بات سكان جزيرة الوراق النيلية المصرية ليلتهم في هدوء حذر، بعد الإفراج عن عدد من سكان الجزيرة أُلقي القبض عليهم في خلال مواجهات مع قوات الأمن المصرية، احتجاجاً على تهجيرهم القسري وتحويل الجزيرة إلى مشروع استثماري.
وأفرجت قوات الأمن المصرية، في وقت متأخّر من مساء أمس الثلاثاء، عن 23 من أهالي الوراق بعد توقيفهم في المواجهات التي اندلعت بين مئات من سكان الجزيرة وقوات الجيش والشرطة التي اقتحمتها بالمدرّعات.
يُذكر أنّ الأهالي تصدّوا لتلك القوات بالحجارة، في مشهد مؤسف أشعل غضب المصريين وعبّروا عنه على منصات التواصل الاجتماعي.
وقد أظهرت تسجيلات فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي نقلت بثاً حياً لمواجهات سكان جزيرة الوراق وقوات الأمن المصرية، الاشتباك ما بين السكان والمدرّعات إذ راحوا يرمونها بالحجارة فيما كانت هي تطلق صوبهم قنابل الغاز المسيل للدموع.
لكنّ هذا الهدوء الحذر قد ينتهي بين لحظة وأخرى، خصوصاً في ظلّ استمرار الحكومة المصرية في تنفيذ خطّتها الهادفة إلى إخلاء الجزيرة وتحويلها إلى منطقة استثمارية تحت اسم "مدينة حورس"، وتوقّعات بتتجدّد مواجهات الأهالي مع السلطات المصرية.
وفي يوليو/ تموز الماضي، كشفت الهيئة العامة للاستعلامات تغيير اسم جزيرة الوراق إلى مدينة حورس، وأنّ تكلفة المشروع تصل إلى 17.5 مليار جنيه مصري (نحو 915 مليون دولار أميركي)، وأنّ دراسة الجدوى قدّرت الإيرادات الكلية بنحو 122.54 مليار جنيه (نحو 6.4 مليارات دولار)، وأنّ الإيرادات السنوية تبلغ 20.422 مليار جنيه (1.07 مليار دولار) لمدّة 25 عاماً.
وأشارت الهيئة العامة للاستعلامات إلى أنّ المشروع يضمّ ثماني مناطق استثمارية ومنطقة تجارية ومنطقة إسكان متميّز، كذلك سوف تُنشأ حديقة مركزية فيه ومنطقة خضراء و2 مارينا وواجهة نهرية سياحية، إضافة لمنطقة ثقافية وكورنيش سياحي.