تعاني منطقة شمال غربي سورية من نقص كبير في عدد حضانات حديثي الولادة مقارنة بعدد الأطفال الذين وُلدوا مبكراً أو يحتاجون إلى عناية ومتابعة صحية ودوائية، خصوصا أولئك المصابين بأمراض في الجهاز التنفسي أو اليرقان.
أيضاً يحتاج الأطفال الذين يخضعون لعناية في هذه الحضانات إلى إشراف أطباء متخصصين حتى تتحسن أوضاعهم الصحية، وتزول مضاعفات ضعف الولادة والأمراض عنهم.
وقال مدير صحة إدلب الدكتور زهير قراط لـ"العربي الجديد": "نواجه منذ بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مشكلة في عدد أسرّة الاستشفاء الأطفال وحضانات حديثي الولادة، إذ لدينا عدد كبير من الأطفال المصابين بأمراض تنفسية، في حين أن طاقة استيعاب الحالات محدودة، ما يجعلنا نستعين بالقطاع الخاص أحياناً أو ننقل الأطفال إلى تركيا. وقد راسلنا منظمة الصحة العالمية وجهات أخرى في شأن مشكلة نقص الحضانات".
وقال خالد الأحمد الذي رُزق أخيراً بطفلين توأم يحتاجان إلى عناية في حضانة خاصة لـ"العربي الجديد": "تواصلنا مع غالبية المستشفيات للبحث عن حضانة شاغرة، وأبلغنا مسؤولو أكثر من 4 مستشفيات خاصة أن الجهاز المخصص للعناية بالأطفال وحضانة حديثي الولادة غير متوفر، ثم عرضت علينا مستشفى توفير حضانة لطفل واحد بتكلفة 100 دولار في الليلة الواحدة، والوضع المالي صعب، ووضع طفلين يحتاجان إلى جهاز وحضانة في مستشفى خاص أمر مكلف ومجهد للعائلة، علماً أن الأطباء أخبروني أن الطفلين يجب أن يبقيا 10 أيام في الحضانة، ويحصلا على أدوية وتحاليل وصور، وهذا أمر متعب جداً".
وقال الإعلامي محمد قشاش لـ"العربي الجديد": "عانى رضيع لأحد أقربائي من ضيق في التنفس بعد يومين من ولادته فأخذناه إلى مستشفى ابن سينا حيث أبلغنا الأطباء أنه يحتاج إلى حضانة في شكل مستعجل بعد سحب السوائل من جسمه من أجل مساعدته في التنفس، ولم نجد شواغر في المستشفيات المجانية بإدلب وأيضاً تلك الخاصة حيث تبلغ أجرة الليلة 50 دولاراً، ما يعني أن الأمر مكلف للغاية، ثم عدنا مع الطفل إلى البيت فساءت حالته ما اضطرنا إلى نقله مجدداً إلى المستشفى عند الساعة 3 فجراً. ولو عثرنا على حضانة لما عرّضنا حياة الطفل لخطر".
وقال أحمد حمدان، طبيب الأطفال في مستشفى "ابن سينا" التابع للجمعية الطبية الأميركية السورية "سامز"، لـ"العربي الجديد": "تعاني كل مستشفيات المنطقة من ضغط زائد، خصوصاً في حضانات حديثي الولادة، إذ ينتشر التهاب القصيبات الشعرية الذي يصيبهم خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وعدد أسرّة العناية المكثفة والحضانات قليل فنضطر إلى وضع طفلين على كل سرير، كما أن عدد أجهزة التنفس محدود، ونخشى أن تحصل كارثة لأن عدد المستشفيات لا يناسب عدد المرضى، وكل المستشفيات تعمل بثلاثة أضعاف طاقتها".
ويُقدّر بنحو 20 عدد حضانات الأطفال في إدلب ضمن المستشفيات العمومية المدعومة من منظمات إنسانية، وهذا عدد قليل جداً مقارنة بالمطلوب.