نزوح 15 مليون شخص في 120 دولة خلال النصف الأول من 2020

23 سبتمبر 2020
نازحون سوريون في إدلب (العربي الجديد)
+ الخط -

أجبرت الكوارث الطبيعية والصراعات المسلحة 15 مليون شخص في أكثر من 120 دولة حول العالم على مغادرة منازلهم ومناطقهم خلال النصف الأول من عام 2020، بحسب تقرير لمركز رصد النزوح الداخلي (IDMC).

وقال المركز المستقل، ومقره سويسرا، الأربعاء، إن الصراعات والعنف كانا السبب في نزوح 4.8 ملايين شخص، وبشكل أساسي في أفريقيا والشرق الأوسط، بزيادة مليون شخص عن النصف الأول من عام 2019، وكانت أكبر زيادة في سورية، حيث تسبب تجدد الصراع في إدلب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي في أكبر عملية نزوح في البلاد مند اندلاع الصراع في عام 2011، مسجلا ما يقارب 1.5 مليون حالة نزوح جديدة بحلول نهاية يونيو/ حزيران الماضي، في حين سجل السودان نحو 35 ألف حالة نزوح جديدة بسبب تزايد وتيرة النزاع والعنف في البلاد.

وكشف التقرير أن ليبيا سجلت 39 ألف حالة نزوح جديدة خلال الفترة نفسها بسبب القتال العنيف بين حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، والذي حاول الاستيلاء على طرابلس في إبريل/ نيسان 2019، ثم تسببت العمليات العسكرية حول ترهونة وسرت في نزوح نحو 27 ألف شخص إلى البلدات والمدن الشرقية، حيث أقام كثير منهم مع الأقارب أو العائلات المضيفة، وسعى آخرون إلى إيجاد مأوى في المدارس.

وفي العراق، انخفضت حالات النزوح الجديدة بشكل كبير في النصف الأول من 2020، مقارنة بعام 2019، ويعود ذلك إلى تقليص العمليات العسكرية بعد هزيمة تنظيم الدولة "داعش"، لكن خطر عودة التنظيم لا يزال قائما في أذهان كثيرين، كما ساهمت التوترات الإقليمية والصراعات في الدول المجاورة في عدم الاستقرار، مثال ما حدث بين إيران والولايات المتحدة التي نفذت هجمات متبادلة، بعضها على الأراضي العراقية.

وواصل نازحون عراقيون العودة إلى ديارهم، لا سيما في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين. بينما يمتنع آخرون عن العودة لأن منازلهم تدمرت بالكامل، وأيضا بسبب المخاوف الأمنية، وقلّة فرص العيش، وتردي الخدمات الأساسية.

 

وأوضح التقرير كيف فاقمت مجموعة من العوامل حالة النازحين داخليًا في أنحاء العالم، إذ زادت الأزمة الإنسانية في اليمن، وهي الأسوأ في العالم، في النصف الأول من عام 2020، نتيجة الصراع المستمر، وارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا،  وبعض أسوأ الفيضانات منذ سنوات، كما أدت الأعداد الكبيرة من عمليات النزوح الناجمة عن النزاعات والكوارث إلى تعقيد الأزمات في الكونغو الديمقراطية والصومال.

وقالت مديرة مركز رصد النزوح الداخلي، ألكسندرا بيلاك، إن "الأعداد المسجلة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، هي دليل على التقلّب المستمر لأزمات النزوح في أنحاء العالم. جائحة (كوفيد-19) قلّصت فرص الوصول إلى الرعاية الصحية، وزادت من الصعوبات الاقتصادية ومخاطر الحماية للمجتمعات النازحة".
ووفق التقرير فإن الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات وغزو الجراد من بين الكوارث الطبيعية التي تسببت في الغالبية العظمى من حالات النزوح الداخلي الجديدة، والتي بلغت 9.8 ملايين حالة، وكشف التقرير أن 50.8 مليون فرد كانوا يعيشون كنازحين داخليًا بحلول نهاية عام 2019، محذرا من أن ملايين آخرين من المحتمل أن يضطروا إلى ترك منازلهم خلال الأشهر المقبلة بسبب الطقس البارد، والعنف المستمر.

دلالات
المساهمون