نقص تمويل "الأغذية العالمي" يحرم نازحين في مخيمات الشمال السوري من المساعدات

22 فبراير 2022
مهدّد كغيره من النازحين في هذا المخيم بخسارة المساعدات (محمد سعيد/الأناضول)
+ الخط -

 

توقّف دعم بعض مخيمات النازحين في مناطق ريف إدلب شمال غربي سورية، لأسباب منها نقص في تمويل برنامج الأغذية العالمي الذي يعمل مع شركاء في المنطقة على إيصال المساعدات الغذائية بشكل دوري. تُضاف إلى ذلك أسباب أخرى، في مقدّمتها تلاعب يأتي به نازحون في تلك المخيمات للحصول على حصص أكبر من تلك التي يستحقونها.

وتعليقاً على ذلك، قال مدير "فريق منسقو استجابة سورية" محمد حلاج لـ"العربي الجديد": "لم نتدخّل بشكل مباشر في هذه القضية ولم نتحدّث عنها. والسبب أنّ شركاء برنامج الأغذية العالمي لم يتحققوا منذ سنوات من المستفيدين في المخيمات، والشركاء في الوقت الحالي (منهم تكافل، وغلوبال كوميونيتي، وتكافل الشام، وعطاء) أجروا تحقيقاً في المخيمات بناء على طلب البرنامج، واكتشفوا للأسف مشكلات كبيرة؛ أسماء مزورة، وأسماء وهمية، وثبوتيات مزورة، وأخرى غير موجودة، وأشخاص غير موجودين في المخيمات، بالإضافة إلى التوجّه إلى استبدال السلة الغذائية بقسيمة شرائية، فيما حُرم بعض الناس من السلة".

ولفت حلاج إلى أنّ "الفريق طالب ويطالب بحلّ عادل"، موضحاً "نحن من المطالبين باستبدال السلة الغذائية بالقسائم، إذ إنّ ذلك يتيح للنازح أن يختار ما يحتاج إليه، بالإضافة إلى تخفيف المشكلات والإتاوات التي تحدث. فالقسيمة تمنح النازح أريحية، فإذ كان لديه فائض من الأرزّ يضطرّ إلى بيعه بسعر قليل، وثمّة تجّار كثر يهتمّون بذلك. لذا، فإنّ هذا التوجّه هو الأفضل، وبشكل عام ثمّة فئات مستضعفة لا بدّ من أن تُزوَّد بالسلال الغذائية والقسائم الشرائية".

من جهته، أوضح الناشط أسعد الحمصي لـ"العربي الجديد" أنّ "النازحين الذين أُزيلوا من على قوائم برنامج الأغذية العالمي، هم إمّا في خارج سورية وأوراقهم الثبوتية لدى أقارب لهم في المخيمات، فيعمد هؤلاء إلى إبراز تلك الوثائق للحصول على مساعدات غذائية إضافية. كذلك ثمّة عائلات مسجّلة في أكثر من مخيم، مثلاً في مخيمات سرمدا ومخيمات أطمة في الوقت نفسه. أمّا الفئة الثالثة التي أُبعدت من البرنامج، فنتيجة نقص في المساعدات المقدّمة في العامَين الأخيرَين، وتمّ تحويل التسليم عبر بطاقات إلكترونية وعلى أساسها استثُنيوا من المساعدات".

وأضاف أنّ "ثمّة مشكلات في مخيمات أطمة تحديداً، إذ إنّ عائلات عديدة راحت تستحصل على مساعدات من أكثر من جهة. وقد أُزيلت مخيمات كاملة من على قوائم المساعدات الغذائية، والسبب انخفاض في الدعم، إذ لا يملك برنامج الأغذية العالمية ميزانية كافية لتغطية كلّ المخيمات". وذكر الحمصي أنّ "كميّة الأغذية في السلة المقدمة للنازحين في مخيمات أطمة، خُفّضت منذ نحو ثلاث أشهر"، لافتاً إلى أنّ "المخيمات التي رُفع الدعم عنها هي مخيمات الكرامة التابعة لمنطقة قاح، وهي مخيمات أُنشئت في عام 2012".

تجدر الإشارة إلى أنّ ثمّة شكاوى دائمة تتعلّق بالتوزيع غير العادل للمساعدات الإنسانية في المنطقة، ومطالبات بضبط أكثر ووضع آليات تتيح وصول المساعدات لمستحقيها الحقيقيين سواء في مخيمات النزوح أو في المدن.

في سياق متصل، أفاد علي المحمد وهو نازح مقيم في مخيم أقيم بالقرب من بلدة دير حسان في ريف إدلب "العربي الجديد" بأنّ "نازحين كثيرين يبيعون السلة الغذائية التي يحصلون عليها، وكوني صاحب محل بقالة فإنّني أشتري بعضاً من مواد السلة". أضاف المحمد أنّ "ثمّة عائلات تحصل على كمية أكبر من تلك المخصصة لها، فيما أخرى بالكاد تكفيهم حصتّهم. وهذا أمر في حاجة إلى ضبط أكبر، من أجل تحقيق العدل"، آملاً "ألا تنقطع المساعدات عن أيّ من المحتاجين".

المساهمون