هل يمكن لأصحاب العمل في الولايات المتحدة حث الموظفين على تلقي اللقاح؟

20 ديسمبر 2020
يمكن لأرباب العمل منع موظفيهم من ارتياد مكان العمل إذا رفضوا التلقيح (جون ماك دونل/Getty)
+ الخط -

مع تزايد الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، والاستعدادت الحكومية لبدء مرحلة التطعيم، ترى الحكومة الفيدرالية  أنّ مساعدة أرباب العمل في حثّ موظفيهم للحصول على اللقاح، سينعكس إيجاباً لعودة الحياة إلى سابق عهدها.
واعتبرت الحكومة أنّ أرباب العمل يمكنهم أن يلعبوا دوراً هاماً في مكافحة فيروس كورونا، إذ يمكنهم منع موظفيهم من ارتياد مكان العمل، إذا رفضوا تلقي اللقاح.
ويرى خبراء الصحة العامة بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنّ أرباب العمل يلعبون دوراً مهماً في تطعيم عدد كافٍ من الناس، للوصول إلى مناعة القطيع والتعامل مع جائحة أودت بحياة أكثر من ثلاثمئة ألف أميركي. إذ يقول الخبراء "إنّ التطعيمات المنتشرة ضدّ فيروس كورونا، ستمنع الناس من الموت، وتعيد تنشيط الاقتصاد، وتساهم في عودة الحياة الطبيعية".
في المقابل، فإنّ دور أرباب العمل في المساهمة للوصول إلى مناعة القطيع، تعوقه العديد من التحديات، منها أنّ معظم الأميركيين لا يزالون يخافون من اللقاح.
فقد أظهر استطلاع حديث للرأي، شمل حوالي ألفي رجل إطفاء في مدينة نيويورك، أنّ ما يقرب من 55 في المائة، قالوا "إنّهم لن يحصلوا على اللقاح إذا عرضته إدارتهم عليهم، وفقًا لشبكة "سي أن أن" الأميركية".
وقال 42 بالمائة فقط من الأميركيين السود، إنّهم يعتزمون التطعيم، وفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة بيو للأبحاث. وأشار 58 بالمائة من الأميركيين إلى أنّهم سيحصلون على اللقاح، وفقاً لمسح أجرته مؤسسة "غالوب" في شهر نوفمبر/تشرين الثاني.

توجيهات حثيثة
كان أرباب العمل ينتظرون توجيهات من لجنة تكافؤ فرص العمل في الولايات المتحدة، وهي الوكالة التي تفرض قوانين ضدّ التمييز في مكان العمل، للحصول على موافقة إلزام العمّال باللقاح، لأنّ مطالبة الموظفين بالخضوع لاختبار فيروس كورونا يلامس القضايا الطبية الشائكة والمتعلّقة بالخصوصية التي يغطّيها قانون الأميركيين ذوي الإعاقة لعام 1990.
يحدّ قانون الإعاقات من قدرة أصحاب العمل على طلب فحوص طبية، مثل اختبارات الدم، وتحاليل التنفّس، وفحص ضغط الدم. هذه إجراءات أو اختبارات، غالباً ما يتم إجراؤها في بيئة طبية تسعى للحصول على معلومات حول الظروف البدنية أو العقلية للموظف.
وبحسب اللّجنة فإنّ إعطاء لقاح كورونا للعامل من قبل صاحب العمل، لا يتوافق مع هذا التعريف، وترى اللّجنة أنّه "إذا تمّ إعطاء لقاح لموظف من قبل صاحب العمل للحماية من الفيروس، فإنّ صاحب العمل لا يمكنه السعي إلى الحصول على معلومات حول إعاقات الفرد أو الحالة الصحية الحالية".
وقالت اللجنة على موقعها على الإنترنت، "إنّ مطالبة الموظف بإظهار دليل على حصوله على لقاح فيروس كورونا لن يرقى إلى مستوى الاستفسار المتعلّق بالإعاقة". وأضافت: "هناك العديد من الأسباب التي قد تفسّر سبب عدم تلقي الموظف اللقاح، والتي قد تكون مرتبطة بالإعاقة أو لا".
ومع ذلك، قد يحتاج أصحاب العمل إلى توخي الحذر بشأن كيفية تعاملهم مع هذه العملية، إذ يمكن أن تنتهك خصوصية العمّال، كما أنها تجبر أرباب العمل أن يُظهروا أنّ ضرورة أخذ اللقاح مرتبطة  بظروف العمل وتتوافق مع ضرورة العمل".

ردات فعل سلبية

سلّط المذيع، تاكر كارلسون، هذا الأسبوع، الضوء في برنامجه على قناة "فوكس نيوز" على قصص عدد صغير من الأميركيين الذين كانت لديهم ردات فعل سلبية تجاه لقاح فايزر. وحذّر الخبراء الذين يدرسون التطرّف من أنّ الجماعات التي احتجّت على نتائج الانتخابات والإغلاق في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تحوّل اهتمامها الآن إلى حركة مناهضة اللقاحات.
وتأتي موجة الاحتجاجات هذه، في الوقت الذي لايزال اللقاح يواجه تحديات وعلامات استفهام عديدة، منها ما يتعلّق بطرق توزيعه. وتواجه الولايات المتحدة واحدة من أسوأ مراحل انتشار الوباء، بعدما أبلغت الإدارة الأميركية وفاة نحو 3 آلاف مريض بكوفيد-19، في يوم واحد، هذا الأسبوع.
بينما تستعد الحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات لجهود التلقيح على نطاق واسع، لا تزال رسائل إدارة ترامب بشأن الوباء مشوّشة، فقد استضاف على سبيل المثال، نائب الرئيس، مايك بنس، قبل أيام فقط، عدداً من المدعوّين في مقر إقامته، والتقط الضيوف صوراً بدون أقنعة، وفقاً للحاضرين. وبعدها بأيام، تلقى بنس، أول لقاح له على الهواء مباشرةً. وانضمّت إليه في العملية زوجته، كارين بنس، والجراح العام، جيروم آدامز، ما يشير إلى توجّه القياديين في الدول إلى تناول اللقاح، وتشجيع المواطنين، استعداداً للعودة إلى الحياة الطبيعية.

المساهمون