نقل جثامين داخل شاحنة مكشوفة يثير غضباً واسعاً في العراق

نقل جثامين داخل شاحنة مكشوفة يثير غضباً واسعاً في العراق

05 يوليو 2022
السيارة محملة بالجثث في شوارع محافظة بابل العراقية (تويتر)
+ الخط -

أثار نقل جثامين مجهولة الهوية في سيارة مكشوفة من محافظة بابل جنوبي العراق، إلى محافظة النجف، من أجل دفنها، غضباً واستياء كبيرين، واعتبرها البعض انتهاكاً لحرمة الأموات، وعدم احترام لعادات المجتمع.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لشاحنة صغيرة تحمل 9 جثث مكدسة فوق بعضها، في شوارع محافظة بابل، في حين ردت دائرة صحة المحافظة، أنها غير مسؤولة عن النقل.
وقال مدير إعلام صحة بابل، علي جبار، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية، إن "9 جثث مجهولة الهوية تجاوزت مدة الحفظ القانونية لدى الطب العدلي، وفي مثل هذه الحالات يقوم متبرع بتولي عملية الدفن، وكما توضح الصورة المنتشرة، فإن العجلة (السيارة) عائدة للمتبرع".
وأكد جبار أن "تسليم الجثث للمتبرع ليتم دفنها هو إجراء رسمي، ومسؤولية الطب العدلي تقف عند تسليم الجثث، أما طريقة نقل وحفظ الجثث فهي خارج نطاق مسؤوليتنا".

من جهته، أكد ضابط في أحد الحواجز الأمنية في محافظة بابل، أن الأوراق الأصولية لنقل الجثث كانت قانونية، وأوضح الضابط الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد": "استوقفنا السيارة التي كانت تنقل الجثث، وكان منظر النقل بشعاً، وتأكدنا من أنه استلمها رسمياً من الطب العدلي، فسمحنا له بالمرور. مسؤولية الحاجز الأمني هي التأكد من أن يكون النقل قانونياً".

بدوره، قال مدير العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية، اللواء سعد معن، إن "ملف العثور على الجثث مجهولة الهوية، وإحصاء أعدادها من مسؤولية الوزارة، سواء من خلال الإبلاغ، أو دوريات النجدة، ويتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في موقع الحادث، وجلب الفرق الطبية والأدلة الجنائية لرفع البصمات والمخلفات الجنائية، والتي قد تفيد في معرفة هوية الجثة".
وأشار إلى أن "الإجراءات اللاحقة تتمثل في التنسيق مع الطب العدلي لحفظ الجثة إلى حين اكتمال التحقيقات، وأخذ الموافقات القضائية، وتشريح الجثة لكشف الهوية يكون حصراً بأمر قضائي، لمعرفة سبب الوفاة، والفترة الزمنية التي حدثت فيها".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد ناشطون ومدونون طريقة نقل الجثث من دون احترام للمتوفين، وقال الطبيب بكر النقيب، إن "رواية الطب العدلي تؤكد أن الجثث مجهولة الهوية. البلد تائه".
وقال الصحافي سيف الهيتي: "تصور أن يكون منظر الجثث عادياً، فالأصعب أنها مجهولة الهوية، ويتم نقلها بواسطة سيارة مدنية أمام أعين الناس، كأنها مواد غذائية أو حمل خضروات".
يشار إلى أن العثور على الجثث المجهولة لا يتوقف في العراق منذ عام 2003، إذ يتكرر بين فترة وأخرى العثور على جثة، وتصنف باعتبارها مجهولة، ولا تكشف التحقيقات عن الجهات التي تقف وراء تلك الجثث.

المساهمون