عقدت جمعية الثقافة العربيّة (غير حكومية)، أمس الأربعاء، في الناصرة، ندوة بعنوان "سياسات التربية والتعليم في ظل الحكومة الإسرائيليّة الجديدة" الأكثر تطرفاً، وذلك لمناقشة التبعات والإسقاطات المُرتقبة للحكومة الإسرائيليّة الجديدة على سياسات التربية والتعليم في المدارس العربيّة بالداخل الفلسطيني.
وشارك في الندوة شرف حسان، رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، ودالية حلبي المحاضرة في التربية بكلية أورانيم وطالبة الدكتوراه في قسم القيادة والسياسات التربويّة في جامعة حيفا، وتولى تقديم الندوة الصحافي أحمد دراوشة.
وتناولت الندوة المخاطر التي يواجهها قطاع التربية والتعليم العربي في ظل صعود الحكومة الإسرائيليّة الأكثر تطرفًا خلال السنوات الماضية، ومدى جاهزية الجهات المُختصة العديدة للدور الذي يقع على عاتقها بهدف مواجهة التحديات الناجمة عن المشهد الحكوميّ الحالي.
وأشار الباحثون إلى أن عملية تشخيص المشكلة في سياسات التربية والتعليم تمت من خلال عمل دؤوب من قبل جهات معينة في المجتمع، لكن المشكلة تكمن في صُناع القرار ومدى اهتمامهم بتغيير الواقع. كما تمت الإشارة إلى أن هذه المشاكل "ليست وليدة الحكومة الجديدة، وأن عملية فصل سياسات التربية والتعليم التي تم تبنيها من جهات حكوميّة غير مجدية، والسبب يعود بالأساس إلى أزمة المواطنة التي نعاني منها بشكل عام في كافة مؤسسات الدولة"، وفق بيان جمعية الثقافة العربية اليوم الخميس.
وشدّدت الباحثة دالية حلبي على أنه للتخلص من أزمة السياسات في التربية والتعليم ينبغي حل المشكلة من الجذور، وذلك غير ممكن إلا بحل الأزمة الكُبرى، ألا وهي المواطنة، بحسب تعبيرها.
في المقابل، شدّد رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، شرف حسان، على أن فصل قضايا التربية عن التعليم أدى إلى وضع سيئ، إذ لا يمكن أن يتم القضاء على المشاكل وسد الفجوات إلا من خلال تبني قيم انتماء جمعيّة، الأمر الذي ترفضه إسرائيل.
وأضاف أن الطالب العربي يعاني من فجوات كبيرة في التحصيل التربوي والأكاديمي مقارنةً بالطالب اليهودي في إسرائيل، وبالرغم من السياسات التي تم اتباعها في السنوات الأخيرة لتقليص هذه الفجوة، إلا أن الوضع لم يتغير، والسبب يعود بحسبه لتنصل الوزارة من العمل على الجانب الهُوياتي عند الطالب، بالإضافة إلى أسباب سياسيّة إسرائيليّة.
وتطرق المتحدث أيضاً إلى أزمة المجالس المحلية والفساد، الذي ينهشها ويؤثر بشكل مُباشر على تعيينات المعلمين والطواقم التربويّة في المدرسة والنظام التعليمي.
أما بخصوص قضية تحصيل الحقوق أمام المؤسسة الإسرائيلية وقدرة المجتمع الفلسطيني في الداخل على تحسين وضع التربية والتعليم في البلاد، فقد أوضح رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في البلاد، أن ذلك لا يتم إلا عبر النضال، على عدة أشكال منها القضائي والاجتماعي والنقابي والعمل المُنظم هو الطريق لتحصيل الحقوق والتأثير على المنهاج وتعديله بما يلائم القضايا اليوميّة التي تؤثر بشكل مباشر على حياتنا، وأيضًا القضايا الجمعيّة التي تتطرق إلى القيم التربويّة وسياسات الهوية.