"هيومن رايتس ووتش" تتهم الدعم السريع بجرائم جنسية

16 ديسمبر 2024
تقول الأمم المتحدة إن جرائم العنف الجنسي معمّمة في السودان، 6 يونيو 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اتهمت "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم عنف جنسي واسعة في جنوب كردفان، مستهدفة نساء وفتيات من أعمار مختلفة، بما في ذلك من الإثنية النوبية، في سياق حرب دامية مستمرة منذ أكثر من عام ونصف.

- التقرير يروي قصصاً مروعة عن اغتصاب جماعي واستعباد، حيث تعرضت النساء للاعتداء في منازلهن أو اختطفن إلى قواعد عسكرية، مما يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي.

- دعت المنظمة المجتمع الدولي للتحرك العاجل لحماية الضحايا وضمان العدالة، مؤكدة على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات دولية لحماية المدنيين.

اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير نشرته اليوم الاثنين، قوات الدعم السريع ومليشيات متحالفة معها في السودان بارتكاب جرائم عنف جنسي واسعة في ولاية جنوب كردفان، في وقت تشهد البلاد حرباً دامية منذ أكثر من عام ونصف العام. وأورد التقرير: "تعرّضت عشرات النساء والفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاماً لعنف الجنسي، وبعضهن من الإثنية النوبية التي ينتمي إليها أفراد من الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال التي تقاتلها قوات الدعم السريع في ولاية جنوب كردفان أيضاً".

وتحدث التقرير عن "تعرّض الكثير من الضحايا لاغتصاب جماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن، وغالباً أمام عائلاتهن، كما خطفت بعضهن واستُعبدن". ونقل عن امرأة نوبية في الـ35 من العمر قولها إن "ستة مقاتلين من قوات الدعم السريع اقتحموا مسكن عائلتها واغتصبوها بعدما قتلوا زوجها وابنها لدى محاولتهما الدفاع عنها". وروت امرأة ثانية في سن الـ18 أن "مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها مع 17 امرأة وفتاة من فايو إلى قاعدة عسكرية في فبراير/ شباط الماضي، واحتجزوهن في ظروف استعباد مع ربط بسلاسل أحياناً مع 33 امرأة وفتاة أخريات كن هناك أصلاً، وتعرّضن جميعهن لاغتصاب وضرب".

وعرض التقرير أيضاً لقصة هبة (22 عاماً) التي فرت من منزلها في كادقلي التي اجتاحها القتال أيضاً نهاية عام 2023، وحين مرت عائلتها عبر ضواحي بلدة قريبة اقترب منهم أفراد من قوات الدعم السريع وأجبروهم على الركوع على الأرض، ثم قتلوا والدها ووالدتها وزوجها بعدما رفضوا تنفيذ أوامرهم، قبل أن يغتصبوا هبة وأختها.

واعتبرت المنظمة أن "هذه الحالات من العنف الجنسي هي انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي وقوانين الحرب، وجرائم حرب". ودعت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة". ولفتت إلى أن "أعمال العنف الجنسي تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جدية لحماية المدنيين وتحقيق العدالة".

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، قد حذّر خلال زيارة السودان أخيراً من "وباء عنف جنسي تتعرّض له النساء في البلد الغارق في الحرب". ووصف نطاق الاعتداءات الجنسية بأنه "غير مقبول". وفي نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قالت الأمم المتحدة إنّ "جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت معمّمة". وأوضحت أنّها أجرت تحقيقاً أكد أنّ معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع. وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان، محمد شاندي عثمان: "صُعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي في السودان. وضع المدنييّن الأكثر حاجة، لا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلّب معالجة سريعة، ولا يوجد مكان آمن في السودان الآن".
(فرانس برس)

المساهمون