هل تكبح "بيغاسوس" سرقات متاجر بريطانيا؟

13 سبتمبر 2024
تزايدت جرائم سرقة متاجر التجزئة في برطانيا (ميك كيمب/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **مبادرة "بيغاسوس" وتعاون الشرطة وتجار التجزئة**: أطلقت وحدة "عملية أوبال" ضمن مبادرة "بيغاسوس" لمكافحة الجريمة المنظمة في المملكة المتحدة، بالتنسيق مع 43 قوة شرطة، وحددت 152 مجرماً رئيسياً خلال الأشهر الثلاثة الأولى.

- **التحديات والحلول المقترحة**: يشير البروفيسور مارتن جيل إلى أهمية التعاون بين الشرطة وتجار التجزئة في تمويل المبادرة، مع استخدام أحدث التقنيات وتدريب الموظفين. تعمل منظمة "تجار التجزئة ضد الجريمة" على تبادل المعلومات مع الشرطة في أيرلندا الشمالية واسكتلندا.

- **التقنيات الأمنية وتدابير الحماية**: توصي الشركات باستخدام تقنية التعرف على الوجوه وكاميرات المراقبة. تقدم سلسلة متاجر "سينسبري" مثالاً باستخدام كاميرات يرتديها الموظفون وزيادة أفراد الأمن، وتدعم مشروع "بيغاسوس" لتحسين الأمان.

رغم الانتقادات الموجهة إلى مكافحة الشرطة البريطانية توسع جرائم سرقة المتاجر، تسعى مبادرة "بيغاسوس" لمكافحة الجريمة المنظمة إلى استخدام التكنولوجيا وعقد شراكات مع تجّار التجزئة.

مع تصاعد جرائم سرقة المتاجر في المملكة المتحدة، أطلقت وحدة "عملية أوبال" التي أُنشئت هذا العام لتعزيز التصدي للأنشطة الإجرامية ضمن مبادرة "بيغاسوس" لمكافحة الجريمة المنظمة، وهي تعمل بالتنسيق مع 43 قوة شرطة في إنكلترا وويلز، ونجحت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عملها في تحديد 152 مجرماً رئيسياً.
ويعرب المسؤول في "اتحاد التجزئة البريطاني"، غراهام وين، عن قلقه من تزايد الجرائم، وامتلاك اللصوص أسلحة متطورة، ما يستلزم موقفاً حازماً من الشرطة، ويقول لـ "العربي الجديد": "سرقة المتاجر تشكل تحدياً كبيراً للشركات والمجتمعات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، والإجراءات غير الكافية من قبل الشرطة، منحت المجرمين حرية أكبر في سرقة البضائع. رصدنا الأحدث أظهر أن خسائر السرقة تضاعفت خلال العام الماضي، لتصل الخسائر إلى 1.8 مليار جنيه إسترليني، فيما أنفق تجار التجزئة 1.2 مليار جنيه إسترليني إضافية على تدابير لمكافحة جرائم السرقة".
بدوره، يقول خبير علم الجريمة البروفيسور مارتن جيل، لـ "العربي الجديد"، إنّ نجاح "عملية أوبال" في الحد من جرائم السرقة مؤشر إيجابي، ويؤكد أهمية التعاون بين الشرطة وتجار التجزئة في تمويل مبادرة "بيغاسوس" لمكافحة الجريمة المنظمة، وأن هذا النهج كان منتظراً منذ فترة طويلة.
ويؤكد جيل أن "تجار التجزئة والشرطة في حاجة إلى العمل معاً، إذ لا يمكن لأي طرف وحده معالجة المشكلة، وهذا يتطلب تركيزاً من الجانبين، وسنحتاج إلى تقييم النتائج لاحقاً. في ما يتعلق بالاستراتيجيات اللازمة، يعتبر تحديد المجرمين واعتقالهم ومحاكمتهم أمراً ضرورياً، لكن يلفت التركيز على هذا الجانب في تجارة التجزئة كان محدوداً خلال السنوات الأخيرة. وأحذر من افتراض أن السجن وحده سيحل المشكلة، فهناك دائماً من يحل محل المجرمين المعتقلين".

