- والدة جبارين تحدثت عن الظروف القاسية لابنها في السجن، مشيرة إلى فقدانه الوزن، قلة الطعام، الرعاية الصحية السيئة، والتعذيب، ما يسلط الضوء على الأوضاع الإنسانية الصعبة للأسرى الفلسطينيين.
- التظاهرات والدعم القانوني من مركز عدالة يبرزان الجهود المجتمعية والقانونية للدفاع عن حقوق المعتقلين، مع التأكيد على التحديات القانونية والإجراءات الجديدة التي تعقد الدفاع عنهم، وتمثل قضية جبارين ملاحقة سياسية لكبت الأصوات المعارضة.
تعيش أمهات المعتقلين والأسرى الفلسطينيين حالة من القلق على فلذات أكبادهن الذين يعيشون أوضاعاً قاسية داخل سجون الاحتلال الإسرائيلية. حيث خرجت مساء أمس نساء أم الفحم في تظاهرة تطالب بإطلاق سراح المعتقل والناشط محمد طاهر جبارين، الذي اعتقل قبل ستة أشهر على خلفية المشاركة بتظاهرة ضد الحرب على غزة.
نساء أم الفحم في التظاهرات الرافضة للحرب على غزة
اعتقل محمد جبارين يوم 19 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مع 10 آخرين جرى الإفراج عنهم لاحقاً، على خلفية تظاهرة منددة بالحرب على غزة في مدينة أم الفحم، وذلك بسبب منع المؤسسة الإسرائيلية السماح لفلسطينيي الداخل بالتظاهر ضد الحرب على غزة، وقدّمت النيابة العامة يوم 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لائحتي اتهام بالتحريض والتماهي مع منظمة إرهابية بحقه.
وقالت أم البراء والدة المعتقل محمد طاهر جبارين لـ"العربي الجديد": "خرجنا أمس في تظاهرة نسائية، وذلك بعد أن رأيناه في الجلسة الأخيرة بالمحكمة في حيفا بوضع صعب للغاية". وأشارت أم البراء، وهي من نساء أم الفحم المشاركات في الاحتجاج، إلى أن العائلة لا تعرف أي معلومة عن محمد سوى أنه معتقل في سجن رامون قائلة: "لا يوجد اتصال منذ الحرب، ولا يسمح لنا أن نرسل الكانتينا ولا الزيارة، نحن قلقون عليه جداً، خاصة في ظل ظروف الصعبة للغاية للأسرى في السجون، وكل يوم نسمع عن استشهاد أسير فلسطيني كان آخرهم الأسير أبو صالح من سخنين".
ضاعفت شهادة جبارين قلق والدته وأمهات المعتقلين، وعقب خروجهن من مبنى المحكمة أعلن عن تظاهرة أخرى ستكون أمام المحكمة في حيفا
وأضافت: "محمد ابني دخل السجن وههو 120 كيلوجراماً، اليوم وزنه قرابة 70 كيلوجراماً، فَقَد تقريباً 50 كيلوجراماً، في المحكمة الأخيرة قال محمد إنه منذ ستة أشهر هو والأسرى ينامون من الجوع، وكمية الأكل قليلة جداً، وكذلك أدوات التنظيف كالصابون والشامبو يحصلون عليها مرة كل أسبوعين، ونتيجة ذلك انتشرت أمراض جلدية، مما اضطره لحلق شعر رأسه"، مشيرة إلى التعذيب والعنف الجسدي والتنكيل من السجانين: "عندما يحضرونه من الزنزانة إلى غرفة المحكمة ليحضرها عبر تقنية الفيديو، يعصبون عينيه ويشدون الأصفاد بطريقة قاسية، حتى إنه رفع يديه للقاضية بالمحكمة لترى يديه الجريحتين، وعندما يطلب من السجان أن يرخي له الأصفاد يقوم بشدها أكثر من قبل" .
ضاعفت شهادة جبارين قلق والدته وأمهات المعتقلين، وعقب خروجهن من مبنى المحكمة أعلنّ عن تظاهرة أخرى ستكون أمام المحكمة في حيفا أثناء انعقاد الجلسة المقبلة. حيث تؤكد والدته على غرار باقي نساء أم الفحم فخرها بما يفعله محمد قائلة: "أنا فخورة بابني محمد وكل ما قام به هو التعبير عن رأيه بتظاهرة، التعبير عن الرأي في أي موقف تكفله كل القوانين، وقد طالب من خلال تظاهرة سلمية جماعية بوقف الإبادة الجماعية ضد إخوتنا في غزة". موضحة أن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول سلخهم عن قضيتهم وعن هويتهم الفلسطينية وهذا الشيء محال". مضيفة: "نفتخر بهويتنا الفلسطينية، ونحافظ على ثوابتنا العقائدية والوطنية مهما حاولوا".
من جانبها، تقول المحامية ميسانة موراني من مركز عدالة الموكلة بالدفاع عن جبارين لـ"العربي الجديد": "في زيارتي الأخيرة قبل شهر في سجن رامون كانت معنوياته عالية، أما خلال الجلسة الأخيرة فقد أخبرني بظروف قاسية جداً في السجن، منها أمراض جلدية وقلة الطعام "لا يوجد أحد ينام شبعان في السجن"، كما قال محمد، إضافة إلى تعامل السجانين الصعبة والقاسية، مشيرة إلى أنه قضائياً فقد قررت القاضية في شهر يناير إبقاءه في السجن حتى نهاية الإجراءات، قائلة: "نحن سنقدم مرة أخرى طلباً لتحويله للحبس المنزلي في أم الفحم، لأنه مر وقت طويل على القرار السابق".
وتشير موراني إلى وجود قانون جديد، ينص على تقديم الشهود والمعتقل يبقى داخل السجن عبر تقنية الفيديو وعدم إحضاره وجاهياً إلى المحكمة، وهو ما يصعب معه الاستماع إلى ملاحظات الموكلين، مما يضعف ويضر بالتحقيق، مشددة على أن "هذا ملف ملاحقة سياسية، والنيابة العامة تريد أن يصبح محمد عبرة للآخرين". واعتُقل جبارين والمحامي أحمد خليفة، وهما ناشطان سياسيان بارزان، بادرا بالدعوة إلى تظاهرات على مدار السنوات الأخيرة، من خلال الحراك الشبابي في أم الفحم الموحّد بقضايا سياسية واجتماعية. وحالياً أحمد خليفة معتقل في الحبس المنزلي منذ شهر فبراير، وأبعد عن بيته إلى حيفا.