توصّلَت مجموعة من العلماء إلى إنتاج نماذج مشابهة للجنين البشري من دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات، الأمر الذي يفتح المجال أمام طرق جديدة للبحوث المتعلقة بحالات الإجهاض اللاإرادي والعيوب الخلقية، غير أنّه يثير في الوقت نفسه مسائل تتعلق بالأخلاقيات.
ونشر العلماء بحثهم في مجلة "نيتشر" العلمية، أمس الأربعاء، وشرحوا فيه كيفية تمكّنهم من تكوين نموذج جنين بواسطة الخلايا الجذعية الجنينية البشرية.
Nature research paper: Complete human day 14 post-implantation embryo models from naïve ES cells https://t.co/LFDo9CGmIv
— nature (@Nature) September 6, 2023
وقد رأى علماء في هذا البحث إنجازاً "مثيراً للإعجاب" قد يكشف أسرار الأيام الأولى من الحمل، عندما تكون حالات الفشل أكثر شيوعاً.
لكنّ نتائج هذا البحث تشكّل أيضاً مادةً للجدال حول قواعد أكثر وضوحاً، في ما يتعلق بأخلاقيات التكوين المخبري للنماذج الجنينية البشرية.
وقد أنتجت مجموعة الباحثين بقيادة الفلسطيني يعقوب حنا، من معهد "وايزمان" للعلوم، نماذج شبيهة بالأجنّة البشرية البالغة 14 يوماً، وهو الحدّ المسموح به قانوناً لهذا النوع من الأبحاث في دول عدّة، إذ تبدأ بعد ذلك أعضاء مثل الدماغ في التطوّر.
📣 Our fun journey continues - latest lab preprint is now out in @Nature
— Jacob (يعقوب) Hanna (@jacob_hanna) September 6, 2023
Check out in great detail how we derive Complete and Structured human day 14 post-implantation embryo models (SEMs) solely from unmodified HENSM naïve ESCs@Beroldak @EmilieWildschu1 @vlad_bndk @noashefi… pic.twitter.com/BP3wduxL1H
وأكّد الباحثون أنّ دراستهم تختلف عن سابقاتها حول هذا الموضوع، لأنّهم يستخدمون خلايا معدّلة كيميائياً لا وراثياً، ولأنّ نماذجهم تشبه إلى حدّ كبير الأجنّة البشرية مع الكيس المحي والتجويف السلوي.
في هذا الإطار، قال الباحث جيمس بريسكو من معهد "فرانسيس كريك" في لندن إنّ أوجه التشابه هذه قد تجعل هذه النماذج أكثر فاعلية في البحوث المتعلقة بحالات الإجهاض اللاإرادي والتشوّهات الخلقية والعقم.
وأشار بريسكو، لوكالة "فرانس برس"، إلى أنّ النموذج الذي أُنشئ "يُنتج، بحسب ما يبدو، مختلف أنواع الخلايا التي تشكّل الأنسجة في هذه المرحلة المبكّرة من النمو". ورأى أنّ هذه الدراسة "تُعَدّ خطوة نحو فهم فترة من التطوّر البشري تؤدّي إلى فشل حالات حمل كثيرة، والتي كانت دراستها تتّسم دائماً بصعوبة بالغة إلى الآن".
وشدّد الباحثون الذين أعدّوا هذه الدراسة، وكذلك علماء آخرون، على أنّه لا ينبغي أن تُعَدّ النماذج التي كُوِّنَت أجنّة بشرية.
وأكّدت الدراسة أنّ النماذج "تشبه إلى حدّ كبير الأجنّة البشرية، غير أنّها ليست مطابقة لها".
وفي سياق متصل، قال الخبير في علوم الخلايا في جامعة "ريدينغ" الإنكليزية داريوس وايديرا إنّ هذه الدراسة وغيرها من الأبحاث الحديثة تظهر أنّ "نماذج الأجنّة البشرية صارت أكثر تطوّراً وأقرب إلى ما يمكن أن يحدث في أثناء التطوّر الطبيعي".
وتابع وايديرا أنّ البحث يؤكّد أنّ "قيام إطار تنظيمي قوي صار أمراً ضرورياً أكثر من أيّ وقت مضى".
(فرانس برس)