ويشدّد على أن الحل يتطلب ضرورة أن يطمئن تجار التجزئة إلى أنهم يمتلكون أحدث التقنيات، ويتم تطبيقها بشكل فعال، إلى جانب تدريب الموظفين وفرق الأمن ودعمهم، وتسليط الضوء على الخدمات التي يقدمها قطاع الأمن، والتي غالباً ما تكون غير ظاهرة، ويبقى تأثيرها محدوداً من دون دعم تجار التجزئة.
وتقول المديرة العامة لمنظمة "تجار التجزئة ضد الجريمة"، ماكسين فريزر، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "المنظمة أصبحت شراكة وطنية غير ربحية منذ عام 1997، وهي تغطي جرائم البيع بالتجزئة في اسكتلندا وأيرلندا الشمالية وشمال غربي إنكلترا. تساعد المنظمة في تقديم المعلومات عن جماعات الجريمة المنظمة رغم مواجهة تحديات كبيرة مع هذه الجرائم التي تشكل نحو 40% من الخسائر الفعلية المبلّغ عنها".

توقيف أحد لصوص المتاجر في بريطانيا (ريتشارد بيكر/Getty)
توقيف أحد لصوص المتاجر في بريطانيا (ريتشارد بيكر/Getty)

وتشير فريزر إلى أن "هناك عصابات منظمة تتكون من أسر كاملة، وتستهدف أسلوب حياة معين، أو يعاني أفرادها الإدمان، والمنظمة أبرمت اتفاقيات لتبادل المعلومات مع الشرطة في أيرلندا الشمالية واسكتلندا، ولدينا نقطة اتصال مع مكتب الاستخبارات الوطني الاسكتلندي. نحرص على تزويد الأعضاء بالمعلومات التي تساعدهم في اكتشاف الجرائم ومنعها بشكل يومي. لكن المجرمين المرتبطين بالجريمة المنظمة لا يتحركون فقط عبر اسكتلندا، بل هناك من يسافرون أيضاً عبر أيرلندا الشمالية وشمال غربي إنكلترا".
تتابع: "نواجه تحديات مع عصابات أخرى، نطلق عليها اسم (المنتخب الوطني الأجنبي)، لأن أعضاءها يدخلون ويخرجون من المملكة المتحدة، ورغم نجاحاتنا السابقة في مواجهة هذه العصابات، حددنا الشهر الماضي 147 لصاً، وتظهر إحصاءاتنا الإبلاغ عن 867 حادثاً في يوليو/تموز الماضي، وهو عدد جرائم أقل قليلاً من المعتاد، إذ يبلغ المتوسط نحو ألف حادث شهرياً".
وأما البضائع المستهدفة من قبل اللصوص، فتقول فريزر إن البقالة تأتي في المرتبة الأولى، تليها المشروبات الكحولية، ثم الملابس، وتشير إلى أن المبالغ المالية المسروقة من المتاجر في اسكتلندا وأيرلندا الشمالية وشمال غربي إنكلترا خلال النصف الأول من العام الحالي بلغت 888 ألف جنيه إسترليني، مقارنة بـ 1.5 مليون جنيه خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مع زيادة بنسبة 50% عن عام 2022، رغم التقنيات الحديثة لمكافحة الجريمة".

وتوضح أن "الشركات توصي باستخدام تقنية التعرف على الوجوه، وتنبيه الموظفين عبر كاميرات المراقبة، ويقوم فريق المنظمة بتحليل المعلومات المتعلقة بالمجرمين وأساليبهم لتوفير تحذيرات للأعضاء، وتمكينهم من الكشف عن الجرائم".
وفي ردها على "العربي الجديد"، تقدّم المسؤولة التنفيذية عن العلاقات الإعلامية في سلسلة متاجر "سينسبري"، ماري غولدينج، تفاصيل عن الخطط الأمنية التي تضع سلامة الموظفين والعملاء في مقدمة أولوياتها. وتشير إلى أنهم كانوا أول سلسلة تجزئة تستخدم كاميرات يرتديها الموظفون منذ عام 2018، وتستخدم الآن في جميع الفروع، كما زادت الشركة من عدد أفراد الأمن، واستخدمت تدابير إضافية مثل الأبواب الأمنية.
وتوضح غولدينج أن "سينسبري تدعم مشروع (بيغاسوس) لمكافحة الجريمة المنظمة، وتستثمر بقوة في تحسين الأمان في متاجرها، كما تواصل نشر الكاميرات في المتاجر الكبرى، وتركيب أنظمة الأمن في المتاجر الصغيرة، مع إجراء تجارب دورية للتأكد من نجاعة تقنيات الأمن الجديدة".

المساهمون