ظروف قاسية وأنواع مختلفة من التعذيب الجسدي واللفظي عانت منها المعتقلة هدى عواد خلال نقلها ما بين الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري، ولا تخفي أنّها تمنّت في أثنائها الموت الذي بات أهون عليها من البقاء في السجن والتعرّض للتعذيب.
تحدّثت هدى عواد، من مدينة الزبداني بريف دمشق، لـ"العربي الجديد"، عن الفظائع التي عانت منها منذ اعتقالها في 28 أغسطس/ آب من عام 2015 بتهمة تمويل الإرهاب، وقالت: "لا أحد يعرف تهمته الحقيقية في السجن أو لماذا اعتقل. نقلوني إلى النبك، وبعدها إلى فرع السياسية في منطقة المزّة بدمشق، وهناك بقيت أربعة أشهر ونصف شهر. وهو أكثر فرع يُمارس التعذيب فيه. عذّبونا باستخدام الكهرباء وضربونا. أمّا الكلام الذي كانوا يتفوّهون به، فكان أصعب من الضرب بالنسبة إليّ".
أضافت عواد: "بعد ذلك نُقلنا إلى الفيحاء، حيث بقينا لمدّة شهرَين. ثمّ اقتادونا كالأغنام إلى سجن عدرا، حيث بقيت تسعة أشهر، ومنه إلى الشرطة العسكرية. وعند وصولي إلى الشرطة العسكرية، سألوني ما الذي أفعله هنا، لكون الشرطة العسكرية اختصاصها ذكور. ونقلوني إلى مخفر قبل نقلي إلى محكمة. وبعدها إلى الفرع 27 حيث بقيت محتجزة لمدّة 34 يوماً، ثمّ إلى فرع الخطيب الذي بقيت فيه مدّة ثلاثة أيام. أمّا التهمة الموجّهة إليّ، فتمويل المسلحين. وقالوا إنّ أولادي مسلحون وزوجي مسلح، وقد اعترف عليّ، لكونه اعتُقل قبلي كما كانوا يدّعون".
وكانت التهمة معدّة مسبقاً من قبل المحققين أو الجلادين، مثلما أشارت عواد. فهي كانت مجبرة على ترديد التهم لتُكتب في محضر التحقيق. أضافت: "بعدها قالوا لي أنتم تعملون في جهاد النكاح مع المسلحين، وضربني المحقق حتى أعترف، وأهانني بالكلام. قلت له: اكتب ما تريد، فأجاب بأنّ عليّ أن أردّد التهمة وأعترف بها كما يقول هو. وعذّبني بالكهرباء، وضربني، وراح يتفوّه بكلام بذيء ويهددني بالاغتصاب، ويهددني بالنقل إلى صيدنايا. هكذا كانت تهمتي، تمويل الإرهاب والمسلحين".
وهدى من الناجيات القليلات اللواتي خرجنَ من سجون النظام السوري، وتمكنّ من نقل صورة عن واقع مأساوي تعيشه المعتقلات في تلك السجون، من تعذيب جسدي ولفظي، وتهديد بالاعتداء الجنسي، وحتى الاعتداء والاغتصاب.
وتفيد تقارير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" بأنّ 9774 امرأة ما زلنَ قيد الاعتقال والاختفاء القسري، ومنهنّ 8096 مغيّبات في سجون النظام ومعتقلاته".