نحو 15 ألف ضحية تعذيب في سورية غالبيتهم على يد النظام

26 يونيو 2022
التعذيب جريمة متكررة في سجون النظام السوري (زين الرفاعي/فرانس برس)
+ الخط -

قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، الأحد، إن 14685 شخصاً، من بينهم 181طفلاً و94 سيدة، قُتلوا بسبب التعذيب في سورية منذ مارس/ آذار عام 2011 وحتى يونيو/ حزيران 2022، وغالبيتهم على يد النظام.

وأكدت الشبكة الحقوقية، ومقرها باريس، في تقريرها الحادي عشر عن التعذيب في سورية، أن "التعذيب نهج مستمر في البلاد"، وأن النظام مسؤول عن مقتل 14464 سوريا، من بينهم 174 طفلاً و75 سيدة، وتنظيم "داعش" مسؤول عن مقتل 32 من بينهم 14 سيدة، و"هيئة تحرير الشام" مسؤولة عن مقتل 31، من بينهم طفلان، كما أن 83 شخصاً قتلوا بسبب التعذيب على يد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وقتل 50 شخص تعذيبا على يد فصائل المعارضة المسلحة.

وسجلت الشبكة مقتل ما لا يقل عن 11 شخصاً بسبب التعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري منذ صدور قانون تجريم التعذيب في 30 مارس/ آذار الماضي، إضافةً إلى العديد من عمليات الاستدعاء من قبل الأجهزة الأمنية في مختلف المحافظات لذوي ضحايا التعذيب، والذين يجرى تحذيرهم من إعلان الوفاة، وتهديدهم بإعادة اعتقالهم في حال قاموا بذلك.

وأشارت الشبكة إلى أن "النظام السوري اعتقل العدد الأكبر من المواطنين السوريين، ولا يزال لديه عدد كبير من المختفين قسرياً"، كما رصدت "ممارسة النظام عمليات تعذيب في كثير من الأحيان على خلفية انتماء الضحية لمنطقة ما، كنوع من الانتقام الجماعي، وكانت محافظتا درعا وحمص في مقدمة المحافظات التي فقدت أبناءها بسبب التعذيب".

واعتبر التقرير أن "النظام السوري وضع قوانين تسمح بالتعذيب، وتمنع محاسبة المجرمين الذين يمنحون حصانة تامة من الملاحقة القضائية"، مضيفا أنه "نظام شديد المركزية، ولا يمكن أن يعذب عشرات آلاف المعتقلين ويقتل الآلاف من دون أوامر مباشرة من رأس الهرم، وهذا العدد الهائل من جرائم التعذيب والقتل يقتضي اشتراك مؤسسات حكومية عدة".

وأكدت الشبكة أن "التعذيب المحظور بأقسى العبارات في القانون الدولي ما زال يمارس بشكل واسع بحق المعارضين، وأن ذلك يهدف إلى بسط السيطرة، وقمع أي مطالبات حقوقية أو ممارسة ديمقراطية، كما أن اعتقال الأشخاص يمثل شكلا من أشكال التعذيب، لأنه يتم من دون مذكرة قضائية، كما أنه ممارسة شائعة من قبل أطراف النزاع والقوى المسيطرة، وتتحول الغالبية العظمى من المعتقلين إلى مختفين قسرياً، والاختفاء القسري يعتبر شكلاً من أقسى أشكال التعذيب".

وطالبت الشبكة "مجلس الأمن والأمم المتحدة بإيجاد آلية لإلزام كافة أطراف النزاع السوري، وبشكل خاص النظام، بوقف عمليات التعذيب، والكشف عن أماكن جثث الضحايا، وتسليمها للأهالي، واتخاذ إجراءات عقابية جديَّة بحق النظام لردعه عن الاستمرار في قتل المواطنين السوريين تحت التعذيب، والضغط على بقية أطراف النزاع بمختلف الطرق الممكنة لوقف استخدام التعذيب بشكل نهائي".

المساهمون