشهر من التوتر، وتحولت إلى قتال مفتوح في العاصمة الخرطوم ومناطق حضرية أخرى في السودان.

ودمرت الحرب السودان، وأجبرت أكثر من 6 ملايين شخص على ترك منازلهم، إما إلى مناطق أكثر أمانا داخل السودان، أو إلى بلدان مجاورة.

(أسوشييتد برس)

المساهمون