نفت النقابة العامة لأطباء مصر، الأحد، ما تردد بشأن القبض على عدد من مسؤولي مستشفى "الحسينية" المركزي بمحافظة الشرقية، للتحقيق معهم في واقعة وفاة عدد من مرضى فيروس كورونا بقسم الرعاية المركزية، جراء توقف ضخ "الأكسجين الطبي" للرعاية.
وأفادت النقابة في بيان بأن أمينها العام أسامة عبد الحي تواصل مع نقيب أطباء الشرقية، أيمن سالم، للتأكد من صحة هذه الأنباء، والذي نفى بدوره صحتها جملة وتفصيلاً، قائلاً "لم يتحفظ على أي طبيب في المستشفى، وهناك تحقيقات تجرى عن صحة الفيديو، ونقص الأكسجين، بهدف الوصول إلى حقيقة ما حدث من وفيات".
وتداول رواد مواقع التواصل فيديو قصير، يُظهر حالة الفوضى التي شهدها المستشفى في ساعة متأخرة من مساء السبت، إثر وفاة جميع المرضى في قسم الرعاية المركزة بعد توقف إمداد الأوكسجين بالقسم، وسط حالة من الانهيار في أوساط الأطقم الطبية بالمستشفى، الذين فشلوا في إنقاذ الموقف باستخدام الوسائل البدائية.
من جهتها، جددت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، حالة الغضب لدى جموع المصريين عبر منصات التواصل الاجتماعي، على خلفية إصدارها بياناً يزعم توافر مخزون غاز "الأكسجين الطبي" بجميع المستشفيات التي تستقبل مرضى فيروس كورونا بمحافظات الجمهورية.
وقال البيان إنه "بناءً على تقارير اللجنة المركزية التي وجهت الوزيرة بتشكيلها، فور حدوث واقعة وفاة 4 مرضى بفيروس كورونا داخل مستشفى الحسينية بالشرقية لتبيان موقف الأكسجين الطبي، والحالات الموجودة على أجهزة التنفس الصناعي، تبين أن عدد الأسرة المتصلة بشبكة الأكسجين تضم 11 حالة بالحضانات، وحالتين برعاية قسم الباطنة، و3 في عناية القلب، و7 بالعناية المركزة، و33 في قسم العزل".
وادعى البيان أن "المستشفى وفرت الأكسجين لجميع الحالات من نفس الشبكة بترددات عالية، بما يؤكد عدم وجود علاقة بين حالات الوفاة، وما يُثار عن نقص الأكسجين، لا سيما أن شبكة الغازات تعمل بكفاءة عالية في المستشفى، وكان الخزان يحتوي أمس على 500 لتر من غاز الأكسجين الطبي، بالإضافة إلى وجود شبكة غازات احتياطية متصل بها 24 أسطوانة أكسجين، و45 أسطوانة أخرى كمخزون استراتيجي".
وعن حالات الوفاة التي وقعت بوحدة الرعاية المركزة، قال إنهم "توفوا في فترات زمنية مختلفة، وأغلبهم من كبار السن، ويعانون من أمراض مزمنة، ولديهم مضاعفات مرضية نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا، ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية، ووفاتهم"، وفقاً للبيان.
أما عن واقعة وفاة مريضين بمستشفى زفتى العام بمحافظة الغربية، فأشار إلى أن التحقيقات الأولية كشفت أن الحالتين كانتا في وضعية حرجة على أجهزة التنفس الصناعي، وتعانيان من أمراض مزمنة، مستكملاً أنه "كان يوجد بالمستشفى 4 حالات بأقسام الطوارئ، و3 بقسم الحضانات، و3 في عناية الأطفال، و27 بالعناية المركزة المتوسطة لمرضى كورونا، و4 في قسم الحروق، و7 بالعناية المركزة العادية".
وأوضح أن "تانك الأكسجين في ذلك الوقت كان ممتلئاً بمقدار 5400 لتر، بالإضافة إلى وجود 24 أسطوانة أكسجين ممتلئة بغرفة الغازات الطبية"، مشدداً على أن "الدولة تسعى لتوفير مخزون كاف من الأكسجين الطبي بجميع مستشفيات الجمهورية منذ بداية جائحة كورونا، بالتعاون مع كبرى شركات الغازات، التي تمد المستشفيات بالأكسجين بشكل مستمر، مع توفير مخزون استراتيجي كاف لتلبية جميع احتياجات القطاع الصحي".
وذكر البيان أنه تمت زيادة عدد "تانكات" الأكسجين والأسطوانات بجميع المستشفيات التابعة للوزارة، فضلاً عن رفع كفاءة شبكات الغازات الطبية بالمستشفيات، والصيانة الدورية لها منعاً لحدوث أي أعطال أو تسريبات بأجهزة الغازات الطبية، تؤثر على تلقي المرضى للخدمة الطبية.
وختم بيان الوزيرة بمناشدة وسائل الإعلام، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، تحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والحصول على المعلومات من المصادر الرسمية (وحدها)، تحت ذريعة عدم إثارة البلبلة والفزع بين المواطنين.